المربع الجديد يستعرض آفاق الابتكار الحضري المستدام في المؤتمر العالمي للمدن الذكية    "سلمان للإغاثة" يوزع 2.459 كرتون تمر في مديرية الوادي بمحافظة مأرب    أمير القصيم يرعى حفل تدشين 52 مشروعا صحيا بالمنطقة بتكلفة بلغت 456 مليون ريال    فقيه للرعاية الصحية تحقق 195.3 مليون ريال صافي ربح في أول 9 أشهر من 2024 بنسبة نمو 49%    القبض على يمني لتهريبه (170) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    حاكم الشارقة يفتتح الدورة ال 43 من معرض الشارقةالدولي للكتاب    البنك الأهلي السعودي يطلق محفظة تمويلية بقيمة 3 مليارات ريال خلال بيبان24    الأمير محمد بن عبدالعزيز يدشّن فعاليات مهرجان شتاء جازان 2025    بانسجام عالمي.. السعودية ملتقىً حيويًا لكل المقيمين فيها    إيلون ماسك يحصل على "مفتاح البيت الأبيض" كيف سيستفيد من نفوذه؟    "البحر الأحمر السينمائي الدولي" يكشف عن أفلام "روائع عربية" للعام 2024    "ماونتن ڤيو " المصرية تدخل السوق العقاري السعودي بالشراكة مع "مايا العقارية ".. وتستعد لإطلاق أول مشاريعها في الرياض    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    أمانة الشرقية: إغلاق طريق الملك فهد الرئيسي بالاتجاهين وتحويل الحركة المرورية إلى الطريق المحلي    أمير منطقة الباحة يستقبل الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    محافظ جدة يشرف أفراح آل بابلغوم وآل ناصر    «الإحصاء»: ارتفاع عدد ركاب السكك الحديدية 33% والنقل العام 176%    السعودية بصدد إطلاق مبادرة للذكاء الاصطناعي ب 100 مليار دولار    هاريس تلقي خطاب هزيمتها وتحض على قبول النتائج    الذهب يقترب من أدنى مستوى في أكثر من 3 أسابيع    إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام بلدة اليامون    العام الثقافي السعودي الصيني 2025    المريد ماذا يريد؟    منتخب الطائرة يواجه تونس في ربع نهائي "عربي 23"    صمت وحزن في معسكر هاريس.. وتبخر حلم الديمقراطيين    أربعينية قطّعت أمها أوصالاً ووضعتها على الشواية    قصص مرعبة بسبب المقالي الهوائية تثير قلق بريطانيا    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    الاتحاد يصطدم بالعروبة.. والشباب يتحدى الخلود    هل يظهر سعود للمرة الثالثة في «الدوري الأوروبي» ؟    الإصابات تضرب مفاصل «الفرسان» قبل مواجهة ضمك    «بنان».. سفير ثقافي لحِرف الأجداد    اللسان العربي في خطر    ترمب.. صيّاد الفرص الضائعة!    ترمب.. ولاية ثانية مختلفة    ربَّ ضارة نافعة.. الألم والإجهاد مفيدان لهذا السبب    ليل عروس الشمال    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    الإصابة تغيب نيمار شهرين    التعاون يتغلب على ألتين أسير    الدراما والواقع    يتحدث بطلاقة    سيادة القانون ركيزة أساسية لازدهار الدول    التعاطي مع الواقع    درّاجات إسعافية تُنقذ حياة سبعيني    العين الإماراتي يقيل كريسبو    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    تقاعد وأنت بصحة جيدة    الأنشطة الرياضية «مضاد حيوي» ضد الجريمة    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    تطوير الشرقية تشارك في المنتدى الحضري العالمي    فلسفة الألم (2)    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جعجع : لبنان لم تعد دولة فإذا قاتل لبناني مع "بشَّار" يكون بطلاً ،وذا قاتل ضده يكون إرهابيًا ! فيديو+صور

د. سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية ، وكعادته ، كان ولا يزال صريحًا وصاحب مواقف منصفة ، دون خشية من أي قوة تسيطر على القرار اللبناني ، دائمًا يضع النقاط فوق الحروف ، يصدع برأية بنظافة لسان ، وبحقائق لا افتراءات ، ولمصلحة بلده قبل أن تكون لمصلحة حزبه وكتلته ، يواجه وحيدًا تقريبًا نفوذ "حزب الله الارهابي " وقف مواقف فاق فيها مواقف حكومة لبنان وبرلمانه المختطفين لقرار حزب السلاح ، وفاق مواقف رؤساء وزراء سابقين دون مواربة ،ورئيس حكومة حالية مقصوصة الأجنحة .
ولا ننسى كلمته القوية والناصعة بإدانته بشدة هجوم عناصر من ميليشيات الحرس الثوري سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد ،وبغطاء رسمي من روحاني ، وتأييد من الولي الفقيه خامنئي ، وواجه حزب "السلاح " وزعيمه حسن نصر اللات ، وندد بقوة بوزير خارجية جبران باسيل بلاده الذي رفض إدانة الهجوم على السفارة والقنصلية.
