المتقاعدون كنوز.. تنتظر الوفاء!! إن المتقاعدين ثروات وكنوز غالية , مليئة بالخبرات والتجارب العلمية والعملية , قد رسخوها في عقولهم , و دونوها في مجلدات و معاجم و مؤلفات واسعة كسبوها في أعوام عديدة، فليس من المعقول أن تذهب أدراج الرياح , و أن تضيع هذه العلوم والكنوز والخبرات الثمينة سدى ، وتتقاعد مع أصحابها المتقاعدين,، وتكون في طي الذكرى والنسيان، فالوطن و شبابه بحاجة إلى هذا التراث التربوي، والعلمي والعملي . و المتقاعدون خدموا الوطن، وأناروا عقول الشباب بالعلم والخبرات و التجارب ، فطريقهم في هذه الحياة كان طويلا و شاقا ما بين العمل والكفاح والجد والإخلاص، وتخرج من بين أيديهم أجيال وأجيال في كثير من المجالات المختلفة قد تربوا على القيم الحسنة والأخلاق نفعت الدين والوطن، و بالأمس كان المتقاعدون شموعا أضاءت الطريق لكثير من الشباب , و كانوا رمزاً للوفاء والعطاء , والتضحية والإخلاص , و هم اليوم بحاجة إلى الرعاية والاهتمام ، وهم أهل للشكر والتقدير والعرفان . و إن التقاعد المبكر أمنية يتمناها الكثير من فئات المجتمع بحثا عن الصحة والراحة , بينما البعض الآخر ظل مترددا , و ذلك بأسباب الظروف الأسرية والاقتصادية. و إن هؤلاء المتقاعدين خدموا الوطن سنين طويلة , وهم يناشدون المسؤولين عامة و مسؤولي المؤسسة العامة للتقاعد خاصة , و كلهم أمل بالنظر في أمورهم , و الاطلاع على أحوالهم , و زيادة الراتب , أو منحهم علاوة مناسبة , و تيسير أمورهم في قطاعات الدولة المختلفة كالقروض، و الخدمات الصحية و الأمنية و التجارية و البلدية و الخطوط وغيرها . و إن الراتب التقاعدي المبكر لا يسد حاجات الكثير من الأسر، فالكثير من المتقاعدين لا يعلم حالهم إلا الله منهم من أجهدتهم الظروف الصحية ، ومنهم من أثقلت كواهلهم الظروف الاقتصادية و الديون , وتنوعت احتياجات الآباء والأبناء، وكثرت مطالب الأسر في هذه الحياة , و صارت كل يوم في ازدياد. و إن التقاعد المبكر راحة للمتقاعدين , و التفرغ لتربية الأولاد في هذه الحياة , أو التفرغ لأنشطتهم في هذه الحياة , و تحقيق رغباتهم , و يفتح أبواب العمل وتوظيف الشباب في التخصصات المختلفة , فيجعل الكوادر الوطنية فعالة في المجتمع , و يقضي على كثير من الأمراض الاجتماعية كالبطالة و التسول و السرقة , إن دولتنا المباركة لم تأل ولن تألو في جهودها المباركة , ودعمها المتواصل لكافة الميادين و فئات المجتمع , وإن المتقاعدين فئة تأمل النظر و الاطلاع على أحوالها , و تيسير أمورها قدر المستطاع .