مدخل : {للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيما هم لا يسألون الناس إلحافا} المتن قيل قديما القناعه كنز لا يفنى .. لكن هذه الحكمة ضرب بها عرض الحائط في زمن المظاهر واستعراض الأغنياء بممتلكاتهم أمام الملأ في وسائل التواصل الاجتماعي مما يضطر المواطن متوسط المعيشة من تحميل نفسه فوق طاقتها لكي ينظر له بنظرة احترام من الناس المحيطين به .. لذا لم يعد للقناعة متسع بيننا .. وبالتالي فقدان القناعه تسبب في امراض كثيرة في مجتمعنا منها الحسد والغيرة التي تنهش جسده . لماذا دائما نحرص على ان نسكن القصور ونملك السيارات الفارهة والأموال الطائلة ونشقى لذلك .. وأنا اتكلم هنا ليس عن من يتمناها فقط وإنما عن الانسان البسيط الذي يتحسر على نفسه ويحسد من يستطيع امتلاكها .. لماذا لم يعد هناك قبول باليسير ؟ هذا تساؤل دائما اطرحه على نفسي ولم اجد له اجابه إلا بسبب انفتاح العالم على بعضه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي .. ولو أننا عدنا لزمن النبي عليه الصلاة والسلام لوجدنا وصفة تملك القناعه ،ليس فقط الرضى بالقليل وإنما السعادة به ويتمثل هذا في قوله عليه السلام (من اصبح منكم آمنا في سربه معافاً في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ) . وقال الشافعي عن القناعة : رأيت القناعة رأس الغنى .. فصرت بأذيالها متمسك فلا ذا يراني على بابه .. ولا ذا يراني منهمك فصرت غنيا بلا درهم .. أمر على الناس شبه الملك خاتمة سؤال لفاقد القناعة ( العافية لو تنشرى وش ثمنها ؟) بقلم منيرة السالم