قوات الأمن الإيرانية تعتقل العشرات منهم في مدينة "تبريز" تشهد مدينة "تبريز" عاصمة إقليم أذربيجان الشرقي ذات الأغلبية التركية في شمال غرب إيران استنفارا أمنيا مشددا، بعد خروج حشود كبيرة من المحتجين على الإساءة إلى قوميتهم خلال مباراة لكرة القدم بثها التلفزيون الرسمي، حيث أطلق المشجعون شعارات تنعت الأتراك بالغباء. وأطلق المتظاهرون الأتراك الغاضبون شعارات قومية أكدوا خلالها تمسكهم بهويتهم التركية واتهموا السلطات الإيرانية بانتهاج سياسات مناهضة لهويتهم و اعتقل الأمن الإيراني العشرات من المشاركين في المظاهرات. ومن خلال الهتافات التي رددها المتظاهرون الأتراك في مدينة تبريز، أكدوا على مسمى الخليج العربي إلى جانب تسميتهم لبحر قزوين بالبحر التركي حيث هتفوا "بحر قزوين بحيرة لنا والخليج للعرب" إلى جانب شعارات أخرى من قبيل "ليعلم الجميع أنني ترکي" و"تحيي آذربيجان" و "آذربيجان موطننا و الهلال والنجمة علمنا" و "الديمقراطية حقنا نناضل ضد الاستبداد" و "إننا مستعدون للشهادة إننا أحفاد بابك خورمدين". يذكر أن ثلاثة بلدان من أصول تركية تتشاطأ بحر قزوين هي جمهورية أذربيجان وقزاقستان وتركمنستان بالإضافة إلى الأقاليم التركية الأذربيجانية الإيرانية. وأعادت المظاهرات إلى الأذهان الاحتجاجات التي عمت الأقاليم الإيرانية الناطقة بالتركية قبل عامين على خلفية نشر رسم كاريكاتيري في صحيفة إيران الحكومية يسيء إلى الأتراك عبر تشبيههم بالحشرات حيث شهدت حينها مناطقهم مظاهرات صاخبة استمرت لعدة أيام. وشبه الصحفي التركي الإيراني فرزاد صمدلي من تبريز في اتصال مع "العربية.نت" أن مدينة تبريز تحولت إلى ثكنة عسكرية وأن ذروة الاشتباكات كانت أمام مقر محافظة أذربيجان الشرقية وسط تبريز. وأفاد المصدر أن الاشتباكات وقعت في ساحة الساعة و سوق تبريز ومنطقة أب رسان وسط أنباء عن خروج مظاهرات مماثلة في مدن أذربيجانية أخرى. واندلعت الاحتجاجات بعدما أطلق مشجعو فريق بيروزي الإيراني خلال المباراة مع فريق تراكتورسازي التبريزي شعارات مسيئة ضد الأتراك و بثها التلفزيون الرسمي الذي كان ينقل المباراة مباشرة الأمر الذي أثار مشاعر الكثير من المواطنين الترك. تتكون إيران من عدة قوميات أهمها الفرس والترك والكرد والعرب والتركمان واللور والجيلان. ويتهم نشطاء هذه القوميات السلطات المركزية بممارسة سياسة التفريس منذ ثمانية عقود بهدف صهر هوية القوميات في أخرى فارسية وتتنوع هذه المطالبات من الدعوة إلى تطبيق المواد المعطلة من الدستور الحالي التي تؤكد المساواة بين القوميات والسماح لأبنائها بتعليم لغاتها القومية إلى المطالبة بالإنفصال. وتؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها لا تفرق بين مواطينها على أساس القومية واللغة واللون وترى بخصوص بعض مواد الدستور المعطلة أن ظروف الأمن القومي لاتسمح بذلك في الوقت الحاضر. - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : images.jpg