وجه الزعيم الليبي، معمر القذافي، رسائل داخلية وخارجية الجمعة، في اتصال هاتفي أجراه مع التلفزيون الرسمي، قال فيه إن حلف شمال الأطلسي "سيهزم،" وتحداه بإرسال جنود على الأرض لمواجهة قواته، واعتبر أنه غير مهتم بالموت أو الحياة، مكيلاً الشتائم للغرب وللثوار ولدول الخليج، كما كرر دعوة أنصاره من أجل "الاستعداد للزحف." وقال القذافي في الاتصال الذي جرى خلال احتشاد المئات من أنصاره خارج مقره في باب العزيزية: "لأول مرة هم (الغرب) يواجهون الشعب المسلح، يواجهون مليون ومليون، لأول مرة هم يتورطون في هذه الورطة، حتى في أفغانستان هم لا يقاتلون إلا حركة طالبان وفي الجزائر واجهوا جبهة التحرير، وفي لبنان فقط حزب الله وفي فلسطين واجهوا حماس فقط، أما في ليبيا فهم يواجهون الشعب المسلح.. مليون ومليون ومليون." وأضاف: "الشعب قادر على دخول المعركة برجاله ونسائه.. سيهزمون.. سيهزم الحلف حتماً سيولون الأدبار خائبين، نحن مصممون على ألا نغيّر شيئاً في بلادنا إلا برغبتنا وبعيداً عن الطائرات والخوف." وندد القذافي بالثوار الذين وصفهم ب"الخونة الذين يرفعون علم الرجعية" وقال إن من يقاتل تحت الصليب وتحت العلم الملكي القديم" وتحت الأعلام الأمريكية والبريطانية والفرنسية "ليس رجلاً،" وتابع بالبصاق على من يفعل ذلك وعلى "قبيلته وعلى رجولته." ولم يوفر القذافي القبائل الموجودة في مناطق الثوار، فاستغرب كيف تقبل أن تكون في ما وصفها ب"مخيمات اللاجئين لتأكل نفايات (.....) دول الخليج" على حد تعبيره، وأضاف: "أين الكرامة؟.. موتوا.. موتوا.. قوموا بالواجب.. أنا لا يهمني الآن الموت أو الحياة، طز في الحياة طز في السلام، لا نريده بل نريد الكرامة." وتطرق إلى إمكانية استخدام قوات برية دولية لحسم المعركة ضد نظامه بالقول: "صامدون، مقاتلون، إذا نزلوا على الأرض فنحن لها، ستأكلهم بنادقنا إذا نزلوا على الأرض، نحن نريد اللقاء بيننا وينهم على الأرض ولكن هؤلاء الجبناء لن يتجرءون على النزول." وشتم القذافي جميع من قال إنهم "لا يتحملون مشاهدة الإذاعة الليبية لرؤية الشعب الملتف حول القائد،" وختم كلمته بالقول: "استعدوا للزحف لتحرير ليبيا شبر شبر، رجالا ونساء، استعدوا للزحف إذا دقت ساعة الزحف.. الله أكبر إلى الأمام إلى الأمام." وكان القذافي قد دعا في رسالة منسوبة إليه بعث بها إلى الكونغرس الأمريكي في 11 يونيو/حزيران الجاري، إلى وقف الدمار وإطلاق النار والجلوس للتفاوض لإيجاد مخرج سلمي للأزمة في بلاده، تزامناً مع إشادة نواب أمريكيين للتقدم الذي تحرزه عمليات الناتو في تدمير قدراته العسكرية. وقال القذافي، في رسالته المزعومة المؤلفة من ثلاث صفحات : "أناشدكم، كديمقراطية عظمى، لمساعدتنا على تحديد مستقبلنا كشعب." ووصفت رسالة القذافي المزعومة الحملة الجوية للناتو بأنها "غير تدخل سافر وغير مشروع فيما هو في الأساس حرب أهلية ليبية." ومضى كاتبها بالقول: "دعونا نتوقف عن تدمير والبدء في مفاوضات لإيجاد حل سلمي ليبيا،" على حد تعبيره. 5