جعجع شجاعٌ في مواقفه السياسيَّة ، حين انسحب من ترشحه لرئاسة الجمهورية ، بعد أن خذله أقطاب 14 آذار ، وخاصة سعد الحريري شريكه في 14 آذار ورفيق دربه ، والذي رشح خصمه سليمان فرنجية "حليف بشَّار الأسد " والذي كان يقف للحريري بالمرصاد ،ويعيره بالجنسية السعودية التي يحملها ، فاتخذ سمير جعجع قراره ورشح ميشيل عون الأقل سوءًا في نظره من فرنجيه كونه يملك صفات القائد ، فهو أول من ندد بالنظام السوري منذ حافظ الأسد ، ومع عودته خذله من كان حلفاؤه وتوافق مع "حزب اللات " نكاية فيهم وخطوة لاثبات أنها الأقوى مسيحيًا وله قاعدة جماهيرية عريضة ، والسياسة لاخصومات دائمة ولا صداقات مستمرة إذا تعارضت مع مصالح كل طرف .
أبرز ما قاله بكلمته اليوم ، أن دولة لا تتخذ قرراتها السياسية إلا بما يرضي حزب واحد ، في إشارة لحزب السلاح ،ودولة يعد فيها أن من يقاتل إلى جانب بشار الأسد مناضلًأ وشهيدًا إذا قتل ، بينما يُطْلَقُ على من يحارب مع الثورة السوريّة إرهابيًا ... ووفقًا ل " موقع القوات اللبنانية " فيمايلي النص الكامل لخطابه :
الدكتور سمير جعجع ، في كلمته خلال الذكرى السنوية لشهداء "المقاومة اللبنانية" في معراب، والذي استهلها بتحية وكلمة وجدانية الى شهداء "المقاومة اللبنانية".وقال متوجهاً لأعداء لبنان: "يا أعداء لبنان حدّقوا جيداً في لائحة شهدائنا ولا تجرّبونا مجددا".واعتبر جعحع ان أزمة النزوح السوري أصبحت عبءا ثقيلا على الدولة ومواردها، واصفاً الواقع السياسي بالسوداوي، لكن هذا يعطينا دافعا لنضاعف الجهود بحثاً عن حلول.وشدد على ان الخطوة الفعلية الأولى للخروج من الأزمة لا طاولة حوار ولا سلّة، والحل الوحيد والمطلوب هو انتخاب رئيس للجمهورية وبوصول عون وحليفنا الحريري لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، معتبراً ان الانتخابات نيابية من دون رئيس يعني فراغ حكومي يعقّد الأزمة.
واكد ان "القوات" ستخوض حرباً بلا هوادة ضد كل شي إسمه فساد في لبنان، و"بنهاية المطاف تزول الصعاب ونبقى نحن وبيبقى لبنان".وبدأ جعجع كلمته قائلاً: شهداء المقاومة اللبنانية، شهداء القضية الوطنية، شهداء الجمهورية اللبنانية، أنتم وجدان لبنان وكل حبة تراب من ال10452 كلم2، من عين الرمانة، الى الأشرفية، الى عينطورة، الى عكار وشكا وقنات، الى دير الأحمر والقاع والبقاع الشرقي والغربي، الى عيون السيمان، الى صنين، الى زحلة، الى الجنوب والى العاصمة بيروت، الى ساحة الشهداء، ساحة الحرية التي لن تركع في أي يوم من الأيام. شهداءنا الأبرار... لو لم تختاروا تلبية النداء، لكنتم اليوم معنا، جالسين بيننا، شباب لامعون في أعمالهم ووظائفهم، تعيشون حياة هانئة مع عائلاتكم وأولادكم وأحفادكم، تشاركون الأحبّاء أفراحهم وأتراحهم... لو لم تحملوا أوسمة الشهادة، لكنتم اليوم من أصحاب النجاحات وحملة الشهادات. فمن يصل الى الاتحاد بقضيّته الى حدود الاستشهاد، لن تمنعه أي صعوبات من تحقيق ذاته في حياته الشخصية".
وأضاف:"كان بإمكان كل واحد منكم اليوم ان يكون شخصاً آخراً في زمان آخر ومكان آخر، ولكن تأكّدوا أنّ لبنان الذي نعرفه اليوم، ما كان ليكون هذا اللبنان، بل كان ليكون وطناً آخراً، لشعب آخر، بزمان آخر، وكنّا سنكون لاجئين ومشتتين في أصقاع الدنيا الأربعة. كل شهيد سقط على أرض لبنان حوّل هذا الوطن الى وطن للإنسان في هذا الشرق الذي لا يزال بعيداً عن الإنسانية. فكلّ نقطة دم بذلتُموها تحوّلت حربة ضد الشر والظلم والظلامية. معكم، شهداءنا، صرنا قوات، قوات تُرفع لها الرايات، ويُضرب لها في ساحات المواجهة الف حساب وحساب. أنتم الجنود غير المجهولين، لأنكم في وجداننا راسخون. وجوهكم لا تغيب عنّا وتضيء ليالينا وأيامنا. في حضرتكم تلتقي الأرض بالسماء، وتحضر أرواح أسلافنا الكبار. أيّ رهبة تضاهي هذه الرهبة التي تظللنا في هذا الإحتفال، وبكل إحتفال بذكراكم؟"
وتابع:"شهداءنا الأبرار...، يوم جرّبوا إخضاعنا بسلاح المحتلّ والغريب، قلتم وقلنا:" لا أهلاً ولا سهلاً بالمحتل، غريب كان أم قريب". وعندما خيّرونا بين الوزارة والنظارة، كان خيارنا:" وزارة في الذل لا نرضى بها، نظارة في العز أفخر منزل"، وتحوّلت السلاسل في إيدينا مسابح صلاة تشفّعت بلبنان من نير الإحتلال، وتحوّلت قضبان السجون الى مشاعل أشعلت ثورة الحرية في لبنان. نحن أولاد هذه المدرسة بالتحديد، بالأمس، اليوم، وغداً، والى أبد الآبدين. تبدّلت موازين القوى في المنطقة أو لم تتبدل، تغيّرت الخرائط والتوازنات أو لم تتغيّر، إيماننا هو هو، وثوابتنا هي هي، الأرض يمكن ان تهتزّ من تحتنا لكنها لن تقع أبداً! المصدر الذي نستمد منه صلابة صمودنا ومشروعيّة وجودنا هو قوة الحق والروح، لا قوة محور من هنا ولا توازنات سياسية من هناك. أمّا أنتم يا أعداء لبنان، فمهما كانت هويّاتكم وأسماؤكم، حدّقوا جيّداً في لائحة شهدائنا... ولا تجرّبوننا مرّةً أخرى".
