كل شيء يتغير والتغيير المستمر والمتواصل هو السمة الطاغية في هذا العالم، ولم يعد هناك عالم بطيء وثابت بل العكس تماما.. إنه عالم متحول متحرك يجري على الأرض العربية ونحن أمام واقع عربي جديد، عالم ينهض من ركام عالم قديم وفق رؤية جديدة ذلك أن ما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وما يحدث اليوم في سوريا يعطي مؤشرا خطيرا. إننا أمام زلزال لا بد أن ندرك خطورته على الخارطة العربية المهددة بالتفكيك والتفتيت والتقسيم والتشرذم والاتجاه نحو بناء عالم عربي جديد بإرادة العرب وبغير إرادتهم أيضا. ولكن ثمة أسئلة تثار بين المعنيين والمهتمين بالشأن السياسي والفكري والذين يقرؤون الراهن والمستقبل على ضوء ما يحدث في العالم العربي من هذه الأسئلة، هل هناك مؤامرة تحاك في الخفاء ضد الأمة العربية، وأن هناك مخططات يجري رسمها في الدوائر السياسية المرتبطة بالدول الكبرى، وهل ثمة ربط بين أفراد وجماعات تنتمي للثورات العربية وتمارس أدوارا سياسية في الباطن والظاهر تحت مسمى «نشطاء سياسيين» ، ولماذا هذا الصراع في المنطقة العربية بين الدول الكبرى، ذلك أن كل دولة غربية من هذه الدول تبحث عن دور وعن موقع قدم في العالم العربي كما نراه جليا وواضحا في الدور الروسي. هذه الأسئلة وغيرها ينبغي أن تكون مثار نقاشات وحوارات بين من يمثلون واجهة الفكر العربي والثقافة العربية والذين يرسمون ويخططون لبناء استراتيجية تهدف إلى جعل العالم العربي في كل مستوياته ومجالاته وحقوله الفكرية والثقافية والتعليمية والاقتصادية والسياسية من أجل صياغة مشروع حضاري يتم من خلاله بناء عالم عربي جديد بعيدا عن الهيمنة الأجنبية والغربية. عالم عربي جديد يقوده جيل جديد من الكفاءات والقدرات المؤهلة القادرة على التغيير والتطوير. إن نظرية المؤامرة التي قلت عنها في البدء مرتبطة بالأحداث الكبرى التي تمر بها الأمة العربية اليوم وبالثورات والانتفاضات ذلك أن الأرض العربية تمثل ملتقى الديانات الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية لأنها ملتقى الصراع العالمي والنقطة المركزية للقاء المصالح الغربية وكانت ولازالت وسوف تظل منطقة ساخنة في هذا العالم حيث وجود الثروات والأماكن المقدسة وحيث ممر وملتقى كل الحضارات، والذي يقرأ الكتب والأدبيات الفكرية والسياسية للمؤلفين الغربيين وكذلك كتب الرحالة والمستشرقين سوف يجد أن هذا الغرب «عينه» على المنطقة العربية قديمه وحديثه. السؤال مرة أخرى: هل ثمة مؤامرة على الأمة الإسلامية والعربية على ضوء ما نشاهده في بعض الشوارع من تونس ومصر إلى سوريا واليمن وليبيا والبحرين، هل هناك متآمرون ومتأمركون، وهل هناك «طابور خامس» داخل كل دولة عربية، أم أن ما يحدث في الثورات العربية هو نتاج احتقان سياسي واجتماعي ومطالب سياسية وحقوقية ناتجة لأوضاع اقتصادية سيئة ومتردية ذلك أن هناك من ينكر نظرية المؤامرة، وثمة من يرى بأنها واقع وحقيقة أن الغرب يتآمر على العرب والمسلمين بل هناك من هم مسكونون بهاجس المؤامرة. أسئلة أحاول طرحها هنا بحثا عن إجابة شافية وكافية من قبل الباحثين والمهتمين إذ إننا أمام عالم عربي ربما يكون «عالم خرائط» كما هو مسمى رواية الراحلين جبر إبراهيم جبرا وعبدالرحمن منيف عالم يبحث عن عالم آخر. غير أن السؤال الأكثر أهمية: هل هناك مؤامرة على العرب؟.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة