طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - هدد تنظيم «جند الله» السني بشنّ مزيد من الهجمات انتقاماً لإعدام زعيمه عبدالملك ريغي، وذلك بعد تبني التنظيم مسؤولية هجوم انتحاري استهدف «توجيه ضربة الى قلب الحرس الثوري» في مسجد شيعي في اقليم سيستان بلوشستان جنوب شرق ايران مساء الخميس، وأسفر عن عشرات القتلى ومئات الجرحى، من بينهم عناصر في «الحرس». واتهمت طهرانواشنطن ولندن وتل أبيب بالضلوع في التفجير، لإثارة «صراعات بين الشيعة والسنة»، فيما دان الرئيس الأميركي باراك أوباما «بشدة الاعتداءت الارهابية الوحشية ضد المسجد في جنوب شرق ايران»، معتبراً أنه «جرم لا يُحتمل ويجب محاسبة منفذيه». وقال اوباما في بيان ان «الولاياتالمتحدة تقف مع ضحايا الاعتداءات والجرحى ومع الشعب الايراني في وجه هذا الظلم»، داعياً المجتمع الدولي الى ادانة وشجب أي شكل من الإرهاب ودعم الحقوق العالمية للعيش «في حرية من دون خوف ومن دون العنف الفارغ». جاء بيان اوباما بعدما دانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الهجوم «الشنيع بأشد العبارات الممكنة»، كما ندد بالاعتداء الاتحاد الاوروبي وايطاليا وفرنسا ودولة الامارات والكويت. في غضون ذلك، لا يزال لغز اختفاء العالِم الايراني شهرام أميري وظهوره في الولاياتالمتحدة، ثم عودته الى طهران متهماً واشنطن ب «خطفه»، يثير تساؤلات لم تلقَ جواباً بعد، خصوصاً بعد ما أوردته صحيفة «نيويورك تايمز» من ان اميري عمل لسنوات «مخبراً» في ايران لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي أي)، وزوّدها «معلومات مهمة وأصلية في شأن جوانب سرية للبرنامج النووي الايراني». ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسوؤلين سابقين في «سي آي أي» ان الاستخبارات الايرانية ستحاول استغلال أي معلومة تنتزعها من أميري، لملاحقة جواسيس أميركيين في ايران. جاء ذلك في وقت نقلت «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي قوله: «علينا أولاً ان نرى ما حصل في السنتين الاخيرتين (بعد اختفاء أميري)، ثم تحديد هل هو بطل أم لا». وقال: «على ايران ان تحدد هل ان مزاعمه حول خطفه، صحيحة أم لا». على صعيد تفجير المسجد في زهدان عاصمة سيستان بلوشستان، أعلن «جند الله» ان قريبين لعبدالملك ريغي هما عبدالباسط ومحمد ريغي، نفذا الهجوم «البطولي» انتقاماً لإعدام زعيم التنظيم شنقاً، معتبراً انه «وجّه ضربة الى قلب الحرس الثوري وأرسل الى الجحيم اكثر من مئة من عناصره». واكد التنظيم في بيان على موقعه الالكتروني، ان الهجوم «رد على الفظاعات التي يرتكبها باستمرار في بلوشستان، النظام الذي يعتقد انه بمقتل عبد الملك ستنتهي المعركة». وتوعّد بهجمات جديدة. وأعدمت طهران ريغي شنقاً في 20 حزيران (يونيو) الماضي، بعد اعتقاله في شباط (فبراير) الماضي. جاء ذلك بعد شهر على إعدام شقيقه الاصغر عبدالحميد الذي اعتلقته باكستان العام 2008 وسلمته الى ايران. واختار «جند الله» زعيماً جديداً هو الحاج محمد ضاهر بلوش. واعتُبر الهجوم مؤشراً الى قدرة التنظيم على شن اعتداءات جديدة، على رغم إعدام الاخوين ريغي. وأعلنت السلطات الايرانية أن الهجوم أدى الى مقتل 28 شخصاً واصابة اكثر من 300 بجروح، من بينهم عناصر في «الحرس». ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن المولوي عبدالحميد إمام جمعة أهل السنة في زهدان قوله إن «الهدف من هذه الجريمة البشعة اثارة الفرقة بين المسلمين، وزرع بذور النفاق بين أبناء الشعب الايراني». أما رجل الدين كاظم صديقي فتحدث عن «امتداد يد أميركا الدنيئة من أكمام الجهلة والمرتزقة»، معتبراً ان واشنطن «ارادت من خلال هذا العمل الارهابي، التغطية على فضيحتها في خطف أميري». ورأى رئيس المكتب السياسي في «الحرس الثوري» يد الله جواني ان «اعترافات عبدالملك ريغي تثبت أن أميركا واسرائيل وبعض الدول الاوروبية ضالعة في شكل مباشر» في الهجوم. وقال: «أعداء بلادنا يحاولون اثارة الصراعات بين الشيعة والسنة». أما رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني علاء الدين بوروجردي فاعتبر أن «هذه العلميات الارهابية تأتي في اطار الدعم الذي تقدمه أجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية للزمر الارهابية في الشرق الاوسط».