رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    بوتين: روسيا ستُدخل الصاروخ الباليستي الجديد «أوريشنيك» في القتال    روبن نيفيز يُحدد موعد عودته    الهلال يفقد خدمات مالكوم امام الخليج    الأهلي ينتصر على الفيحاء بهدف رياض محرز    دوري روشن: التعادل الايجابي يحسم مواجهة الشباب والاخدود    القبض على شخصين بتبوك لترويجهما مادتي الحشيش والإمفيتامين المخدرتين    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    المملكة توزع 530 قسيمة شرائية في عدة مناطق بجمهورية لبنان    انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    "الجمارك" في منفذ الحديثة تحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة "كبتاجون    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    حلول ذكية لأزمة المواقف    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على خلفية أحداث اليمامة .. الدويش يشن هجوماً لاذعا على تركي السديري
نشر في الخرج اليوم يوم 31 - 01 - 2009

شن الشيخ سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش هجوما كاسحا وقاسيا على رئيس تحرير جريدة الرياض تركي السديري حول مقاله المثير للجدل والسخط وقال الدويش :
فقد حدثت أن مختلا كان يحضر مجالس بعض بني قومه , وفي مرّة سمعهم يتحدثون عن الطائرة , ويصفون من ضخامتها ومافيها ماأبهر عقله , فانتقل من ذلك المجلس إلى مجلس آخر وهو مشغول الذهن بما سمع , وحين دخل مجلسه الجديد , بدأ يحدثهم عن تلك الطائرة , وكأنه مَن صنعها , فسأله أحدهم : ماحجمها ؟ , فقال : "كبر الحمار" .
هذه الرواية تدل على أن كثيرا من الناس , وخاصة من ضاق أفقه , لايرى إلا من خلال طبيعته التي يعيش فيها , ويظنّ لجهله أنه قد أحاط بكلّ شيء علما.
تركي السديري كتب مقالا في صحيفته التي أمضى في رئاسة تحريرها مايزيد على 36 سنة , وهو بهذا يعتبر أعرق وأطول وأقدم رئيس تحرير على الكرة الأرضية , لأني لاأعلم ممن هو على قيد الحياة مَن نافسه على هذه المدّة , لا ممن يمشي على رجلين , ولاممن يمشي على أربع , وأتمنى أن أكون مخطئا , وعنون ذلك المقال ب " الواقع ومفاهيم الهئية " , وأورد فيه مايكشف للقارىء الكريم أن رئيس التحرير بين حالين :
1-إما أن يكون يكذب على القرّاء ويحتقرهم .
2-أو أنه قد خرّف!! .
إذ كيف يمكن أن تكون نسبة خمسة آلاف طالبة تقعد في مقاعد الدراسة المختلطة كما يزعم -وإن كنت أعتقد أنه كاذب في هذا- في الجامعات الخارجية , تعبر عن توجه مايزيد عن 8 ملايين امرأة , مع أنه يدرك أن جامعة واحدة من جامعاتنا غير المختلطة تضم أكثر من هذا العدد بأضعاف مضاعفة , كما أن مَن تدخل المطاعم , وتنتقل في المجاميع المختلطة في البلاد الغربية أو غيرها , نازعة عباءتها , لايمكن أن تمثل مجتمعا نسبة من حصلن على جواز سفر فيه لاتتجاوز ال5% .
هذه الأرقام وتلك الإحصائيات التي يرددها المعمّر تركي السديري , ويزعم أنها هي الواجهة للمجتمع , وهي من يمثله وينطق بلسانه , هي في الحقيقة لاتنطق إلا بلسان من هو مقتنع بها , قابل لها , ممّن يرضى لأهله أن يختلطوا بالرجال , ويرضى لابنته أن تجلس بجوار الرجل بمقاعد التعليم , أو أن تخلع عباءتها , وتتخلّى عن حجابها , أما من ملأ الحياء قلبه , وجرت الغيرة في عروقة , وذاق طعم الكرامة , فإنه لايمكن أن يعتبر تلك الحالات الشاذّة النشاز عنوانا له , ولاناطقا باسمه , ولا ممثلا لمجتمعه .
