امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالأمس بصور " طبق المحشوش" في منطقة جازان , حيث اصبح هذا الطبق عبارة عن وجبة سنوية لا يمكن للأسر الجازانية الاستغناء عنها, وهي طريقة طبخ معينة لجاءت اليها الاسر قديما لحفظ اللحم لأطول فترة من الزمن نتيجة الحاجة لذلك, ورغم التقدم وتوفر اجهزة الحفظ الكهربائية الا ان هذه الطبخة بقيت مع مرور الزمن , واصبح الانسان الجازاني ينتظرها كل عام بشغف. ويتكون طبق المحشوش من قِطع لحم صغيرة مع بعض الشحم، وخالية من العظام تماما , ويُضاف إليها بهارات متنوعة، ثم يجفف لساعات , ويوضع في القدر حتى يستوي, وبعد ذلك يحفظ في اواني معدنية , ويمكن تناولها لعدة ايام , حيث تصبح وجبة اساسية خلال هذه الفترة المرتبطة بعيد الأضحى. وفي الغالب تقوم النساء على التقطيع والتجفيف وغسل اللحم, بينما يتولى الرجال ايقاد النار وتجهيز المكان والطبخ , وتحرص الاسر الجازانية في هذه الفترة على تبادل الوجبة فيما بينها, بشرط ان تكون حاضرة على السفرة في بيت. وذكر عبدالله الحازمي من سكان قرية العشة ان طبق المحشوش " الحميس" هو أكلة جازانية تحرص الاسر عليها في كل عام واصبحت جزء من تراث المنطقة , وانها كانت ملازمة له ولاسرته طيلت فترة اقامته خارج المنطقة , وانه هو من يقوم على تجهيز المكان, واعداد الطبخة. ولم يقتصر عمل " طبق المحشوش" على الاسر المقيمة داخل المنطقة فحسب, بل تجاوز ذلك لأسر تقيم في الولاياتالمتحدةالامريكية. حيث ذكر محمد القشيش وهو مواطن مقيم في الولاياتالمتحدةالامريكية انه وللمرة الخامسة منذ اقامته بامريكا يحرص هو واسرته على وجود الحميس (المحشوش) كطبق ضروري من كل عام . واضاف انه بعد ذبح الاضحية يوم أمس ساعد اسرته في تجهيز وتقطيع اللحم ثم طبخه بالطريقة الجيزانية المعروفة , واصفا المحشوش" بالطعم الذي لايقاوم". 3