وأردف:"كل ما دق الخطر... وبالفعل كل ما دق الخطر... بالأمس، ما لبث ان دق الخطر على أبواب القاع، هبّت البلدة بكاملها وتصدّت له وبلحظة قضت عليه. صحيح كان الثمن غالياً جداً: ماجد وهبه، جوزيف ليّوس، جورج فارس، فيصل عاد وبولس الأحمر. ولكن أنقذ القاع، وأنقذ البقاع، وحمى لبنان .بالفعل عندنا في لبنان "ما بينعسوا الحرّاس". إنتحاري واحد في دول كبيرة في العالم لديها كلّ الإمكانيات وكل التقنيات ينجح في تخريب الكثير ويزهق أرواح الكثيرين. أما في القاع، 8 إنتحاريين دفعة واحدة، على ضيعة صغيرة على الحدود وبإمكانيات متواضعة تماماً، لم يتمكنوا من التقدم خطوة! هذا كله لأنّ في لبنان ما بينعسوا الحرّاس... ما بينعسوا الحرّاس، ولا رح ينعسوا الحرّاس، وكلّ ما دق الخطر، كلنّا فدا لبنان... قوات!"
وأشار الى "أننا قوات ليس فقط في قضايا السيادة والحرية والاستقلال، نحن قوات في كلّ شيء يتعلق بلبنان. بكل بساطة ووضوح، اليوم الصورة سوداء:– سنتان ونصف من دون رئيس جمهورية.– حكومة تناقضات شبه مشلولة.– مجلس نيابي معطّل بحكم التعطيل الرئاسي والوزاري.– حياة سياسية معدومة.– سلسلة أزمات لا تنتهي، من أزمة النفايات الى أزمة الإتصالات وما بينهما من وضع اقتصادي ومعيشي صعب جداً مع كل ما يستتبعه من تعقيدات في الحياة اليومية.أما المواطن فصابرٌ، صامدٌ، محرومٌ من أبسط حقوقه، حقوقه بحياة كريمة، بمأكل وملبس، بمسكن وبسرير في المستشفى إذا مرض. الشباب الناجح لا يجد مكاناً له ولا بيئة ملائمة ليفجّر طاقاته ومواهبه، فيضطر الى الهجرة بحثاً عن فرصة عمل وعلى أرض أحلام ثانية. الفقر يزداد ويتوسّع، والإقتصاد يعاني يوماً بعد يوم، يحاول أن يقاوم، ولكن الى متى؟ المؤسسات والشركات ترزح تحت مشاكل وضغوط تجبرها الاعتماد على استراتيجية صمود كأننا في "إقتصاد حرب"، تطرد موظّفين، وتخفّض المعاشات، وفي بعض الأحيان تُقفل نهائياً.
وبالإضافة الى كل ذلك، هناك أزمة نزوح سوري صارت عبئاً ثقيلاً على الدولة ومواردها وبناها التحتية. والأسوأ من كل ذلك، أنّ أحداً لا يرى شيئاً في الأفق، وكأنّنا في حفرة لا يمكن الخروج منها، كثرٌ من هم في حالة قرف، وآخرون في حالة يأس، وسواهم في حالة ضياع لا يعلمون ماذا يفعلون".وأردف:"أود الوقوف هنا لأقول ان توصيف الواقع كما تراه أكثريّة الناس صحيح، والصعوبات التي نواجهها حقيقية، والأفق شبه مقفل. النقطة الوحيدة غير الصحيحة في كل هذه الصورة هي أنّ هذا السواد يجب أن يدفعنا الى مضاعفة جهودنا أكثر فأكثر لنحاول ان نخرج من هذه الحفرة، وليس العكس أن نستسلم ونغرق أكثر فأكثر. هذا كلّه يجب ان يدفعنا الى الوعي والنشاط وخلق الحلول ولو من تحت سابع أرض، هذا كلّه يجب ان يجعلنا كخليّة النحل لا تهدأ لا ليل ولا نهار بحثاً عن معالجات لأزماتنا المتفاقمة، فليست البطولة أنّ تهتمّ بأمّك وأبيّك حين يكونا في صحّتهما بل البطولة ان تهتمّ بهما حين يمرضا ويُصبحا بحاجة لإهتمامك.
