استاذة علم نفس : رغبة صاحبة المشكلة في علاج شخصيتها يعتبر بداية موفقة لها، الشخصية القوية يسعى الجميع لاكتسابها من خلال المواقف والخبرات التي نمر بها أثناء التعامل مع الآخرين، ومع كل موقف تزداد الشخصية نضوجا ووعيا، ولكن أن يظل الشخص مع كل المواقف التي يتعرض لها ضعيف الشخصية لدرجة تجعل من حوله يتطاولون عليه لضمانهم بأنه لن يستطيع الرد عليهم، فلا بد أن يبحث عن حلول لتطوير شخصيته واكتساب مزيد من الثقة بنفسه. ومشكلة الشخصية الضعيفة هي المشكلة التي تعاني منها نهى سيد 15 عاما، فتقول "أنا مشكلتي في شعوري الدائم بأني ضعيفة وشخصيتي ضعيفة وبسبب كده "بتهزأ" من المحيطين بي وأتمنى معرفة الطريقة المثالية لأسترد حقي، لكن لا أعرف كيف؟" وتضيف وفقا (لخبري كوم ) أنا عيبي عندما أشعر بالضيق من شيء ما ولا أعرف كيفية الرد يظل ذلك الموقف مخزونا في عقلي وقلبي طول العمر، لدرجة تجعلني أشعر أني سأموت من الحزن" . "أتمنى أن أجد من يساعدني لأني فعلا كرهت نفسي والمدرسة والمدرسين ، وتوضح أن أصل مشكلتها استمرار مدرستها في توبيخها وسبها أمام زملائها مع عدم تمكنها من الرد عليها، بالإضافة لشعورها أنه لا يوجد أحد يحترمها وأنها غير مهمة في حياة أي شخص من الأساس، وتطلب المساعدة في إيجاد حل لأنها أصبحت تعيش في اكتئاب أفقدها الرغبة في كل شيء سواء المذاكرة والمدرسة أو الخروج مع الزملاء أو مجرد الكلام مع احد لأنها تعلم أنه "هيهزأها " أثناء الكلام . وتوضح د. منى البصيلي أستاذ علم النفس أن رغبة صاحبة المشكلة في علاج شخصيتها يعتبر بداية موفقة لها، وانها بذلك قامت بتشخيص حالتها وعليها أن ترسل لنفسها رسائل إيجابية بضرورة دفاعها عن نفسها وتبدأ في إعطاء نفسها الثقة والقدرة على المحاولة الإيجابية في أخذ حقها وأسترداد كرمتها، وأضافت أنه ليس من المفترض أن يتم أخذ الحق وورد الاعتبار من خلال الرد بقوة فيمكن أن يحصل الإنسان على حقه من خلال التسامح أو الصمت مع نظرة غضب ، فهي كفيلة بأرسال مشاعر الغضب للطرف الآخر. وتضيف البصيلي بأن على صاحبة المشكلة أن تدرب نفسها تدريجيا على كيفية الرد ، فليس من المفترض ان تقوم بالرد في نفس اللحظة التي تتم مهاجمتها فيها أو توبيخها، بل من الأفضل أن تصمت وتذهب بعيداوتفكر في أنسب رد على الموقف الذي تعرضت له ويجعلها تسترد كرامتها مع عدم خسارة الناس من حولها، لأن الرد السريع من الممكن ان يكون غير مناسب ويجعلها تخسر المحيطين بها وتعيش منعزلة . وكذلك يجب على صاحبة المشكلة أن تحب نفسها وتعجب بها وتعطيها قيمتها وقدرها لأنها الخطوة الأولى للعلاج، مع شعورها بأنها نموذج إيجابي قوي وليست ضعيفة الشخصية، واستعيدي كل موقف سلبي حدث معك واختاري أنسب الردود عليه حتى تتكون لديك الخبرة وسرعة البديهة على تلك المواقف السلبية إذا تكررت. واعلمي انه كلما كان صوتك منخفضا وأعصابك هادئة وكلماتك قليلة كلما كان موقفك أقوى، ولو حدث لك موقف ولم تتمكني من الرد فلا تقلقي اذهبي لذلك الشخص في اليوم التالي وألقي التحية عليه وأخبريه بانزعاجك مما قاله واذهبي ولا تفتحي مجالا للنقاش معه. وحاولي دائما الاستماع والجلوس مع الشخصيات الهامة وتبادلي الآراء معهم بعد اطلاعك وقراءتك عن موضوع النقاش، فهذا من شأنه أن يزيد ثقتك بنفسك ، بالإضافة لضرورة اهتمامك بمظهرك الخارجي من حيث الأناقة والنظافة والثقافة ، لأنه من الضروري الاهتمام بالنفس من الظاهر والباطن. 1