كانوا يقولون عن عالمنا الاسلامي انه العملاق النائم او المريض ونشأنا على هذه المقولة التي ترسخت في الاذهان كحقيقة ماثلة وترعرعنا على أمل عريض أن يصحوا هذا العملاق المريض ليعيد أمجاده التليدة ويسقي بقايا عزة في قلوب مكلومة , وتعالت اصوات الحداة من هنا وهناك في قلب العالم الاسلامي واقصد بالقلب هنا الامة العربية وثارت شعوب وولدت دويلات تحمل لأهلها آمال بغد مشرق تورق فيه الكرامة والعزة وتكمل مسيرة اجداد انقطع عنها احفادهم طويلاً حتى ظلوها أو كادوا . لكن كذبة الربيع العربي تلك التي جاءتنا متأخرة رمت بالأمة في هوة سحيقة لا يبدوا لها قراراً فهي تحمل في باطنها رياح شر وفتنة انها ليست عارض ممطر بل عذاب جاء به أغبياء خدعونا بعناوين براقة سرعان ما تبخرت لتظهر بواطنها المنتنة , ثارت مصر العروبة واسقطوا كل انظمتهم على ادعاء بأن يأتي فارس قادم يحملها على ظهر جواده إلى حيث تتحقق الاحلام الوردية ولكن وآه من لكن بدا كل المصريين عاجزين عن توليد نظام وتنظيم يقود البلاد والعباد الى حيث الحلم والنتيجة تشرذم وضياع وباتت مصر على شفا حرب اهلية وليس بعيد عن مصر ما حصل في ليبيا وميلشياتها والعراق واحزابها واليمن وانشقاقاتها وسوريا وجيوشها والصومال وفرقها ؛ واضح جدا ان هناك مكر ممنهج تديره ايدي خفية عزف على عواطف شعوب تحلم وتحلم فقط بمجد تليد لتثور على انظمتها على وتدمر مقدراتها ووحدتها دون تصور واضح ومنطقي لما سيؤول اليه الامر. والواضح اكثر أن كل تلك الدول العربية ستفكك إلى دويلات وقرى وشراذم وسنعود من جديد الى عصر الانحطاط ونرجع الى نقطة البداية كل ذلك بسبب الخرف العربي الذي حل علينا بكوارثه وأثاره المباشرة على حياة اخواننا في جميع اقطار (الضاد) ورغم كل تلك المصائب إلا اننا لازلنا نسمع عقول من بيننا تمجد تلك المهازل وتخلع عليها ألقاب الثورات والفتوحات وهي محض فوضى وغوغائية لا تمت للإنجازات والبطولات بأي صلة والدليل على ما اقول سؤال حائر يبحث عن اجابة : من سيجمع تشرذم العراق وتونس ويوحد جيوش الشام وليبيا ويلملم احزاب مصر واليمن . سؤال يتيم من سيجمع الشتات ؟ اتحدى ان اجد اجابة حتى مع المتصارعين لأن كل واحد منهم يغني على ليلاه وبلاطجته والشعوب تصرخ تريد كسرة الخبز . هرج ومرج واقتتال ونعيق والأمة تنزف من جسد مريض قالوا عنه عملاق مريض ونحن قزمناه حتى في مرضه , لم يبقَ موضع الا وفيه طعنات الا الخليج العربي وعلى رأسه ارض الحرمين المملكة العربية السعودية حفظها الله من كل شر وباعد بينها وبين الخرف العربي ولوثته المدمرة وهنا اتمنى مجرد امنية على مفكرينا ومثقفينا ان ينزلوا للمواطن ويكشفوا له حقيقة وصورة الخريف العربي البغيض ويعلنوها صراحة لجميع افراد الامة هذه مؤامرات وليست ثورات . 1 [email protected]