ووأوضح ، أنه كلّما ساءت حالتهما، كلما عليك مضاعفة جهودك من أجلهما، وليس العكس. وطننا وبلادنا هما أمّنا وأبّنا، وأنا اليوم، أمام المتواجدين معنا، وغير المتواجدين معنا ونحتفل بذكراهم، أناشد كل مواطن لبناني للتشبث بأهله، وبيته، وأرضه ووطنه أكثر من أي وقت مضى، لأنّهم الآن بأمسّ الحاجة إليه، وأكثر من أي وقت مضى. أنا اليوم أدعو المواطنين اللبنانيين، وبالرغم من كل آلامهم وجروحاتهم وأوجاعهم، الى الصمود أكثر فأكثر لأننا بحاجة الى الصمود، واقول لهم لا تفقدوا أملكم ولا لحظة، بالرغم من كلّ الذي تعيشونه، وتذكّروا بكل ما مررنا به في السابق، وكيف عدنا وخرجنا منه. وفي المقابل أؤكد لكم أنّنا لن نوفّر جهداً، وسنبقى نضحّي بالغالي والرخيص، كما فعلنا حتى الآن، ولن نترك شيئاً يمكن القيام به إلاّ وسنفعله لنحاول الخروج من الواقع الذي نعيشه الى واقع أفضل، وسنخرج منه بإذن الله.
وتابع : فكلّما كثرت علينا الصعوبات، كلّما تماسكنا أكثر فأكثر. هكذا كنّا وهكذا سنبقى، وفي نهاية المطاف، ستزول الصعوبات وسنبقى نحن ويبقى لبنان."ورأى جعجع ان "الخطوة الفعلية الأولى المطلوبة للخروج من أزمتنا الحالية هي لا طاولة حوار جرّبناها مراراً وتكراراً، ولا سلّة متكاملة جرّبنا في السابق البحث عنها ولم نجدها، ولا انتخابات نيابية: فإذا وصلنا الى موعد الانتخابات النيابية وليس لدينا رئيس، ولو أننا مع إجرائها في موعدها المحدد وضدّ التمديد، سنكون حينها نقوم بخطوتين الى الوراء، فبدل ان تكون الإنتخابات النيابية خطوة الى الأمام، تؤدي هذه الانتخابات بدون رئيس الى فراغ حكومي يُضاف الى الفراغ الرئاسي، الأمر الذي يُعقّد الأزمة أكثر بعد ، فالخطوة الفعلية المطلوبة هي انتخاب رئيس للجمهورية."واستطرد:"نستطيع أن ننظم شعراً في هذا الخصوص من اليوم حتى السنة المقبلة، كما نحن فاعلون منذ سنتين ونصف الى الآن، ولكن كل ذلك لم ولن يوصل الى أي نتيجة، فإنطلاقاً من التعطيل المفروض على انتخابات الرئاسة، من الداخل والخارج،
وأضاف ، وللأسباب المعلنة وغير المعلنة، وفي طليعتها عدم رغبة البعض بقيام جمهورية فعلية في لبنان إنطلاقاً من معادلة "جمهورية قوية- حزب ضعيف، جمهورية ضعيفة- حزب قوي"، لا يبقى أمامنا عمليّاً سوى حل واحد للوصول الى إنتخابات رئاسية، من خلال دعم ترشيح العماد ميشال عون الى الرئاسة."وأردف:"ربما لدى البعض تساؤلات حول برنامج العماد عون أو تحالفاته أو أدائه، لكن في المقابل ليُعطنا البعض بدائل قابلة للصرف، فبدائل نظريّة يوجد الكثير منها، ولكن بدائل قابلة للتطبيق وكما بات واضحاً منذ سنتين ونصف حتى الآن، وبالرغم من كل المحاولات المتكررة في الإتجاهات المختلفة، طبعاً لا يوجد. نحن، من جهتنا، وبكل صراحة، نجد ان الحل هو بوصول العماد عون الى سدة الرئاسة وحليفنا سعد الحريري الى رئاسة الحكومة. أمّا الاعتراضات أو التساؤلات التي يطرحها البعض حول وصول الأقوياء الى المواقع الدستورية الأولى، فهي ليست بمحلها وبالتالي لا تخدم المصلحة الوطنية بشيء. ففي نهاية المطاف، لدينا دستور، وعلينا كلّنا الالتزام به، وهو الذي يوزّع المسؤوليات بين المواقع الدستورية في البلد. فيا أيّها الخائفون... الدستور لنا جميعاً، الدستور معنا جميعاً... فلا مبرر للخوف."
