مع إطلالة الأيام الأولى لعيد الأضحى تحرص ربات البيوت في صبيا منذ القدم على إعداد طبق المحشوش المكون من قطع اللحم الصغيرة مع بعض الشحم مضافا إليها بهارات منتوعة في وجبة تعد الأساسية بارتباطها بالعيد وأصبحت رمزا شعبيا. إلا أن الارتفاع الملحوظ لأسعار الأغنام بالمحافظة والتي وصلت إلى ما بين 1100 - 1500 ريال ريال قد يحرم بعض الأسر لاسيما أصحاب الدخل المحدود من أكلتهم الشعبية المفضلة (المحشوش) التي تطبخ من لحوم الأضاحي السمينة وتحتاج لوقت كبير وجهد أكبر في طيها وتتفنن النساء كبيرات السن في صنعها. بعد ذبح الذبيحة تتولى النساء مساعدة رجال البيت بتقطيع اللحم قطعا صغيرة وتقطيع الشحم من «بسلة الكبش» من المواضع التي يكثر فيها الشحوم ثم يجمع اللحم والشحم في قدر معدني كبير ويتم وضع الإناء المعدني على الأثافي وهي عبارة عن حجرين كبيرين يوضع في وسطهما القدر المعدني بعد اشتعال النيران بين الحجرين بواسطة حطب شجرة السدر أو الشوكة كما يطلق عليها البعض. ثم تشتعل النار تحت القدر بشكل واسع وكبير حتى يذوب الشحم في الإناء مع اللحم ويتم مزجه بالبهارات. في المقابل حذر الدكتور محمد يوسف فضل الله طبيب الأسرة في مركز الخالدية الصحي بصبيا من الإسراف في تناول طبق المحشوش لأنها وجبة دسمة وثقيلة وتحوي نسبا عالية من الدهون الحيوانية حيث تعمل الدهون الحيوانية على رفع نسبة الكولسترول في الدم. كما أن طبق المحشوش يحتوي على اللحم الأحمر ومعروف أن استهلاك اللحوم بشكل كبير يؤدي إلى زيادة الإصابة بأمراض ترسب حمض «اليوريك» في المفاصل مما يؤثر على الإصابة بمرض «النقرس».