كشف المدير العام للجمعية الوطنية للمتقاعدين «د.عبدالرحيم بن مشني الغامدي» عن سعي جمعية المتقاعدين ومطالبتها الدائمة لرفع الحد الأدنى لرواتب التقاعد، منوهاً باهتمام الدولة بهذه الفئة داعيا مؤسسات المجتمع للحرص على خدمة المتقاعدين وتسهيل إجراءاتهم تقديراً لما قدموه للوطن، مشيداً بمستوى العلاقات مع مؤسستي التقاعد والتأمينات. وأشار في حديثه ل»الرياض» إلى أنّ تدني رواتب المتقاعدين يشكل عبئاً كبيرا عليهم ويهددهم بالفقر، مؤكدا أن بعض المتقاعدين يتقاضى رواتب اقل من رواتب العاطلين عن العمل في مفارقة عجيبة، وفيما يلي نص الحوار: مرحلة التقاعد * بداية نرغب تقديم فكرة موجزة عن جمعية المتقاعدين، وهل هي جمعية خيرية؟ - الجمعية هي إحدى مؤسسات المجتمع المدني تم إشهارها في شوال من عام 1427ه وهي إطار يضم المتقاعدين السعوديين ( من القطاعين الحكومي والأهلي) من الجنسين وتهدف للاهتمام بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والصحية والثقافيه للمتقاعدين المشتركين في عضويتها بشكل خاص والمتقاعدين عموماً من خلال منظومة من الخدمات والاعمال والمشاريع المختلفة التي تسعى الجمعية لتحقيقها لهم عبر فروعها المنتشرة في جميع مناطق المملكة، وهذه الجمعية لها نظام أساسي ولوائح تنفيذية واستراتيجيات وخطط تنظم أعمالها وطرق ووسائل تنفيذية، وهي ليست كما يظن البعض جمعية خيرية تقوم على مساعدات عينية بالرغم من أنها مسجلة رسميا في وزارة الشؤون الاجتماعية، وقد بنيت فلسفة إنشاء هذه الجمعية على حقائق مدركة عن المقاعد والمتقاعدين يأتي في مقدمتها اعتقاد كثيرين بأن المتقاعد قد انتهى دوره في المجتمع ولم يعد هناك حاجة إليه حيث هو في انتظار ساعة الحقيقة، في حين ينظر إلى المتقاعدين في الدول المتقدمة بأنهم خبرة نادرة تسعى المؤسسات المختلفة في القطاعين الخاص والعام الاستفادة منهم، بل إن كثيرين يرون في التقاعد نقطة البداية الحقيقية للعطاء النوعي . معاناة التقاعد * كيف وجدت الجمعية أحوال المتقاعدين؟ - المتتبع لأحوال المتقاعدين حاليا يجد معاناتهم واضحة للعيان فالديون تحاصرهم والإيجارات تمزق ما معهم من مدخرات بسيطة وغلاء المعيشة يرهق كاهلهم حتى أصبح التقاعد كابوس يطارد الناس، وقد لمسنا في جمعية المتقاعدين بكافة فروعها المنتشرة بالمملكة هذه المعاناة فهناك متقاعدون كثر تحاصرهم الديون و معاشاتهم الشهرية ضعيفة جدا وأسرهم كبيرة والأسعار للمواد الغذائية الأساسية في ازدياد في ظل جشع التجار وعدم مبالاتهم بأبناء الوطن وشرائحه، وكثير من المتقاعدين حصلوا على بدل غلاء معيشة قليل جدا مضاف إلى رواتبهم زد على ذلك المعاناة التي تعتبر لازمة لغالبية المتقاعدين المتمثلة في عدم امتلاك مسكن، فقد أكدت دراسة سابقة على المتقاعدين أن أكثر من 60% لا يملكون مساكن وربما مع السنوات التي تلت هذه الدراسة وارتفاع أسعار الأراضي وأسعار العقار زادت النسبة إلى أن ثلاثة أرباع المتقاعدين لا يملكون مساكن رغم انهم هم الأكثر حاجة لها وأحقية بها وهم الذين من المفترض إن يكونوا قد وفر لهم مساكن وحياة كريمة بعد عنائهم وكدهم. * هل لنا أن نعرف شيئاً عن المنظومة التي أشرت إليها من الأعمال والخدمات والمشاريع التي تسعى الجمعية لتحقيقها؟ - نعم .. كما تعلم، ونقولها بكل أسف أن نظرة مجتمعنا للمتقاعد نظرة سلبية كما هي في دول العالم الثالث عموماً، ولذلك فإن في مقدمة أهداف هذه الجمعية هي تغيير هذه النظرة المنظمة عن التقاعد والمتقاعد، والتأكيد على أهمية دوره، فالمتقاعدون يعدون كنوزاً من الخبرات والتجارب والمعارف الرزينة والراسخة التي يجب على كل المجتمع الاستفادة منها، ولدينا في الجمعية برنامج لذلك تحت مسمى تسويق الخبرات، فمن خلال قاعدة بيانات الأعضاء نحاول التوفيق بين صاحب الخبرة ( المتقاعد ) واصحاب العمل الذين يحتاجون لتلك الخبرة، وبالرغم من أن هذا البرنامج لم يحقق بعد المرجو منه لذات السبب الذي ذكرناه آنفا، إلا أن بوادر الأمل مشجعة .ولعل من أهم البرامج أيضا في هذه المنظومة الاحتفال بيوم الوفاء بالمتقاعدين وتكريمهم والذين تقيمهم الجمعية كل عام في خمس عشرة مدينة ومحافظة وفاء للمتقاعدين واعترافاً بما قدموه لهذا الوطن العزيز في مسيرته التنموية المباركة من خدمات وجهود .وتشمل المنظومة السعي لتحسين أوضاع المتقاعدين في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصاديه والصحية والترفيهية، حيث نسعى إلى إيجاد تامين صحي للمتقاعدين وإنشاء مراكز اجتماعية وثقافية وترفيهية تكمن المتقاعد من إشغال وقته فيما يعود عليه بالفائدة، كما تشتمل المنظومة السعي مع الدولة لتحقيق منافع ومطالب مختلفة يحتاج إليها المتقاعدين وخاصة ذوي المعاشات المنخفضة وأولئك الذين خدموا الوطن لسنوات عديدة ولم يتمكنوا من تملك مساكن خاصة بهم، وباختصار أقول بأن طموحات الجمعية كبيرة وأهدافها خيرة وأملنا في تحقيقها ليس بعيد المنال في وطن الخير والعطاء. الحد الأدنى للتقاعد * أكدت إحصائية صادرة من المؤسسة العامة للتقاعد أن 80% من المتقاعدين يحصلون على راتب ثلاثة آلاف ريال أو أكثر فأين هي المعاناة؟ - لهذا تطلب الجمعية برفع الحد الأدنى للمعاش التقاعدي، فالفرق يسير والدولة بخير والحمد الله ويد العطاء من خادم الحرمين ممدودة والآن رفع الحد الأدنى اوجب ومبرر بعد الأمر الملكي بوضع الحد الأدنى للرواتب عند ثلاثة آلاف ريال ، ففي هذه دلالة بل اعتراف من ولي الأمر بأن هذا المبلغ يمثل اقل ما يمكنه أن يعيش به الفرد في بداية المشوار ومسؤولياته الاجتماعية والاقتصادية محدودة، فما بالك بالمتقاعد ومسؤولياته التي لا حصر لها، زد على ذلك أن معاشات بعض المتقاعدين أصبحت اقل من مكافأة العاطلين عن العمل التي قررتها الدولة مع العلم أن غالبية العاطلين غير متزوجين وليس لديهم ارتباطات أو مصروفات مالية مثل المتقاعدين. 4 آلاف ريال مقبول * ماذا عملت الجمعية لإيصال صوت هؤلاء إلى المسؤولين؟ - جمعية المتقاعدين رفعت مطالبهم لولي الأمر وتستغل أي مناسبة لإيصال صوتهم بل أن رؤيتنا أن يتم رفع الحد الأدنى للمعاش التقاعدي إلى 4 آلاف ريال وهذا المعاش المقبول الذي يمكن أن يحقق مطلب الحياة الكريمة ويكفي المتقاعد شر سؤال الناس والاقتراض ويبعدهم عن مهاوي الفقر والذل بعد عز العمل وخدمة الوطن، ونحن ننظر إلى جميع المتقاعدين المواطنين ونتحدث عنهم جميعاً ويجب خدمتهم بل وإكرامهم ومتقاعدي التأمينات لهم معاناة مشابهة بل وغالبا ما يستثنون من بعض المنافع والمكاسب التي تأتي الأوامر الملكية ولا يتم الالتفات لهم إلا بعد معاناة ومطالبات طويلة. العلاقة مع مؤسسات المتقاعدين * كيف هي علاقة الجمعية مع مؤسستي التقاعد والتأمينات؟ - الجمعية ليست منافساً لمؤسسات التقاعد والتأمينات ولا رقيب عليها وليست مرادفة لها كما يعتقد البعض، بل يجب النظر إليها على أنها يد بناء ومساندة ودعم حيث إن الجمعية تقوم بدور قد لا تسمح أنظمة مؤسسات التقاعد بالقيام به حيث هي معنية بالدرجة الأولى بتوفير المعاش التقاعدي المقرر والملزمة به والجمعية لديها علاقات طيبة مع هذه المؤسسات وقد زرتها ووجدت ترحيبا من محافظي التقاعد والتأمينات بالجمعية، وتحدثت معهم عن أهداف الجمعية وهموم المتقاعدين ولدي يقين بأن القائمين على مؤسستي التقاعد والتأمينات يكنون كل تقدير واحترام لفئة المتقاعدين ويهتمون لهمومهم والملاحظ تطورهم في خدمات المتقاعدين وتعديل بعض شروطهم ومتطلباتهم السابقة تقديرا لظروف المتقاعدين وعملهم على نشر فروع لهذه المؤسسات في محافظات ومناطق المملكة ولعل برنامج المؤسسة العامه للتقاعد الخاص بقروض المساكن وتوسطهم لدى بنوك لتقديم خدمات أفضل للمتقاعدين بدايات جيدة تستحق الثناء . زيارات مستمرة * أشرتم إلى زياراتكم لمؤسستي التقاعد والتأمينات، ولكن ماذا عن بقية الجهات الأخرى؟ - مسؤولي الجمعية يقومون بزيارات مستمرة لجميع المسؤولين ذوي العلاقة بأهداف الجمعية في القطاعين الحكومي والأهلي ونقدم لهم شرحا عن أهداف الجمعية ومعاناة المتقاعدين وسبل تحقيق العيش الكريم لهم فقد قمنا بزيارة لسمو أمير منطقة الرياض والذي وجه حفظه الله بتخصيص ارض لبناء مقر الجمعية الرئيس عليها، كما التقينا سمو أمين منطقة الرياض المدرك لأهداف الجمعية ودورها ،وسمو رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن ثنيان رئيس الهيئة الاستشارية للجمعية، كما قمنا بزيارة لمعالي وزير الشؤون الاجتماعية ومعالي وزير الكهرباء ومعالي وزير العمل، وسمو رئيس هيئة السياحة الذي أبدى اهتماماً بالغاً بالمتقاعدين وحرصاً على خدمتهم والاستفادة من خبراتهم في مجال السياحة وإيجاد مزايا لهم بالإضافة إلى زيارات أخرى لغرفة الرياض وبعض رجال الأعمال والشركات والمؤسسات التجارية وعدد من الجهات التي يهمنا التواصل معها لخدمة منتسبي الجمعية من المتقاعدين والمتقاعدات. التفاؤل بمستقبل الجمعية * كيف ترى مستقبل الجمعية الوطنية للمتقاعدين؟ - نحن لدينا رسالة واضحة ونحظى بدعم كبير ولله الحمد وليس أدل على ذلك من رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية للجمعية شرفيا ووجود هيئة استشارية للجمعية تساندها في عملها برئاسة صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان ومثل هذا يشجعنا على مواصلة العمل لخدمة المتقاعدين المنتسبين لهذه الجمعية بشكل خاص ولطرح معاناة المتقاعدين كافة ورفع مطالبهم والدفاع عن حقوقهم، وسنجد بإذن الله إذن صاغية لهذه الهموم ونحن على ثقة بأن هدفنا النبيل سيجد نبلاء كثر يستجيبون لمطالب المتقاعدين. مطالب المتقاعدين * ما هي أبرز مطالب المتقاعدين؟ - المطلوب الأساسي هو الوفاء لهم والاعتراف بدورهم في خدمة الوطن وعدم التنكر لما قدموه وبذلوه من جهود في مسيرة التنمية التي بدأت من لا شيء وبنيت حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من تطور وازدهار على سواعد هؤلاء الذين ينظر إليهم على انه لم يعد لهم أهمية ولا يجب علينا توقيرهم وتوفير الحياة الكريمة لهم اقتصادياً واجتماعياً وصحياً، ونحن في الجمعية نعمل على أن نكون أمينين في نقل هموم المتقاعدين ولا نجامل احداً في ذلك .فالوطن مازال بحاجة إلى خبراتهم، فدورهم لم ينته كما قلنا سابقاً وفسح المجال إمامهم للاستفادة من تلك الخبرات مفيد لهم وللمؤسسات المختلفة، ولعل من بين أهم المطالب لشريحة كبيره من المتقاعدين هو التأمين الصحي ورفع الحد الأدنى للمعاش التقاعدي ومراجعة أي أنظمة تحرمهم بعض حقوقهم أو تحرم ورثتهم من بعدهم ،وتوفير مساكن ملائمة لمن لا يملك منهم وإيجاد مزايا لهم في الجهات الخدمية اقلها إعفاؤهم من الوقوف في طوابير الانتظار ومنحهم خصومات وإعفاءات من بعض الرسوم لتساعد على العيش الكريم ،ودعم جمعيتهم لتواصل رسالتها.