قبل عام ونصف من اﻵن, قدمت اﻷميرة/ سميرة الفيصل المتطوعة في جمعية أسر التوحد الخيرية الى منطقة جازان لتلقي محاضرة تثقيفية وتوعويّة عن التوحد وأعراضه ، فمنطقة جازان تفتقر ﻷبسط حقوقها , لا مراكز مختصة تخفف عن اﻷطفال اﻷوجاع وعن اﻵباء معاناة الترحال وأتعابه , ففي بداية المحاضرة فوجئت بالكم الهائل من الأطفال التوحديين والأمهات الحاضرات وحزنت كثيرا حين سمعت عن حالات كانت بسيطة جدا وكانت بحاجة الى إعادة تأهيل لسنة واحدة فقط ولكن مع انعدام المراكز والفقر والحاجة وعدم المعرفة حالت دون ذلك ,وأدت الى اهمال الحالة فازداد السوء سوء , فهلت اﻷفراح المنطقة واستبشرت خيرا بعد الوعود و الكلمات الحسنة الرنانة في أسماع أمهات التوحديين ، فوعدت بجلب المستثمرين للمنطقة وإنشاء مراكز تختص بهذه الفئة الغالية على قلوبنا وبذل المستحيل من أجلهم. وقد صدقت في مبتغاها ولكن الواقع له رأي آخر فقد نحر أمنياتها على شفا حفرة من نار. وها نحن الآن نستقبل الشقاء مرة اخرى ويرتحل عنا اﻷمل ويعود اﻷنين للنفوس الصغيرة ويستمر الداء ، فاجعة أخرى يصاب بها آباء وأمهات التوحديين , واقع مرير وأمل مفقود وأحلام مطعونة . بالأمس قرأت مقالاً مضمونه رغبة الأميرة في مغادرة الجمعية بسبب قلة الدعم واصطدام آمالها بالواقع !! سيدتي الأميرة , شكرا ان حملت الهم عنا و أوصلت الصوت الى أسماع الكثير ممن أغرتهم الدنيا وحبها ,ووضعوا على الأسماع الحواجز كي لا يسمعوا تمتمات الأطفال وصرخاتهم , وشكرا ان ذكرت حال منطقة جازان مع التوحد وحاجتها الى عدة مراكز لعلاج الربع منهم , وأخبرك بأننا إجتمعنا ببعض التجار مع الأخوة الفضلاء أباء التوحديين و والله نحن نلفظ الألم , وهم يلفظون المال , نحن نبكي دما, وهم يلهثون خلف الثراء . لا يهمهم عناء الأبناء , ولا أنين المرضى , كلمة شكر تستحقينها بجدارة , ولكن هناك سؤال يحير فكري , فنحن ما استطعنا عمل شيء وأنتي القريبة وذي السلطان تفكرين في الرحيل وترك الجمل بما حمل , فمن يا ترى يستطيع أن يحمل الهم و يوصل الصوت الى المسؤولين الذين بتنا نتمنى إصابة أحد أبنائهم كي يعيشوا واقعنا ويفكروا في إيجاد ما يخفف عنا من ألم ؟ 1