عصر يوم الجمعه الماضي ,رأيت سحابة أشبه ببركان, ساقني الفضول للذهاب للموقع و الوقوف على الحدث, وما إن اقتربت منه, حتى أدركت أنها مجرد سحابة عطاء من المحرقه الخاصة بالبلدية حفظها الله, ذلك الجهاز الذي دائماً ما يضع في أول أولياته حب الوطن, وراحة المواطن, و أحياناً أجدني أقول ( ليتنا لم نرزق بالتقنية )... أجد من الصعب جداً أن تستمر البدائيات في حياتنا, و نرضى بأقل الحلول, والتي تصيب وطننا الغالي بضربات مميتة الواحد تلو الأخرى. من المضحك أني وجدت لوحة تمنع السباحة في نفس الموقع, وذلك لأن البلدية ( ولعلها الأمانة ) تحذر المواطن لأنها حريصة على سلامة جسده, لكنها أغفلت ذلك السم القاتل الذي ينتشر في سماء الخرج, يدخل كل منزل, حتى أن الأطفال الصغار الذين لم يدركوا بعد خطورة هذه الغازات الفتاكة, التي قد تكون مع مرور الوقت أشبه بكومة مرض, ستقتل براءة الطفولة, وضحكات الصغار, وستقتل بالتأكيد أحلام الشباب, وستقتل ضحكات الرجال, وستبكي وتجفف عيون الأمهات, وستحرم الكبار بر الشباب, وستثقل الدنيا كاهل الأخت, وستعصف بعواطف الأخ وتشقي منامه على أخته.. وسنثكل المملكة أبناءها, ولبنتها, وجمالها. ليتني لم اشاهد فيلما وثائقيا, استعرض كيف أن البرازيل في فترة وجيزة استطاعت تحويل القمامة ( أعزكم الله ) إلى مصدر دخل, فأقامت مصانع إعادة تصنيع ( للألمنيوم, الحديد, المعادن, البلاستيك, الورق, وحتى بقايا الغذاء ) ففتحت أبواب رزق للفقراء, واستثمرت, و قامت بتوفير الكثير من الأموال, و الأهم, أقامت مكان ( المحرقة أعزكم الله ) حدائق, ونوادي رياضية. ولازلنا نرى أننا في مقدمة الدول, و أن مهمة البلدية ( من أراد أن يسميها الأمانة, ولا يظلم نفسه ) تقتصر على تكسير الشوارع, وتنفيذ السفلتة ( بالآجل وبدون مواصفات) و إعادة طرح نفس الشارع العام القادم, على نفس المقاول, وكذلك (بالآجل وبدون مواصفات ), و اهمال باقي الضروريات التي تهم المواطن, ولست ممن يرى أن عمل هذا الجهاز أياً كان اسمه هو مجرد التكسير والسفلتة كل عشرة أمتار مدة ستة أشهر, و إرسال سيارة لتفرغ الصناديق التي أصبحت وكراً للأوبئة, و زرع المسطح نفسه, بدون دراسة لمواقع جديدة تكو بأمس الحاجة إلى تنفيذ مسطحات وزرع حدائق لتقي الناس شر السموم التي يستنشقوها يومياً.. ( كان كبار السن قديماً يقولون " ليته" للرجل الذي يمتدح شخصاً بغير صفاته ) فأقول لهذا الجهاز إذا قال بعكس ما ذكر أعلاه " ليته " أتمنى لكم صيفاً ممتعا سعيد الاحمري