ما زال التقاعد ونظامه موضوعًا هاما يشغَل بال شريحة واسعة من المجتمع , تتابع لوائحه و جديده , و كلها أملٌ في المزيد من الرعاية و الدعم و الاهتمام , و من باب رَد الجميل لهؤلاء المتقاعدين , تناشِد هذه الفئة الغالية التي خدَمت الوطن و أبناء الوطن المسؤولين عامَّة و مسؤولِي المؤسسة العامة للتقاعد خاصة , وكلّ من لهم علاقة و صلة بالمتقاعدِين النظر في الراتب التقاعدي, و تحسين أوضاعهم المادية و المعنوية , و الحرْص على تسهيل أمورهم قدْر المستطاع في مختلف الميادين و المجالات في الدولة كالاهتمام بهم في الخدمات العامة الصحية و التجارية , و غيرها, و تيسير القروض لهم في هذه الحياة مما يعينهم على أعباء الحياة. فالكثير من المتقاعدين لا يعلَم حالهم بعد التقاعد إلا الله منهم من تكالبت عليهم الهموم و المشاكل في هذه الحياة. و منهم من يكابدون الأوضاع الصحية السيئة , و منهم الذين أسرتهم الديون , و أثرَت عليهم ظروف المعيشة ما بين تلبية احتياجات من يعولون من الآباء و الأبناء مختلفِي الحالات و الظروف , أو توفير مطالب الأسر و احتياجاتها التي كثرت في هذا العصر. فالمتقاعدون أهل للشكر والتقدير و العرفان , و هم بحاجة ماسة اليوم إلى الرعاية و الاهتمام , و النظر في شؤونهم فقد كانوا بالأمس القريب رمزًا للوفاء و البذل و العطاء , حيث قدَّموا ما يستطيعونه من تضحياتٍ و إخلاص و عطاءٍ للدين والوطن , وهُم عقول غالية مليئة بالخبرات والتجارب العلْمية والعملية المختلفة التي تحققت في أعوام عديدة . فليس من المعقول أن تهمل هذه المعارف والكنوز و الخبرات الثمينة , و تكون في طي الذكرى والنسيان , و تذهب سدى , و بذلك لا ينتفع الوطن و شبابه من هذا التراث التربوي و العلمي والعملي الذي يملكه هؤلاء المتقاعدون. فالوطن بحاجةٍ لهؤلاء المتقاعدين لأنهم نورٌ أنار العقول بالعلوم و الخبرات, و تخرَّج من بين أيديهم أجيالٌ و أجيالٌ تربت على الأخلاق الكريمة, و نفعت الدين والوطن. لذلك ينبغي على المسؤولين الاهتمام بتلك الفئة الغالية من المتقاعدين الذين أضاؤوا طريق العلم و النجاح للسالكين , والحِرص على التواصل مع هؤلاء المتقاعدين , واستثمار كنوزهم ,و استغلال خبراتهم , وتدوينها في كتب و مؤلفات , كي تحفظ ذلك الموروث العلمي و العملي والثقافي و الحضاري , و تفعيلها في هذه الحياة . 1 عبد العزيز السلامة/أوثال