وأضاف:" في هذه المناسبة أذكّر الجميع صحيح أنّ الشراكة من دون سيادة لا معنى لها، ولكن في الوقت عينه السيادة من دون شراكة، لا معنى لها أيضاً. فالوضع الذي خلّفه عهد الوصاية في لبنان يجب أن ينتهي. لهذه الأسباب كلها أدعو كل الكتل النيابية، وفي طليعتها الكتل الحليفة للعماد عون، الى دعم ترشيحه، بالفعل وليس فقط بالكلام، بعيداً عن كلّ المناورات والألاعيب، بعيداً عن كلّ حساسيات أو حسابات ضيقة أو واسعة، لأنّه فعلياً هذا هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يوصلنا الى إنتخابات رئاسة جمهورية، باعتبار أنها خشبة الخلاص الوحيدة المتبقية لنا، اذ لا جمهورية من دون رئاسة جمهورية."ولفت رئيس القوات الى انه "في كل الأحوال، في ظل إنتخابات رئاسية أو بدونها، سنصل الى إنتخابات نيابية. من الآن أقول: إجراء إنتخابات نيابية من دون قانون جديد، نكون بالظاهر نجري إنتخابات نيابية، ولكن نكون فعلياً نمدد للمجلس النيابي الحالي، بكل علله، التمثيلية وغير التمثيلية. فكل البلد صار بحاجة الى قانون انتخاب جديد، لم يعد لدينا من الوقت الكافي للوصول الى قانون جديد سوى الفترة المتبقية حتى آخر هذه السنة.
وتابع : أمّا كيف سنتوصل الى قانون جديد، فالمسألة سهلة إذا صفت النيّات: إمّا أن تؤدي الحوارات الثنائية التي تحصل الى قانون جديد، إمّا من خلال دورة مجلس النواب العادية في الخريف حيث تُطرح كل إقتراحات ومشاريع القوانين، أو التي اختارتها اللجان المشتركة، على الهيئة العامة للمجلس النيابي، التي تختار بدورها عبر التصويت تفاصيل القانون الجديد المطلوب. ان التذاكي والتأجيل والتسويف في موضوع قانون الإنتخاب ما عادت تفيد بشيء، وممكن أن تنقلب على اصحابها. نحن من جهتنا، ولا بأي حال من الأحوال سنتراجع عن مطلبنا ومطلب أكثرية كبيرة من الشعب اللبناني بقانون جديد... مهما كان الثمن ومهما طال الزمن."
وقال:"لنفترض ان الإنتخابات الرئاسية حصلت ومن بعدها جرت الإنتخابات النيابية وفق قانون انتخاب جديد، فبالرغم من كل ذلك لن تكون القصة قد انتهت هنا، بل تكون قد بدأت، لأن الدولة في العقود الأخيرة ضُربت بعطب استراتيجي كبير، كرسحها تقريباً، وجعلها تكون أقرب الى دولة صورية منها لدولة فعلية حقيقية. فما فائدة ان يكون لدينا رئيس جمهورية لا يستطيع ممارسة صلاحيّاته؟ ما الفائدة ان يكون لدينا رئيس مجلس وزراء ومجلس وزراء صلاحيّاتهما الرئيسية مصادرة؟ ما الفائدة ان يكون لدينا مجلس نواب صوته مخنوق، تجنّباً لمشكلة في البلد؟ بعض الأمور في هذه الدنيا لا تتحمّل أنصاف حلول ولا تتحمّل الإختزال.
وشدد ، فالدولة إما تكون دولة، أو لا وجود لنصف دولة وربع دولة. في هذه الحالة تتحول الدولة الى شيء ثانٍ، وهذه بالفعل مصيبة لبنان الكبرى في العقود الأخيرة. ان الدولة في لبنان لم تعد دولة وتحوّلت الى نوع من سلطة محلّية. فحين لا يعود القرار الاستراتيجي بيد الدولة، كيف ستكون دولة؟ وحين لا تعود الدولة قادرة على السيطرة على سياستها الخارجية، لا تعود الدولة دولة. وحين تطبق الدولة قوانينها بشكل استنسابي، تسقط عنها صفة الدولة. فإذا قاتل مواطن لبناني مع النظام في سوريا يكون بطلاً يحارب الإرهاب، بينما مواطن آخر إذا قاتل ضد النظام يكون مجرماً يستحق العقاب! إذا مواطن، أهله، وليس هو، تعاطوا سابقاً، مكرهين وبحكم الأمر الواقع معيشياً مع أطراف عدوة، يوضع إسمهم على لائحة حمراء ولا يعود لهم الحق بالسير على الطريق في لبنان.
وتابع أمّا إذا مواطن ثانٍ، كان ينقل حوالي 100 كلغ من المتفجّرات ليقوم بعمليات تفجير في لبنان لصالح المخابرات السورية، فللحظة كان سيخرج براءة. كيف ستقوم دولة بهذا الشكل؟ وكيف سيبقى لدى اللبنانيين إيمان بدولتهم ووطنهم؟ هدفنا الأول يجب أن يكون، قبل الإنتخابات الرئاسية وبعدها، وفي كل الأوقات، وبأفضلية على كل الأهداف المتبقية، هو أن نتخلّص من هذا العطب الاستراتيجي حتى تعود الدولة دولة، وليعود لبنان وطناً فعلياً لكل ابنائه".
