طالب الكاتب الصحفي مهنا الحبيل في صحيفة "اليوم" الأزواج السعوديين بالمبادرة بإرسال رسائل الحب والمودة لزوجاتهم، مؤكدا أنهن ككل النساء في حاجة إلى هذا الإحساس الجميل من الأزواج، ومشيراً إلى التأثير الإيجابي لمثل هذه الكلمات على حالة الزوجة والعلاقة بينهما والمنزل، ففي مقاله "قل لها وكرّر.. أعشقكِ وأحبك" يقول الكاتب "كانت المعلومة صادمة لي بكل تأكيد والتي نشرها الصديق العزيز البراء العوهلي أحد المغردين المتميّزين، فما القصة..؟ بحسب الرواية طلب الخبير التربوي الاسري د. خالد المنيف من مشاركيه في دورة العلاقات الزوجية أن يوجّه كل منهم فوراً رسالة لزوجته يقول لها إني أحبك.. فقط .. فكانت المفاجأة أن زغردت الجوّالات من الزوجات الظامئات ..احتفاءً بهذه الكلمة اليتيمة ومن هول الصدمة قالت إحداهن: بو محمد أنت مريض.. والأخرى انسرق جوّالك؟ ألهذا الحد تساءلنا في التويتر نعيش جفافًا عاطفيًا؟". ويعلق الكاتب قائلاً "كثيرون يقرون بأنّ رسائل الحب والمودة الزوجية يجب أن تكون صِفات خُلقية لدى الزوجين، والزوج أولًا لكون حراك المرأة العربية وانشغالها اليومي بشأن المنزل والأطفال يستدعي منه مسؤولية اكبر لتكرار المبادرة بالملاطفة والحب.. لكن حين نسأل هذا الزوج عن مبادراته ونحن نسأله هنا.. كم مرة في العام أو الشهر أو الأسبوع تُبادر برسائل حب.. ونقول: حب أي حب الرسائل الرومانسية للزوجة إضافة لرسائل الود والتقدير"، ويتساءل الكاتب عن سلوك الزوج مشيرا إلى سيرة الرسول «صلى الله عليه وسلم» ويقول "هنا نحتاج إلى أن نطرح أسئلة المراجعة لمسيرة الحياة للرجل فيُقلب السؤال في ضميره قبل أن يُرسل مئات التأفّفات والضجر والعتب إن لم يكن التوبيخ الوقح لزوجته ونقول هنا لدى البعض وليس الكل وهذا الأمر هو مدخل نجاح له ولحياته كما هو لرفيقة دربه، وأوّل ما يجب أن نقف عنده هنا هو سيرته «صلى الله عليه وسلم» في هذه الرسائل التي رويت عنه في أحاديثه للسيدة عائشة «رضي الله عنها» كزوجة محبوبة وكيف أنه يقدّم دروسًا في غاية الذوق والرقة حتى أنه يجعلها تقضم من اللقمة فيقضم من حيث قضمت، وهي رسالة غاية في الحب والود والذوق الراقي جدًا .. جدًا مع الزوجة، فضلًا عن سلسلة طويلة من هديه «صلى الله عليه وسلم» في هذا الشأن". ويضيف الكاتب "أمّا الأمر الثاني فان ما يدعونا للتأكيد لأهمية هذه الرسائل هو ما أكدته البحوث والاستطلاعات بل آداب الإنسانية، من أن رسائل الذوق الرومانسي تَعبُر إلى مستقر القلب وتأتي بتأثير كبير للزوجة وطاقة تجديد للود بين الزوجين وكأنّما تغرس شجرة فتنمّيها عند كل رسالة حتى تحتوي جذورها على قلب الزوجة". ويشير الكاتب إلى أن "هناك مستشارين ودورات عديدة تعقد في البلاد العربية لهذا المنهج ضمن التوجيه الأسري، وهذا أمر جيد وموفق وقد اطلعت على دراسات تؤكد مساهمته في تخفيض نسب الطلاق المروعة لدينا في المملكة على سبيل المثال، ولكن الأمر ليس مرهونًا بالدورة، بل بتأمّل الزوج في الفكرة والتقدّم لفعلها عبر كلمة يكتبها على كرت إهداء أو على ورقة وردة أو في رسالة جوال .. سيكتشف حينها أنّ جنته في منزله وكم ضيّع من هذه الجنّة"، وعن المرأة يقول الكاتب "لسنا نقول إن القاعدة ليس لها مخالف فهناك من النساء من لا تُحسِن التعامل مع الذوق الرومانسي إن صدر من الزوج لكن هناك مساحة كبيرة من هذه القاعدة حين تتواتر رسائل الود لها تتجاوب بالضرورة لأنّها سعادة لها وهي أيضًا مشاعر بالغبطة أن زوجها ممتلئ العينين والإعجاب بها". وينهي الكاتب مؤكدا أنها "هي فرصة العمر ومنحة المُنعم حين أنزل المودة وجعل لكل الزوجين سكنًا لصاحبه وانظر هنا عمق المعنى يسكن في ذات صاحبه وصاحبه يسكن في ذاته - وبالتالي فُرص الرابطة متجذرة فقط أنت أوثقها بحبال الود والحب والغزل .. إنها زوجتك محبوبتك حين تُسكنها قلبك فتَسْكُنك فهي حقيقة لا خيال ملكة جمالك".