حين يقف المعمّر تركي السديري معتذرا للبريطانيين ممّا يراه تجاوزات قامت بها الهيئة , لأنها منعت الاختلاط الذي تحاول الترويج له بؤرة اليمامة , ذلك المستنقع الذي لايمكن أن ننسى سجلّها الأسود في المؤامرة على مجتمعنا , من خلال اسبوعها السخافي , الذي استضافت فيه من يدعو إلى العلمانية ويتبناها , أو يرفع عقيرته بالتفاهات الحداثية , أو بتبنيها للنوادي الكروية النسائية , في وقت تئنّ فيه الأمة وتصرخ من هجمات أعداءها عليها ، فإننا في الوقت ذاته نقف لنعتذر إلى كلّ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها , ممّن يرون فينا مجتمعا مثاليا , يتمنّون أن يكون نموذجا للعالم كلّه , ويرون أنّنا من يطبّق تعاليم الاسلام وقيمه وأخلاقه , ويرون فينا القدوة , وأننا ورثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم , وأبناء الصحابة رضوان الله عليهم , وأتباع السلف الصالح , ويرون أنّنا حملة رسالة سامية , ومن بلادنا تنطلق شموع الإسلام , وأننا في بلد تتجه إليه أفئدة المسلمين قاطبة , ونقول لهم إن ماترونه من مظاهر شاذّة , وقلّة حياء من بعض السفهاء من بني قومنا , أو ما تسمعون به وتطلعون عليه , من كتابات بعض المخدوعين , لاتمثل ملايين المسلمين في هذه البلاد , وإنما هي رأي هؤلاء التافهين التائهين , لأن في مجتمعنا من يعتبر هؤلاء شواذا أتيح لهم منبر إعلاميّ , حاولوا من خلاله أن يشوّهوا الحقائق ويقلبوها , وينقلوا خلاف الواقع وينقلبوا عليه , ويغشّوا القارىء والمتابع منذعقود , ولكنهم بحمدالله لم يفلحوا وبحول الله لن يفلحوا.
أيها المسلمون في أصقاع المعمورة , وخاصة في بريطانيا : نحن نعلم مدى الحرج الذي ينتابكم وأنتم ترون صور بعض المحسوبين على مجتمعنا في " الهايد بارك أو البيكادللي أو إجوررود " والتي تسيء إلى سمعة المسلمين , وتضعهم في صورة الشهوانيين البهيميين الذين لاهم لهم إلا المادة والشهوة والعربدة , ولكن هؤلاء وغيرهم ممن ابتليت بهم الأمة , لايمكن أن يكونوا حملة رسالة الإسلام , لأن فاقد الشيء لايعطيه , وهؤلاء هم سبب تخلف الأمة , بل كثير منهم طابور خامس , هو إلى العدو أقرب منه إلى أمته وملته , كما أن مانراه من الفجور والجور البريطاني لايمكن أن يكون معبرا عن كل أهل بريطانيا , بل قد رأينا من كفارها , بله مسلميها , من ينتصر لقضايا المسلمين أكثر من انتصار كثير من المسلمين أنفسهم لأنفسهم .
أيها الفضلاء :
حين نحدثكم عن الانهزامية والتبعية والذلة التي تلبس بها كثير من الناس , حتى صار يستحيي أمام العالم من نظام دولته , وقوانين شريعة الإسلام , ويعتذر عن تطبيقها بحجة أنها تشوه سمعته , وتحرجه أمام تلكم الدول الغربية التي يستجدي رضاها , وقد أخبرنا الله عنها أنها لن ترضى إلا بشيء واحد ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) نجد في مقابل ذلك الخنوع , وتلك التبعية والانهزامية , إذعانا تاما , وتبريرا وقحا , وإعجابا مقيتا , بأنظمة الكفار وممارساتهم , وما فيها من التناقضات الفجة , والصورة القاتمة .