وتابع:" الى جانب العطب الاستراتيجي الذي تحدثنا عنه، ابتلت الدولة اللبنانية، خصوصاً في الفترات الأخيرة، بفساد ما بعده فساد، بات يهدد بالقضاء عليها وعلينا. لم يعد بإمكان الدولة أن تستمر على هذا المنوال، الفساد ينخرها تقريباً في كل مفاصلها، وينخرنا معها. فالأجهزة الرقابية في الدولة إمّا غائبة تماماً أو فاسدة تماماً. لا يوجد قضاء فعلياً، باستثناء بعض القضاة الذين يواجهون لوحدهم قدر استطاعتهم، فالدولة لاتستطيع بأي شكل من الأشكال الاستمرار هكذا، البعض يسأل: أين القوات من مسائل الفساد ولماذا هي صامتة؟ "إذا رأيت نيوبَ الليث بارزةً، فلا تظنّنّ أنّ الليث يبتسم"، القوات صامتة الآن لأنّها لا تحبّ الكلام الفارغ، ولا تحب بيع الناس كلاماً من دون نتيجة، ولا تحب توزيع شعارات وشعارات شمالاً ويميناً قبل أن تتمكن من تغيير الواقع الذي نشكو منه. كلّنا يعي، وليس خافياً على أحد، مستوى وحجم الفساد الموجود بالأكثرية الساحقة من إدارات الدولة، لذا كلام على كلام لا يفيد بشيء، فما يفيد بالفعل هو الخطة الفعلية التي نحضّر لها لطرحها حين تسمح الظروف، ولو بالحد الأدنى، مثلاً مع تشكيل أول حكومة فعلية بعد الانتخابات الرئاسية، لنضعها موضع التنفيذ، وطبعاً أوّل طلائع هذه الخطة هو مشروع الحكومة الإلكترونية الذي أصبح جاهزاً لعرضه على المجلس النيابي في جلسته الأولى.
وأضاف : فالكلام الآن لا يغيّر لأنّ أكثريّة الأجهزة الرقابية معطّلة بشكل أو بآخر، وأكثريّة القضاء للأسف معطّل أيضاً، وآخر أمثلة أمامنا هي ملفات النفايات والإتصالات. فبالرغم من كل الكلام، ومن كل الضجة، ومن كل المطالبات، وبالرغم من كل الأدلة، ما زلنا حتى الآن لم نتوصل الى أي نتيجة ملموسة ولو صغيرة على صعيد أي واحد من هذه الملفات. ان القوات هي من الفرقاء القلائل جداً في البلد التي لا تضم في صفوفها أحداً ملطّخاً بأي ملف من ملفات الفساد المعروفة وغير المعروفة. ويبقى أنّه ولا يوم من الإيام كانت القوات للكلام، كانت دوماً للفعل، بالفعل! لذا، انتظروا منّا حرباً بلا هوادة على كل شيء إسمه فساد في لبنان. فالذي توصّل الى إخراج السوريين من لبنان، لن تصعب عليه القضاء على الفساد في الدولة اللبنانية!"واعتبر جعجع أنه "وسط كل هذه الصورة السوداء، برزت في الفترة الأخيرة نقطة واحدة مضيئة، وهي نجاحنا مع التيار الوطني الحر بوضع حد لحقبة سوداء من تاريخ العلاقة بين الحزبين، لا بل حقبة بشعة من تاريخ لبنان ككل. الحرب اللبنانية انتهت الى غير رجعة.
وأردف ، فالمصالحات بدأت بمصالحة الجبل- تحيّة كبيرة للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير وللنائب وليد جنبلاط- بعدها استمرت بالمصالحة الكبيرة في 14 آذار- فتحيّة كبيرة لروح الرئيس رفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز- والآن استُكملت بمصالحة القوات والتيار. هذا التطور الأخير لن تنحصر إيجابيّاته بالقوات والتيار، بل ستطال الحياة السياسية اللبنانية ككل. من حق البعض أن يفكّر أنّ هذا اتفاق مصالحة فقط، ولكن في الحقيقة الى جانب المصالحة وضع هذا الإتفاق أول مداميك إتفاق سياسي أشمل ظهرت معالمه بشكل واضح من خلال النقاط العشر التي على أساسها تبنّت القوات ترشيح العماد عون. من حق البعض أن يفكّر أن هذا إتفاق له علاقة فقط برئاسة الجمهورية ولكن في الحقيقة هذا الإتفاق بدأ بموضوع رئاسة الجمهورية، وسيذهب أبعد وأعمق وأشمل من الرئاسة. من حق البعض التفكير أن هذا الإتفاق هو على حساب أحد أو لإلغاء أحد، ولكن أقصى تمنّياتنا أنّ نتفاهم نحن وكل الباقين انطلاقاً من هذا الإتفاق. وفي هذه المناسبة، أوجّه نداء الى كل الباقين وفي طليعتهم الأصدقاء في حزب الكتائب كي نبدأ بخطوات فعلية على هذا الصعيد. فهذا الإتفاق لم يحصل كي نجمع من جهة ونشرذم من جهة أخرى، بل هدفه جمع كل الجهات أينما كانت. سوياً أقوى بكثير، سوياً لبنان أقوى! .
