أفاد شهود عيان بسماع دوي قوي لانفجارين ناجمين عن قنبلتين صوتيتين في مدينة زاهدان عاصمة إقليم سيستان بلوشستان وأسفرا عن سقوط 30 قتيلاً وأكثر من خمسين جريحًا. ونقلت وكالة فرانس برس عن وزير الداخلية الإيراني قوله إن تفجيرين وقعا في زاهدان وأديا إلى تهشم زجاح محال مجاورة. من جهته قال قائد عسكري في الحرس الثوري إن انفجارين وقعا في حسينية توجد بمدينة زاهدان، ويتزامن مع احتفال شيعي. وذكرت وكالة محطة "العالم" التلفزيونية أن الانفجارين القويين قد هزا المدينة الواقعة ضمن محافظة "سيستان بلوشستان"، القريبة من الحدود مع باكستان، حيث ذكرت مصادر أمنية أن الانفجار الأول وقع في حوالي الساعة 9:20 مساء الخميس بالتوقيت المحلي، أمام حسينية تسمى "المسجد الجامع" تبعه بعدة دقائق انفجار آخر في نفس الموقع. ووصف نائب وزير الداخلية، علي عبد اللهي، التفجيرين بأنهما "هجوم إرهابي"، ونقلت وكالة "فارس" عنه قوله: "العملية في زاهدان خلفت العديد من القتلى والجرحى"، مشيرًا إلى أنه سيتم الإعلان عن مزيد من المعلومات بعد انتهاء التحقيقات. وقال نائب قائد قوات الشرطة في محافظة "سيستان وبلوشستان"، جلال سياح، إن قوات الطوارئ وصلت إلى الموقع، وبدأت التحقيق لمعرفة أسباب الانفجارين. وشهدت مدينة زاهدان، التي تبعد حوالي 1100 كيلومتر (حوالي 700 ميل) إلى الجنوب الشرقي من العاصمة طهران، العديد من أعمال العنف مؤخرًا، كما شهدت العام الماضي مصادمات دامية بين قوات حرس الثورة الإيرانية وعناصر مسلحة. حملة اعتقالات وشنت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات في صفوف الدعاة السنة في إقليم بلوشستان بتهمة التعاون مع الأجانب، زاعمةً أن وجود تلاميذ وطلاب من جنسيات غير إيرانية في المدارس الدينية للسنة البلوش يشكل انتهاكا لنظام المدارس الدينية في البلاد. أهل السنة في إيران وتمنع إيران منذ عام 1936، أية أنشطة لأهل السنة على أراضيها, بينما تسمح لليهود بأداء شعائرهم بحرية تامة. وتبلغ نسبة أهل السنة ثلث السكان في إيران أي حوالي 15 إلى 20 مليونًا, إلا أنهم يمنعون من إقامة ولو مسجد واحد لهم في طهران العاصمة وغيرها من المدن الكبرى. وبالإضافة إلى أنهم محرومون من أبسط الحقوق، فإنه يمنع إسناد أي مسؤولية لهم، بل ولم يعين حتى الآن (باستثناء عهد خاتمي) أي عضو في الحكومة. وفكك النظام الإيراني تكتلاً لأهل السنة كان قائمًا في عهد الحكومة السابقة داخل مجلس الشورى. "جند الله" السنية تتبنى تفجيري زاهدان أفادت وكالة أنباء إيران الرسمية "إيرنا" بأن عدد قتلى التفجيرين اللذين استهدفا حسينية شيعية في مدينة زاهدان مساء الخميس قد ارتفع إلى 36 قتيلاً وأكثر من 300 مصاب. وأعلنت وزيرة الصحة الإيرانية مرضية دستجرردي أن 270 جريحًا سقطوا في تفجيري زاهدان مركز سيستان بلوشستان وأن 27 منهم لقوا مصرعهم صباح الجمعة في المستشفيات وأن حالة 11 آخرين حرجة جدًا. ولم تكشف دستجردي عن المحصلة النهائية للقتلى حيث تتضارب الأنباء حول عددهم وقالت: "هناك طائرة خاصة تحمل معدات وأطباء أرسلت من طهران إلى زاهدان لإسعاف الجرحى ويوجد 170 على الأقل من المصابين أجربت لهم عمليات جراحية". وفي تطور لاحق ذكرت مصادر بلوشية في زاهدان صباح الجمعة أن عددًا من الشيعة في المدنية هاجموا محال تجارية في سوق سلمان زاده وأحرقوا عددًا منها، كما اندلعت اشتباكات بين الشيعة والسنة في المدينة بالعصي والحجارة. جماعة جند الله تعلن مسئوليتها: وقد تبنت جماعة جند الله المسئولية عن تفجيرات ايران وقالت إنها تمت انتقامًا لإعدام طهران زعيمهم عبدالملك ريغي. وقال البيان الصادر عن الجماعة إن مهاجمين من أعضاء التنظيم هما محمد ريغي وعبدالباسط ريغي نفذا العمليتين التفجيريتين. وأضاف البيان وفقًا لسي إن إن: "العملية تم تنفيذها في صفوف أعضاء الحرس الثوري المجتمعين في حسينية بزاهدان بمناسبة يوم الحرس الثوري فقتلا المئات منهم". وأوضح ان العمليتين كانتا ردًا على جرائم النظام الإيراني في بلوشستان وانتقامًا لإعدام عبدالمالك ريغي الذي أعدمته السلطات الإيرانية. من جهته صرح الجنرال علي رضا جاهد قائد قوات الحرس الثوري في الإقليم بأن قوات الحرس الثوري حضرت مكان الحادث وتجري التحقيقات بهذا الخصوص، ووعد بأنه سيقدم تفاصيل أكثر حول الانفجارين لاحقًا. ويشهد إقليم بلوشستان الذي تقطنه أغلبية بلوشية سُنية، بين الحين والآخر أعمال عنف ضد المؤسسات الحكومية والأجهزة العسكرية الأمنية.