أوضحت مجموعة من أمهات أطفال التوحد وإحدى الناشطات في مجال التوحد عدم صحة ما يقال عن عدوانية أطفال التوحد وأنهم يمكن أن يؤذوا الآخرين والذي جاء في سياق الخبر المنشور يوم الاثنين الماضي بعنوان ( الأميرة سميرة الفيصل ترعى تكريم مجموعة الحكير للطفل التوحدي عبد الله الملحم ) وتصحيحا لتلك المعلومات التي تمس فئة ذوي التوحد الغالية تناولت كل من الأستاذة ملاك الخليل أم طفل توحدي و أحد المؤسسين ل ( مطالب أسر أطفال التوحد ) والأستاذة ريم العتيبي أم طفل توحدي و مؤسسة مجموعات (تفاؤل للتوحد للأمهات ) على خدمة البلاك بيري والواتس اب . والأستاذة هيا محمد البيشي معلمة توحد وناشطة في مجال التوحد توضيح وتصحيح ما جاء لكل أفراد المجتمع وهو أن الطفل التوحدي كأي طفل طبيعي فلماذا استنكار أي ردة فعل منه وهي في الواقع ردة فعل طبيعية وأوضحن عدة نقاط عن التوحد وأطفال التوحد وأنه اضطراب نمائي شامل في مجال التفاعل الاجتماعي والتواصل اللغوي و يظهر عادة خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل . كما أن الأشخاص ذوي اضطراب التوحد ليسوا أغبياء و لكن مع الأسف فالمجتمع غالبا ما يربط التوحد بالتخلف العقلي حيث الشخص ذو التوحد قابل للتحسن والتطور ومقاربة الشخص الطبيعي إذا ما تم اكتشافه مبكرا والتدخل و تأهيله في حياته . أيضا بعض الأشخاص ذوي التوحد يعانون من أصعب الاضطرابات على الإطلاق وهي: الاضطرابات الحسية ما يعني أن لديهم زيادة في الإحساس في حاسة واحدة أو أكثر من حواسهم أو ضعف ولذلك فإن بعض ذوي التوحد لا يرون ولا يسمعون الأشياء التي نراها نحن و نسمعها ولا يتذوقون ولا يحسون كما نفعل نحن . و هذا ما يجعل العالم الذي نعيشه مربكاً لهم فهم يأخذون المعلومات من حواسهم بطريقة مختلفة عنا نحن . ولذلك تراهم منسحبين أغلب الوقت أو يبدون سلوكيات قد تستغربها أنت كثيرا فمثلا الاضطراب الحسي السمعي عندما يكون مرتفعا فإنه يظهر على الشخص ذي التوحد بشكل :بكاء في الأماكن العامة أو تغطية أذنيه بيديه أو همهمته مع نفسه كثيرا . أما الاضطراب الحسي السمعي عندما يكون منخفضا فإنه يظهر على الشخص ذي التوحد بشكل :عدم انتباهه للأصوات العالية أو عدم انتباهه لك عند مناداته . و لذلك فإن ما يبدو لك سوء سلوك من الشخص التوحدي هو في الواقع حماية لنفسه مما يعايشه يوميا من أمور ترهق جهازه الحسي . وتعريفاً بأسباب أمراض التوحد هو المعلوم المجهول حيث تعرف أعراضه و تجهل أسبابه وطرق علاجه .فكل طرق العلاج الموجودة حاليا هي فرضيات ونظريات ولازالت الأبحاث مستمرة لمعرفة المسبب له و طريقة علاجه.ومن خلال التجارب أثبتت الدراسات أن العلاج السلوكي له دور هام في تأهيل وتدريب ذوي التوحد .ولأننا أمهات وناشطات في هذا المجال نوجه همسة في أذن المجتمع بالبعد عن نظرة الانتقاد للأهل والشفقة على ذوي التوحد .وعندما تطلب الأسرة مساعدتك فشمر عن ساعديك وساعد بما يطلب منك فقط . وأعلم أن أهالي ذوي التوحد يبذلون جهدا مضاعفا فرفقا بهم و لا تشعرهم بأنهم السبب . وللأسف الأماكن العامة والمنتزهات والمطاعم لا ترحب بنا نحن وأطفالنا من ذوي الاحتياج الخاص ( ذوي التوحد ) مع أن هذا حق مشروع لهم لدمجهم في المجتمع فهم لا يعانون من مرض معدٍ لنضعهم في حجر صحي عندها لا يسعنا إلا أن نقول عار على مجتمع لا يتقبل أبناءه على اختلافهم.أليس من المفترض أن يحب المجتمع أبناءه حبا غير مشروط