وقال : من حق البعض التفكير أنّ هذا الإتفاق حصل على حساب تحالفنا مع تيار المستقبل، بينما في الواقع أتى ليكمّل تحالفنا مع تيار المستقبل لأنّ منطلقاته السياسية التي تجسّدت بالنقاط العشر هي مشتركة تماماً بيننا وبين تيار المستقبل. وبكافة الأحوال، أقول في هذا السياق "ما جمعته ثورة الأرز لن يفرّقه إنسان"، و"ما جمعته الشهادة، خصوصاً شهادة بشير الجميّل ورفيق الحريري، لن يفرّقه إنسان أيضاً".وتابع:"على أثر التفاهم القواتي- العوني، حاول البعض التشكيك بصوابية تصرّف القوات ومدى ملائمته لثوابت 14 آذار. هنا اسمحوا لي، وبكل تواضع، ولكن في الوقت عينه بكثير من الموضوعية والروح العلمية، وتبعاً لكل الذي شهدناه منذ 40 سنة الى الآن، اسمحوا لي ان أقول: عا طول مطرح ما كانت القوات، كانت روح 14 آذار!"جعجع تطرق الى الوضع العام في المنطقة، فقال:"طبعاً لبنان ليس جزيرة معزولة بالمكان والزمان، بل يتأثّر بالأحداث التي تجري من حوله. أقول للأسف في المرحلة الحالية لم تبقَ الأمور عند حدود التأثّر العادي، بل تخطّتها لمفاعيل سلبية جداً نتيجة إصرار البعض في لبنان (حزب الله) على الإنغماس حتى الموت بأزمات المنطقة، الأمر الذي أثّر على المصلحة اللبنانية العليا بشكل سلبي كبير، وما كانت أقلّ مظاهره الإجراءات الخليجية والعربية والغربية ضد مصالح لبنان. كل هذا الإنغماس في أزمات المنطقة يحصل من خارج الدولة، ومن دون رضى ولا موافقة ولا رأي اللبنانيين، بالعكس كلّه يحصل خلافاً لرأي الأكثرية الساحقة من اللبنانيين."
واردف:"أكثر شعار يطرح بصوت عالٍ هو "محاربة الإرهاب" ونقطة على السطر، وكأنّ كل أزمات المنطقة سببها بالأساس الإرهاب. طبعاً يجب علينا جميعاً محاربة الإرهاب، ومن دون هوادة، ولكن حرام أن يستعمل أحد محاربة الإرهاب لتنفيذ أجندة ثانية ليس لها علاقة بالإرهاب، أو حتى في بعض الأوقات تخدم وجود الإرهاب على المدى المتوسط والبعيد. وافضل مثل على هذا الصعيد هو سوريا، حيث ان البعض يحاربون منذ 5 سنوات لصالح نظام بشار الأسد تحت شعار محاربة الإرهاب، في الوقت الذي نحن كلبنانيين أكثر من يعلم أن نظام بشار الأسد هو الإرهاب بعينه، ومن جهة ثانية هو أكثر من يرعى ويغّذي المجموعات الإرهابية على أنواعها منذ أيام أبو مصعب الزرقاوي الى إيّام داعش اليوم، خدمةً لأغراضه.
وتساءل :كيف يمكننا أن ننسى سلسلة الشهداء الذين سقطوا على يد هذا النظام بالذات بدءاً من كمال جنبلاط، الى بشير الجميّل، الى المفتي حسن خالد، الى رينيه معوّض وصولاً الى رفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز، وآلاف وآلاف من اللبنانيين الأحرار غيرهم؟ كيف يمكننا أن ننسى المحاولة الاجرامية مع ميشال سماحة التي لو لم تُكتشف لكانت أدت الى مئات من الضحايا؟ هذا اسمه ارهاب أو ماذا؟ بالأمس تحديداً، صدر القرار الاتهامي بتفجيري مسجدي التقوى والسلام عن المحقق العدلي وفيه اتهام واضح وصريح مدعّم بأدلة ملموسة عن مسؤولية المخابرات السورية مباشرة بتفجير المسجدين والذي سقط ضحيته اكثر من 50 مصلٍّ بريء بالإضافة الى المئات من الجرحى. هذا اسمه إرهاب أو ماذا؟ فالبعض يعتبر حليفه مهما فعل قديس، حتى لو فجّر مسجدين بمصليّن أبرياء، وحتى لو استعمل أسلحة كيميائية ضد بشر مدنيين عُزّل وقتل الآلاف منهم بلحظة واحدة، بينما خصمه، ولو كان "خيرة الأوادم" مثل محمد شطح، يعتبره إرهابياً ويهدر دمّه".وذكّر جعجع " بالتقرير الصادر عن لجنة خاصة شكّلتها الأمم المتحدة حول استعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا، والتي أظهرت بالأدلة الحسيّة الملموسة بأنّ النظام استعمل أقلّه مرّتين الأسلحة الكيميائية بين عامي 2014 و 2015، بينما داعش استعملها مرة واحدة.
وتابع : فمن يكون إرهابي أكثر مِن مَن؟ وبالرغم من ذلك، بنظر البعض في لبنان والمنطقة: عنزة ولو طارت".واضاف:"أستعرضُ أمامكم 4 أسماء من سوريا لنرى إذا كان هناك إرهاب أكبر من هذا الإرهاب: حمزة الخطيب- إيلان الكردي- عمران الحلبي- وحمزة التدمري. كلّهم أطفال، كبيرهم لم يتخطَ ال13 عاماً: واحد منهم مات تحت التعذيب، والثاني ابتلعه البحر، والثالث كاد ان يموت جراء القصف، والرابع كاد أن يموت بالنابالم. وما زال البعض يقنعنا أنّه في سوريا يحارب الإرهاب؟ لا شك أنّ المجموعات الإرهابية في سوريا والعراق مصيبة كبرى، ولكن مما لا شك فيه للحظة أنّهم إفرازات الأزمة، وليسوا هم الأزمة. الأزمات في سوريا والعراق بالأساس هي أزمات سياسية بإمتياز تحوّلت تباعاً لصراع أهلي نتج عنه إفرازات عديدة، واحدة منها المجموعات الإرهابية."
