الصمت إحدى صفات الرجل التي قد تكرهها المرأة فيه وتقلق منها. فمن المعروف أن الرجل قليل الكلام على العكس من المرأة، إلا أن المرأة إذا أدركت قيمة الصمت لكان سلاحها في كافة تصرفاتها من أجل بناء الثقة والاحترام في تعاملاتها مع الآخرين. هذا ما أكدته أحدث الدراسات الاجتماعية التي أثبتت أن المرأة يجب أن تعتمد مبدأ الصمت الفعّال من أجل أن تكون أكثر قوة وجاذبية. فالمرأة تميل بطبيعتها إلى حب الكلام وطرح الأسئلة والاستفسار عن كل شيء لذلك فإن الصمت يعتبر غريبا على المرأة في كثير من الأحيان ويجده الرجل صفة دخيلة عليها، فالرجل عادة هو الطرف الصامت مما يجعل المرأة تشعر بالغضب. وتصمت المرأة لعدة أسباب، حيث يؤكد الأخصائيون في علم الاجتماع أن صمت المرأة قد يعني شيئين بالنسبة للرجل، فإما أنها قبلت انتقاداته أو أنها صمتت لتتفادى اشتعال المواقف وتأزمها. وكلا الأمرين هو انتصار للرجل وفي هذه الحالة فإن صمت المرأة يمثل أداة فعالة للتواصل مع زوجها وتفادي ما هو أسوأ. كما يعد صمت المرأة محاولة منها لفهم الرجل بشكل أفضل لأن الاستماع للآخر والتأمل في شخصيته يساعدان على فهمه بشكل أفضل. وفي كثير من الأحيان تحتار المرأة في فهم حديث الرجل مما قد يجعلها تلجأ إلى الصمت من أجل فهم ما يقصده لتتفادى الوقوع في الخطأ. فعادة ما تخشى المرأة ذكاء الرجل وهكذا الأمر أيضا بالنسبة للرجل. ولكن ثبت أن المرأة أذكى في العلاقات الإنسانية وتستطيع أن تمارس صمتا يكون مفيدا لها، أما الرجل فهو لا يتردد في إظهار شخصيته دون أن يعلم أن المرأة ذكية وتستطيع فهم الكثير بقليل من الصمت. كما أن صمت المرأة يعد من أكثر الوسائل فائدة لتقدير نفسها من حيث معرفة الإيجابيات والسلبيات الموجودة في شخصيتها والعمل من خلال الصمت على تحليل الأسباب التي تجعلها عرضة للانتقادات أو مثار إعجاب الآخرين. ويضع صمت المرأة الطرف الآخر في موقف دفاعي، فكما يحدث مع المرأة عندما يصمت الرجل وتبدأ بالحديث كي تخرجه عن صمته بفتح أحاديث وتخرج كل أسرارها أمامه، هكذا عليها أن تعتمد الصمت لكي تضعه في موقف دفاعي فيضطر للكلام وإخراج كل ما لديه. فالصمت مرتبط بالحذر وهما الاثنان وسيلة قوية تساعد على النجاح في الحياة بشكل عام ومع شريك الحياة بشكل خاص، أي أن تكون المرأة حذرة في كل كلامها كي تكسب احترام الآخر لها، والمرأة التي تلتزم مبدأ الصمت عند الغضب هي التي تفكر جيدا قبل حدوث رد فعل مفاجئ وتتحكم في نفسها، أما إذا بدأت بالكلام بانفعال فإن الكلام الذي سيخرج منها سيجعلها تقع في كثير من الأخطاء التي من المؤكد أنها ستندم عليها فيما بعد. وبخلاف كل ذلك فإن الصمت يحيط المرأة بهالة يجعلها في نظر الآخرين أكثر ذكاء وأعمق تفكيرا. فمثلا حين يعود الرجل من عمله متعبا يكون سريع الغضب لذا عليها أن تتجاهله وتلتزم الصمت كي تمسك هي بزمام الأمور وتتحكم في الموقف بدلا منه، مما سيجعله يتأثر بأسلوب تعاملها مع غضبه ويحترم موقفها ويعتبرها مستودعا أمينا جديرة بالاعتماد عليها في المواقف الصعبة. فالمرأة الغامضة يفضلها الرجل لأنها تخبئ ما تشعر به ولا تعطي معلومات عن نفسها أو عن الآخرين مما يجعله ينجذب نحوها لأنه يجدها موضع ثقة ومستودعا أمينا لأسراره ومشاكله وأكثر تأثيرا على الآخرين، وذلك بعكس المرأة كثيرة الكلام التي يهرب منها الرجل. فقيمة الصمت تتضح أكثر فيما تعطيه للمرأة من وقار واحترام، فالنساء عامة معروفات بحب الحديث والدردشة، وهؤلاء في نظر الرجال محبات للثرثرة وغير جديرات باحترام الآخرين لها، بينما المرأة التي تجيد فن الصمت وتستمع أكثر مما تتكلم هي التي تثير انتباه من حولها.