يقال بأن الرواية السعودية عامة ليست رواية محرضة، فهي غالبا ما تفتقد إثارة السؤال إلى جانب الاستسهال وعدم الوعي بكتابة الرواية؟ الناقد محمد العباس أجاب قائلا: تكون الرواية محرضة عندما تثير مجموعة من التساؤلات التي يولد من خلالها قارئها الإشكالي، الرواية المحرضة حقا هي تلك الرواية التي بوسعها أن تثير تضاريس وعرة تجاه ما تطرقه من موضوعات،وهذه الإثارة لا أقصد بها ما يثار من جدل واسع حول كثير من الروايات، صحيح أنها تثير الجدل لكنه في الواقع غير محرض،لأنك تجد أن ما تثيره الرواية السعودية هو من قبيل الجدل الاجتماعي أكثر من كونه جدلا أدبيا. ويضيف محمد : إن أغلب ما نجده من الروايات السعودية تدخل ضمن إطار الجدل الاجتماعي،فكل رواية تثير جدلا آخر أشبه بموديل جديد يتهافت عليه عامة الناس، لأنها روايات لم تبعد عن الاستسهال والاستعمال اليومي دون الاكتراث إلى ما يحتاجه الفن الروائي من خبرات وتراكمات،فالرواية السعودية لا تزال تفتقر إلى الخيال الذي يستبطن التاريخ، وينقصها التساؤلات التي من شأنها العبث بالمعرفة والمخيلة وذائقة المتلقي، فالرواية تنمو نموا صوتيا، وكلاميا، بنمو المجتمع وتتنوع بتنوعه. واختتم العباس إجابته بقوله: هناك إشكالية في المشهد الروائي ألا وهي عدم الوعي بكتابة الرواية، كما يصاحب هذه الإشكالية ما هو سائد من نقد وجدل لا يناقش التطور الروائي ولا يعنى بنوعيته، لنجد بأن الرواية السعودية تطرق الموضوعات كعناوين بمثابة اللافتات،وما تعالجه فيما تتناوله يتم بشكل بارد وفرداني والدليل على ذلك وجود روائيين قدموا عددا من الأعمال الروائية، لكنهم مع ذلك لم يقدموا شيئا إذا ما أردنا أن ننظر إلى أعمالهم الروائية من جانب الشكل الفني والفكرة والمعالجة، لنجد أن العمل الأخير والعمل الأول سيان.. فهناك روائيون حصلوا على جوائز عالمية رغم قلة أعمالهم الروائية.