إن اعتذار تركي السديري للبريطانيين يمثله هو ومن هم على شاكلته ليس غير- وهم قلة ولله الحمد- , أما من يفتخر بدولته , ويثق بمؤسساتها , ويحترم نظامها , وقبل ذلك كله يعتز بشريعته , وقيم مجتمعه , ويرى أن لكل بلد أنظمته وقوانينه , وأن على مؤسسات البلد الأهلية وغيرها احترام تلك الأنظمة وعدم تجاوزها , كما أن على الوافد مراعاتها والتماشي معها , تماماً مثل ما يطالبنا ذلك الوافد إذا قدمنا إلى بلده باحترام أنظمته وعدم تجاوزها, ولايعذرنا بجهلنا فيها , وأن الإخلال بأي شيء من تلكم الأنظمة المعمول بها , وخاصة ما يخرق العهد , ويخلق الفوضى , ويسيء إلى مشاعر المجتمع , ويستعديه على قيادته , أو يشوه صورتها عنده , وهي الصورة التي تعاقبت الأجيال على الثقة بها واحترامها , أو يجعل القيادة في مواقف محرجة أمام دول العالم , من خلال الاستغلال الرخيص لبعض الظروف الحالية , فإن هذا لايمثله السديري ولا غيره ممن هم على شاكلته .
كما أن كلية اليمامة بممارساتها الشاذة , وأفكارها التحررية , ومخالفتها للمعمول به , وماقامت عليه الدولة , يجب أن يوضع لها حدٌّ فاصل , وأن تحاسب محاسبة دقيقة , إلا إذا كانت تتمتع بخصوصية لاتخضع لنظام , أو مكانة تتسامى على القانون , لأنها باتت تمارس دورا استهتاريا لايمكن إغماض العين عنه , وأصبحت تنتهج سياسة وكأنها دولة داخل دولة , أو تمتلك حكما محليا مسقلا .
يستحيل أن ينطق المعمّر تركي السديري بالحقيقة لأنه يعلم أنّه لايمتلكها ولايحبّها , وإلاّ فالحقيقة تقول إن المجتمع يحبّ الهيئة ويكره المنافقين , ويحبّ الفضيلة ويكره المنحلّين , ويحبّ الخير ويكره المنحرفين ، ويحب الصادقين , ويحتقر المتزلفين .
المجتمع ولله الحمد مجتمع محافظ , وإن كان شذّ منه خمسة آلاف وقبلوا الاختلاط , أو تمرّدوا على القيم , فإن مثل هذا العدد وأضعافه , قد نراه وبشكل مألوف في محاضرة لأحد الدعاة , كما أنّه إذا كان ذلك العدد يمثّل أغلبية عند السديري , فإني أجزم أن خمسة آلاف من طالبات جامعة الإمام محمد بن سعود وحدها , يرفضن ماأشاد به المعمّر تركي السديري .
بل وإذا كان هذا العدد يحظى بأدنى مصداقية واحترام عند السديري فأنا على استعداد – وسأعتبر هذا التزاماً أدبيا ً – بأن أحضر خمسة آلاف توقيع من مدينة الرياض وحدها , تطالب بمحاكمة المعمر تركي السديري , وترى ضرورة تنحيته لفشله الذريع , ولمخالفته ما تعلنه الدولة من سياسة إعلامية .
أيها الفضلاء :
أرأيتم كيف يفكر هؤلاء ؟ , وبأي منطق يتعاملون مع مجتمعهم ؟ , حيث ألغى السديري قيمة ملايين البشر رغبة في أن ينصر أخلاقياته ويفرضها على المجتمع المحافظ !!! .
لم يعتبر بمئات الدور النسائية المنتشرة في أرجاء بلادنا , والتي تضم مئات الآلاف من المقبلات على الخير , والراغبات في الفضيلة , ولم يعتبر بمئات الآلاف من النساء اللواتي يتوافدن على دروس العلماء ومحاضراتهم رغبة في سماع الكلمة الصادقة , والنصيحة الهادفة , ولم يلتفت إلى عشرات الآلاف من النساء اللواتي التزمن بحجابهن , وحافظن على الحياء , ووقفن شامخات وبكل إباء , معتزات بدينهن وأخلاقهن في بلاد الشرق والغرب , ممن رافقن أهليهن ومحارمهن , وإنما استشهد بحفنة مهزومة مهزوزة , وجعلها معيارا ودليلا على مجتمعه وممثلا له , وهذا وأيم الله دليل الفشل والخذلان .
إن هذا التحايل على القارىء , وتشويه الحقيقة , واعتماد التزوير والتلفيق , يكشف بوضوح حجم المؤامرة التي يتزعمها كثير من الإعلاميين , لأنه إذا كان رئيس هيئة الصحافيين , ورئيس تحرير جريدة الرياض , يتعامل مع القراء بهذه اللغة , فما الظن بمن هم تحت يده ؟ .
أيها الفضلاء :
حين نقرأ لكثير من رؤساء التحرير والإعلاميين فإننا يجب أن نحمدالله أولاً إذْ عافانا مما ابتلاهم به , ثم إن علينا أن نحمده ثانياً , أن الله أودع فيهم من البلاهة مايمكن اعتبار هبنقة عندهم من دهاة العرب , لأن مثل هذه المواقع الحساسة لو منح أهلها ذكاء وفطنة , لكان تأثيرهم السلبي مضاعفا , ولكن هؤلاء ولله الحمد كشفوا ببلاهتهم وحمقهم وتغفيلهم , ماتنطوي عليه ضمائرهم , ممايجعل القارىء العادي يقف عليه دون عناء .
وليس أدل على حمقهم وبلاهتهم وفضحهم لأنفسهم , من أنهم يتعاملون مع القضايا وكأنهم أهل الشأن فيها , وأن الحل والعقد بأيديهم , متجاوزين بذلك قيادتهم , غير مبالين بما يقررونه من قناعات ماعليه الساسة وأهل الرأي .
فهذا المعمر تركي السديري مثلا , يقف ليدين مؤسسة حكومية , قام رأس الهرم في الأمن الداخلي الأمير نايف بن عبدالعزيز – حفظه الله- باعتبارها من أهم مؤسسات الدولة , رابطاً بقاء هذه الدولة ببقاء هذه المؤسسة , وببقاء الإسلام دستورا للدولة , ويرى السديري أنها مؤسسة غير مرغوب فيها , ولا تحظى بالقبول , وكأنه بهذا يتحدى وزير الداخلية ويكذبه .
ثم تراه ثانية يعتذر عن عملهم بمنع الاختلاط , ويتحدث وكأنه ناطق بلسان الدولة , مع أن المنطق والعقل والعدل والحكمة والسياسة تقتضي التريث حتى تنكشف الحقائق , ويتحدث المعنيون بالأمر , لأنه بعجلته وطيشه جعل نفسه في مقام ولي الأمر الذي بيده تقرير المصالح والمفاسد , ووضع نفسه بمقام الحاكم الذي يقضي في المسائل , مع أنه لم يسمع إلا من طرف واحد , هذا إذا كان سمع منه أصلا .
ثم تراه ثالثة يفتات على مجتمعه , ويشوه سمعته , ويجعله مجتمعا كذابا متناقضا , ويصفه بما لايليق به , وذلك لحالات شاذة رآها أو سمع عنها حيث يقول : ( المؤسف المضحك هي رؤيتنا لأنفسنا عبر المصداقية أو الكذب من خلال تناقض تصرفاتنا .. ففي الداخل معظمنا شيء مختلف تماماً عما عليه في الخارج .. ) وكأنه بهذا يريد أن يقول : إن معظم النساء اللواتي يلتزمن الأدب والخلق والحشمة والحياء في الداخل , يتخلين عن ذلك , ويتجردن من تلك الأخلاق في الخارج , ومعلوم أن لفظ " معظمنا " لا يدل على الأقلية , بل يعني الأكثرية , وقد كذب السديري في هذا , إلا إذا كان يقصد ب " معظمنا " من يمثلهم هو ومن هم على شاكلته .
ومثل ذلك قوله : ( تشلح السيدة السعودية عباءتها عند إقلاع الطائرة وتلبسها عند بدء الهبوط.. الصور مضحكة أليس كذلك؟ .. )
فهل كل امرأة سعودية تشلح عباءتها إذا ركبت الطائرة ؟ , وهل حالات الشذوذ التي يمارسها بعض النكرات في مجتمعنا هي المعيار الذي يعتمده السديري لوصف حالنا ؟ .
ثم السؤال الأهم : من خوَّل السديري أن يتحدث عن المجتمع وينطق بلسانه ؟ .
أيها الفضلاء :
إن محاولة تشويه سمعة جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست بدعا من الأمر , ولن تقف إلى حدٍّ , طالما أن هذه الإدارة ستقوم بواجبها لحجز ذوي الشهوات والفساد عن قذرهم , وهذا المسلك المشين ليس حكرا على الهيئة وحدها , بل سيتعرض له كل من يقف في وجه أهل الباطل والزيغ , مادام الصراع قائما .
الهيئة جهاز أقض مضاجع الشهوانيين , ووقف في وجه المنحرفين , وضيَّق الخناق على المبطلين , ولهذا فلن تراهم يوما يثنون عليه وهم قائمون على منكرهم , بل سترى منهم الوشاية والتزوير , والمكيدة والتلفيق , وكيف نعجب وقد قص الله علينا في كتابه ما قاله كفار قريش في حق أزكى البشرية وأصدقها صلى الله عليه وسلم , بل وكيف لانؤمن بلحوق الأذى لكل من يأمر وينهى والله تعالى يقول : (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) , ومن ظنَّ أن طريق الدعوة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مفروش بالورود والرياحين فليعلم أنه واهم حالم .
نعم هناك أخطاء وتجاوزات تقع من الهيئات ومن المجاهدين والدعاة , ولكن هذه الأخطاء ليست وقفا عليهم , وليست مسوغا ومبررا للنيل منهم , أو الولوغ في أعراضهم , بل يجب علينا وخاصة معهم أن نلتمس لهم الأعذار , ونحملهم على أحسن المحامل , لاسيما إذا قارنا تلك الأخطاء بضخامة النفع الذي يتحقق بفضل الله على أيديهم , وعظيم الجهد الذي يبذلونه لدينهم وأمتهم .
لن نجد جهازا عاملا يسلم من الخطأ , ومن زعم أنه يعرف جهازا كذلك فهو كاذب , لأن الخطأ صفة البشر , ومن يعمل فلا بد أن يقع في الخطأ , ولكن الشأن ليس في تقرير هذا الأمر , بل الشأن في سبب تناول أخطاء جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والحديث عنها بشيء من التشفي , وتضخيمها حتى كأنها سبب انتكاستنا وتقهقرنا , مع أن من يتحدث عنها غالبا يرى القذاة في أعينهم , ويغمض جفنه عن الجذع في أعين غيرهم .
لماذا يتحامل الإعلام على هذا الجهاز العظيم , رغم ضعف إمكانياته , وقلة موارده , ويسكت عن تجاوزات وزارة الثقافة والإعلام , والتي أزكمت الأنوف , وتحدث عنها أعضاء مجلس الشورى , ووصفوها بالممارسات المقززة ؟ .
لماذا لايفتح الإعلاميون ورؤساء التحرير سجل الوزارة الأسود , والفساد الإداري والمالي , والمخالفات الصريحة للنظام الأساسي للحكم , ولما نصت عليه اللوائح ؟ .
لماذا لانجد إلا التطبيل والتمجيد لمن يخرق النظام بكل صفاقة , ويمارس سياسة التمرد بتبجح , في حين تكون الألسنة الحداد على رجال الهيئة والدعوة ؟ .
ماذا يعني تتابع الهجمات على الأجهزة الشرعية كالإفتاء والقضاء والدهوة والهيئة ؟ .
وماذاتعني الحملات المتكررة على المناشط الخيرية , والجمعيات , ومدارس تحفيظ القرآن الكريم , والمراكز والملتقيات التوجيهية ؟ .
أيها الفضلاء :
أعتقد أن من لازال يرى أن مايقوم به كثير من الإعلاميين من حملات منظمة ضد المؤسسات الشرعية ومناهجها , من النقد والإصلاح , فهو بحاجة إلى إعادة نظر , فإن وراء الأكمة ماوراءها , وهؤلاء يهدفون من خلال طرحهم لتقرير مشروع خطير , وهو مايؤكده تلويحهم في كثير من مقالاتهم بالمنظمات الدولية والمعاهدات الأممية .
إن كثيرا من هؤلاء يريد ومن خلال تهديده الصريح والمبطَّن بالمنظمات الدولية , ومؤسساتها الحقوقية , أن يقول : إما أن تلغوا تلك الجهات الشرعية , وتقبلوا طرحنا فيها , أو أن عليكم أن تواجهوا عقوبات تلك المنظمات الدولية التي لاقبل لكم بها .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين
اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا في غزة مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.