وأردف:"ان التحالف الدولي بات على قاب قوسين من القضاء على داعش في العراق وسوريا، ولكن هل هذا يعني أنّ الأزمة هناك قد انتهت؟ طبعاً لا، لأنّه، ولنتذكّر جميعنا، حين بدأت الأزمة في هاتين الدولتين، لم يكن هناك من وجود لداعش ولا لأحد من أخواتها. في المنطقة، بقدر ما هناك حاجة لمحاربة الإرهاب، هناك حاجة أيضاً لنظرة ثاقبة للأمور تؤدي بالفعل للقضاء على الإرهاب مرة لكل المرات من خلال حلّ الأزمات السياسية وأزمات الحكم التي تتخبّط فيها هذه الدول. فطالما المعالجات سطحية، طالما النتائج ستبقى سطحية. ففي العام 2008، اعتقد العالم ان الإرهاب انتهى في العراق بعدما تمّ القضاء على تنظيم القاعدة هناك. ولكن تبيّن في ما بعد أنّ تنظيماً ثانياً، أشد فتكاً من القاعدة، ظهر على الساحة، لأنّه تمّ القضاء على القاعدة من دون حل الأزمة السياسية التي استحكمت بالعراق.
وتابع :والآن أيضاً الأمر سيّان."ودعا جعجع "دول المنطقة والقوى الإقليمية والدولية الى عدم ارتكاب الغلطة ذاتها التي حصلت في العراق، بل بالعكس ان تعمل على ايجاد حلّ حقيقي، ليس فقط حلاً عسكرياً سطحياً لبعض المجموعات الإرهابية، بل حل حقيقي، عسكري من جهة، إنما يكون سياسياً بالدرجة الأولى يمنح كلّ شعوب المنطقة ومجموعاتها حقوقها، حتى نصل بالفعل الى أوضاع سوية عادلة مستقرة لا تسمح بظهور مجموعات إرهابية كما شهدنا مع داعش وأخواتها في سوريا والعراق في السنوات الأخيرة. هذا كلّه ننادي به إنطلاقاً من قناعتنا الدائمة والتي لا تتزعزع بأنّ: إنسان واحد، قضية واحدة في كل زمان ومكان".
وختم جعجع بالتوجّه الى الشهداء الأبرار بالقول:" يبقى الكلام، كل الكلام لكم. إنّ رياح التغيير التي هبّت على العالم العربي وأطاحت في طريقها رؤوساً كبيرة، ستهبّ على لبنان لتغيّر في الوضع القائم. إنّ من يحاول التحايل على الناس والتاريخ لتحنيط الزمن وتجميده في ثلاّجة مصالحه الشخصية فيعتقل روح شعبٍ توّاق للتغيير، إنّما هو يحفر حفرةً عميقةً ليقع فيها. إنّ شعبنا شبع مصادرةً لقراره وتقزيماً لدولته وخوضاً لحروب الآخرين على حسابه. إنّ شعبنا شبع فساداً واهتراءً وشللاً وتقنيناً وكساراتٍ وتلوّثاً ونفايات وتدميراً للحياة البيئية والاقتصادية، ولن يقف مكتوف اليدين أمام هذا الواقع المزري طويلاً. إنّي أرى بذور ثورة تتكوّن، ونحن مستعدّون لملاقاتها، لأنّ القوات تحمل بحدّ ذاتها بذور ثورة دائمة. القوات ثورة تعرف أبناءها، وأبناؤها يعرفونها، لأنّها قبل كلّ شيء ثورة على الذات. إنّها ثورة لتحرير الحياة السياسية من عنق زجاجة التخلّف والتقليد والزبائنيّة والفساد. ثورةٌ شبابها اليوم قادة اليوم، وأطفالها اليوم قادة الغد. شهداءنا الأبرار، وبانضمام خمسة شهداء جُدد من القاع الى قافلة الشهداء.
فلهم تحية إكبارٍ ووفاء. افرحوا وتهللوا أيّها الشهداء، لأنه عندما دعا داعٍ في العام 1975 كنتم للمقاومة جاهزين، وعندما عاد ودعا داعش في العام 2016، هبّ ابطال مثلكم على خطاكم ، ولم يموتوا إلا واقفين. إن صراعنا على هذه الأرض منذ الأزل، قد قُدّر له دائماً ان يكون صراع النور مع الظلمة، والتنّور مع الظلامية. فكونوا دائماً ابداً متأهبين واعلموا ان الحق مُنتصرٌ ولو بعد حين. هكذا نحن منذ مئات السنين، وهكذا سنبقى الى أبد الآبدين. آمين. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، عاشت المقاومة اللبنانية، ليحيا لبنان"
.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.