في كل عام تمر بنا تلك اللحظات ، إنها لحظات آخر المطاف ، في نهاية كل عام دراسي نلملم أوراقنا ، نرتبها تارة ونبعثرها أخرى ، لا ندري ما نريد كأننا تفاجأنا بنهاية المطاف ، لذا علينا أن نقف وقفة محاسبة ، مع تلك النهاية ، وخاصة نحن في ميدان التربية والتعليم فأحداثنا كثيرة وتغيراتنا سريعة وسلوكنا في تقلب ، فنبقى نحن - العنصر البشري - محور العملية التعليمية التربوية ، انتهى العام الدراسي وتساقطت معه أوراق كثيرة ،سعدنا فيه بعطائنا ، وتكابر أنفسنا بالاعتراف بأخطائنا ، وقفنا فيه أمام أبواب السؤال نرجو شكر مسئول أو شهادة تقدير، ولم نقف نرجو ثواب ورضا العلي القدير ، مضى عام أخفينا تقصيرنا بكبريائنا وجعلنا صوابنا انجازاً ، مضى عام كسبنا فيه ود أخٍ وصديق ولكن للأسف خسرنا آخرين ، مضى عام بخلنا فيه بكمال عطائنا ووضعنا أمامنا عوائق لنبرر تقصيرنا ، ولم ندرك قول شاعرنا العربي : ولم أر في عيوب الناس عيباً كعجز القادرين على التمام رفضنا التمام ، رفضنا التمييز ، رغم قدرتنا عليه ، مضى عام ونحن مكانك قف نرفض التغيير نرفض التطوير وكأنه كابوس مزعج يؤرق سباتنا ، رضينا بتغيير ثقافتنا ولم نؤمن بثقافة التغيير، مضى عام وكثير منا لم يشعر فيه براحة الضمير ، وكأنها نهاية نزع الروح ، تلك فئة عملت وصنعت وساهمت في الانجازات ، فئة تعمل بصمت ، تعمل لذات العمل وضعت نصب عينها مراقبته سبحانه ، دون أن تظهر في ساحة الشكر والتقدير ، فهمها أكبر وأجل ، مضى عام والحديث عن النهاية يطول ، وأخيراً دعوة لنقف فيها مع أنفسنا ، نترفع عن لوم الآخرين ونبتعد عن ذواتنا وعن إسقاط الأعذار ، نقف وقفة تغيير وتطوير فما كان من صواب طورناه وأعدنا تكراره ، وما كان من خطأ أزلناه وأزلنا آثاره من أنفسنا ، فكل سلوك قابل للتغيير ولنبدأ بتغيير سلوكنا إلى الأمثل لتكون نهاية عامنا خير بداية للعام الجديد ،،،، وختاما كيف يحلو لك في البدء الختام د . فهد حماد التميمي