من المتوقع أن تثير جدلا صاخبا في أوساط المجتمع داخل مدينة جازان صدرت حديثا عن دار السمطي للنشر والإعلام الباكورة الأولى للروائية الشابة صفية باسودان.. تحت عنوان عباد النساء في طبعتها الأولى والتي من المتوقع أن تثير جدلا صاخبا في أوساط المجتمع داخل مدينة جازان ..شأنها في ذلك شأن سابقاتها من الأعمال الروائية السعودية الحديثة والتي اتسمت بالجرأة والشفافية. وتقع الرواية في 135 صفحة من القطع المتوسط في غلاف جذاب وطباعة أنيقة.. ويمكن وصفها برواية الجلسة الواحدة إذ من المرجح أن لا يدعها القارئ حتى ينجزها تماما. الرواية تدور أحداثها في الديرة ( مدينة جازان )..حيث حي الصفا وعبق المائدة الشعبية الثرية بالجمارة والمرسة..ولعل تلك النكهة المحلية جدا كانت المحرض الأكثر جذبا بالنسبة لي ، إلى جانب ما احتوته الرواية من أحداث وكشفته من مماراسات للشلة المنتمية إلى المؤسسة الأمنية ..وكان ذروة ذلك على الإطلاق مايدور من فساد تحت أيدي مافيا السجن العام وهي قضية دولية تتشابه فيها غالب سجون الأرض.. وتبرز إلى جانب ذلك مسألة عقوق الأبناء الذي يأتي أيضا عن طرق تحريض الزوجات ..وهذه ام علي تقول: ( ماذا تفعل عندما يأكل الهرم قوتك وعافيتك؟ ويطردك ابنك من أجل إرضاء زوجته ويستحوذ على دارك؟! ) ص25. قلت : لقد لمست تحاملا من جانب صفية باسودان على المرأة حيث اعتبرتها سببا رئيسيا في دخول طقم الأصدقاء إلى السجن أيضا..ولعلها من هنا اعتبرتهم مجرد عبيد أو خدم لدى نسائهم واتكأت على هذا المعنى في تسمية الرواية. وبما أن هذا العمل هو الباكورة الأولى لصفية باسودان فإننا سنغض الطرف عن أي ضعف طفيف قد يبدو للقارئ الذي يبحث عن حل العقدة في نهاية الرواية فلا يعثر عليه ليظل اللغز كما هو دون حل..وقد يكون ذلك لسبب وجيه ارتأته الكاتبة..من ناحيتي أجدني متعاطفا معها "وعين الرضا عن كل عيب كليلة ...ولكن عين السخط تبدي المساويا"..ومهما يكن فقد قيل : من ألّفَ فقد نصب نفسه غرضا. ومن الجدير بالذكر أن رواية "عُبّاد النساء" هي أول رواية لكاتبة روائية بالمنطقة , كماأن لها جهود إعلامية بارزة عبر تحقيقات صحافية نشرت بجريدة المدينة وتناولت مواضيع شغلت الرأي العام بالمنطقة , ولها اسهامات أدبية تمثلت في السرد الأدبي والقصص القصيرة نشرت بعدة منتديا ثقافية وأدبية . الرواية تباع حالياً لدي مكتبة الهندسة بجازان. 8