رسم الملتقى الأول على مستوى المملكة لأمهات الأطفال التوحديين الذي أقيم في إحدى الاستراحات الفرحة والبسمة على وجوه الأطفال التوحديين وأمهاتهم, والذي نظمته “ مطالب أسر أطفال التوحد” بالتعاون مع “ مجموعة تفاؤل للتوحد” وكان التنسيق عبر خدمة التواصل والتقنيات الحديثة مثل البلاك بيري والواتس أب..., حيث بلغ عدد الأسر التي حضرت اللقاء 35 أسرة, وبلغ عدد أطفال التوحد 80 طفلاً مع إخوانهم, بمشاركة الناشطة بمجال التوحد هيا البيشي. وأوضحت مسؤولة الملتقى ملاك محمد الخليل أن الملتقى اشتمل على العديد من الفعاليات والمسابقات الرياضية والثقافية, بهدف دمج الأطفال التوحديين مع الأطفال السليمين وتبادل الخبرات والتجارب مابين الأمهات وتحسين نفسية الطفل،, حيث قدمت شخصيات كرتونية وبرامج للرسم والأشغال الفنية واليدوية وشارك الأطفال وأمهاتهم في المسابقات الترفيهية، في حين أن الأمهات كانوا يتوقعون حدوث نوبات توتر لأطفالهم, ولكن الجميع استمتع بشكل كبير وشعروا بالسعادة والفرح, وكانت فرصة للتعرف على أسر وأطفال التوحديين وبث تجارب بعضهم البعض حول كيفية مواجهة تحديات المجتمع والصعوبات التي يمرون بها مع أطفالهم. وذكرت ريم ربيع العتيبي المسؤلة عن مجموعة تفاؤل للتوحد أن عدد العضوات في مجموعات البلاك بيري والواتس أب وصل إلى أكثر من ( 100) أم وأكثر من ( 100 ) طفل توحدي مابين إناث وذكور و(30 ) أخصائية تخصص مسار اضطراب التوحد والعدد في تزايد, حيث يتم تقديم الدعم النفسي والمساندة للأمهات وتثقيفهن وإرشادهن لكل مايفيد في تأهيل طفلهم التوحدي, والذي حسّن بشكل كبير في نفسيات الأمهات وانعكس إيجابا على عطاء الأم مع طفلها وأسرتها, ناهيك عن انتشال أكثر من أم من فكرة الإنتحار والتركيز عليها أكثر حتى تستقر نفسيتها وذلك من خلال ضمها لمجموعات ايجابية أنشئت خصيصا لانتشال الأمهات من الحضيض وهناك أكثر من تجربة ناجحة ولله الحمد. وأكدت على أنهم حققوا بتكاتفهم ما لم يتحقق لهم من وعود المسؤلين لهم بتحقيق مطالبهم , ليكونوا معتمدين تواقين للأفضل مع الطموح للتغير الايجابي. وبينت أن هذا اللقاء دعم من متبرعين ساهموا بالتكاليف الكاملة للقاء وتوفير بعض الهدايا والألعاب وكذلك تقديم وزارة الصحة ل75 لعبة تعليمية, بالإضافة إلى مساهمة الأمهات بأشياء عينية. من جانبهن عبرت بعض الأمهات عن انطباعهن حول الملتقى الأول حيث قالت أم سعود إن البرنامج ترويحي وترفيهي لإخراج أمهات الأطفال من أجواء المنزل إلى العالم الخارجي الذي يلتقي فيه الطفل بأطفال آخرين، والأم بأمهات لأطفال توحديين، ويتعلم الطفل والأم تجارب البعض حول كيفية التعامل مع الطفل التوحدي بشكل إيجابي رغم كل الصعوبات التي قد تحدث لهم وكيفية مواجهة تحديات المجتمع. فيما قالت أم سليمان النملة: “بالرغم أنني كنت أخشى خروج ابني عبدالعزيز مع أطفال آخرين في مناسبة أو مطعم إلا أنني شعرت بالراحة والسعادة حينما حضر البرنامج وكان مستمتعاً بشكل كبير ولدرجة غير متوقعة, حيث شارك في كل الأركان ولم ينزعج من أي طفل أو مسئول, فالكل حوله يقدم له الدعم والتشجيع للمشاركة في الأركان الترفيهية والتعليمية. ونوّهت أم محمد إلى أن الملتقى مفيد خصوصا لأطفالنا غير التوحديين والذين تعرفوا بأخوة أطفال توحديين آخرين, مما أشعرهم بأنهم ليسوا الوحيدين وانعكس إيجابا على تعاملهم مع أخيهم. وقالت أم صالح “سررت بالجو المريح والمحب, حيث كان الكل يتصرف براحة دون أن يشعر بأنه محل انتقاد من أي تصرف يصدر من طفله التوحدي. وطالبت الأمهات في نهاية الملتقى بدور للجهات المعنية الحكومية ومؤسسات المجتمع بدعم لقاءات دورية لأطفال التوحد والداون ساندروم الذين يعيشون في عزلة تامة ومعاناة كبيرة للأمهات, وخصوصا الطفل المريض الحديث التي تصاب أسرته بصدمة وبحاجة للجلوس مع ممن سبقهم, مؤكدين على أنهم ساعون لتحقيق شعارهم “يدا بيد سنصنع فرق وسنحقق حياة كريمة لأطفالنا التوحديين”