طهران، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن تنظيم «جند الله» السني أمس، مسؤوليته عن هجوم على مسجد شيعي في اقليم سيستان بلوشستان جنوب شرقي ايران مساء الخميس، نفذه انتحاريان وأدى الى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، من بينهم عناصر في «الحرس الثوري»، مشيراً الى انه انتقام لإعدام زعيم التنظيم عبد الملك ريغي شنقاً في 20 حزيران (يونيو) الماضي. ونفذ «جند الله» هجمات في سيستان بلوشستان، استهدفت خصوصاً «الحرس الثوري»، اكثرها دموية اعتداء ادى الى مقتل 42 شخصاً بينهم 15 من «الحرس»، في 18 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. ومساء الخميس، فجّر انتحاري نفسه أمام مسجد كان يشهد احتفالاً بميلاد الإمام الحسين، في مدينة زهدان عاصمة سيستان بلوشستان. وقال حسين علي شهرياري نائب زهدان ان المفجّر كان متنكراًً بلباس امرأة. وبعدما هرع الناس لمساعدة الضحايا، فجّر انتحاري ثانٍ نفسه بعد 20 دقيقة، ما أدى الى سقوط غالبية القتلى والجرحى، كما أفادت وكالة الأنباء الطالبية (إيسنا). وأعلنت وزيرة الصحة الإيرانية مرضية وحيد دستجردي ان الهجوم أدى الى سقوط «27 قتيلاً و270 جريحاً»، مرجحة ارتفاع عدد الضحايا. أما منصور شكيبه عميد كلية الطب في سيستان بلوشستان فإشار الى مقتل «28 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 169 بجروح»، فيما تحدث شهرياري عن اكثر من 300 جريح. وأعلن شهرياري استقالته من منصبه، «لعجز السلطات عن ضمان الأمن في دائرته الانتخابية»، كما أفادت قناة «برس تي في». وأعلن علي عبد الله نائب وزير الداخلية ان بين القتلى والجرحى عدداً من عناصر «الحرس الثوري» كانوا يحمون المسجد في سيستان بلوشستان حيث أعلنت ايران الحداد العام لثلاثة أيام. وأعلن «جند الله» مسوؤلية التنظيم عن «توجيه ضربة الى قلب الحرس الثوري المجتمعين في مسجد زهدان احتفالاً بيوم الحرس الثوري، وأرسلت الى الجحيم اكثر من مئة من عناصره». وجاء في بيان للتنظيم على موقعه الإلكتروني ان التفجير الأول نفّذه عبد الباسط ريغي، والثاني محمد ريغي، وهما من أقارب عبد الملك ريغي. وبث الموقع صورة للمفجّرين وهما يرتديان سترة مفخخة. واعتبر التنظيم الهجوم «البطولي» انتقاماً لإعدام عبد الملك ريغي، و« رداً على الفظاعات التي يرتكبها في استمرار في بلوشستان، النظام الذي يعتقد انه بمقتل عبد الملك ستنتهي المعركة». وتوعّد بهجمات جديدة. ورأى رئيس المكتب السياسي في «الحرس الثوري» يد الله جواني ان «اعترافات عبد الملك ريغي تثبت أن أميركا وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية ضالعة في شكل مباشر» في الهجوم. وقال: «أعداء بلادنا يحاولون اثارة الصراعات بين الشيعة والسنة». أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بوروجردي فاعتبر ان «هذه العلميات الإرهابية تأتي في اطار الدعم الذي تقدمه أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية للزمر الإرهابية في الشرق الأوسط». لكن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دانت الهجوم «الشنيع»، داعية الى «ملاحقة المسؤولين عنها». كما دانت الهجوم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ووزارتا الخارجية الإيطالية والفرنسية، فيما «استنكر» وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان «هذا العمل الإرهابي»، مؤكداً «تضامن الإمارات الكامل مع ايران». كما دان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الهجوم الذي اعتبره «حزب الله» في لبنان «جريمة وجزءاً من الحملة الاستكبارية» ضد إيران.