مازال التخلف في القرن الحالي يفرض سيطرته وهيمنته على بعض النفوس السقيمة التي ترفض التطور والنماء بل تحاول جاهدة أن تجعله يخيم على المجتمع، ويبث سمومه في عقليات الأجيال القادمة حتى يصيبها بإعاقات متفرقة من شلل وخوف وضعف شخصية ونفس حائرة بين هذا وذاك، فلا علم يرجى ولا إجابة شافية لسؤال، فحين تدخل الطالبة على احدى منسوبات التعليم تجد ما لا يقال. غريب أمر بعضهن فهناك من تجلس على مقعدها رافعة أحدى رجليها كرجل يجلس في المقهى تمسك هاتفها النقال بكلتا يديها تعبث فيه متجاهلة أنها في مؤسسة تعليمية، وهناك تقف طالبة تريد تلبية حاجتها. هذه الصورة تنم عن ضحالة التفكير وسوء التدبير. كيف لامرأة تمتهن مهنة أي مهنة في مجال التعليم أو متصلة به بطريقة أو أخرى لا تجيد فن التعامل والحديث؟!. مهنة عظيمة مقرونة بالتربية وفي المقابل موظفة مقرونة بسوء التنمية. تكشف هذه الصورة عن أمور خاطئة وغير متوقعة، وخروجاً عن رغبتها هي ومن على شاكلتها من اللواتي يعملن في مؤسسات التعليم سوف نسأل: كيف تردن التعامل معكن؟ جلسة خاطئة، هاتف نقال لا داعي له أثناء العمل، وطالبة جمدت من الانتظار، والنتيجة ماذا؟ الموظفة لم تقن!! يالعجب لا.. بل يالسخرية كيف لم تقن عملها على الحاسوب رغم تشبثها بالتقنية وتطورها، فهاتفها الحديث ينم عن إمكانيات وقدرات خارقة؟! أم أن مثل هذا يجعلنا نفسره بالمقلوب؟ِ وبعد محاولتها العقيمة دكها الخوف دكا مما جعلها تصرخ في وجه الطالبة ناهية إياها بعدم علو صوتها حتى هذه لم تفلح في إخراجها لعل حياة بعض الناس اليوم هو فن التصنع الذي لا ينتج غير الأوهام. جاهلة لا تجيد طبيعة عملها، فلا ثقافة ولا تطوير ولا مهارات تؤهلها للعمل وكسب الآخرين. لو كانت تدرك لفهمت شأنها، ولكن للأسف أصيبت بعمى البصر والبصيرة، فتناست وظنت أنها رئيسة. لو بقيت الحقيقة حاضرة في جمجمتها أنها مرؤوسة لتطورت وأجادت وطبقت التعليمات دون زيف أو تضليل. وأخرى تقول ما لا يقال في وضع كهذا مخاطبة الطالبة كأنها هي التي تقف عقبة في مسيرة تنفيذ عمل زميلتها: - من المفروض أن تسمعي منها مثلما سمعت منكِ. - لو كانت سمعتني جيداً؛ لأجادت عملها. فروض وواجبات لا نعلم من الذي فرضها، وعلى من فرضت؟ ومع بالغ الأسى والحزن الشديد هناك من يحفظ ويردد، ويضع الأقوال التي لا تتناسب مع الأحداث ولا تخدم الشخصيات. البعض منا يظن أنه يجيد فن الحوار وقوة الحجة لاسيما ان هناك طرفين مرسل ومستقبل، هو مرسل دائماً لذلك يجب على الآخر الاستقبال دون أن يحدث أثر أو تأثير. كنت ومازلت أكرر أفهمن طبيعة عملكن، فالطالبات لم يحضرن من أجل الإنصات وتلقي الأوامر وفرض السيطرة عليهن من أجل الاستعباد..أرفعن الوصاية الجائرة، وثقفن أنفسكن، فالصورة الصحيحة للحدث أن تسمع الموظفة جيداً، وتقول للتلميذة: انتظري قليلاً أو استريحي، ثم تبدأ في تنفيذ المطلوب. أخيراً: بقي سؤال متعب يتوسد عاتق الطالبة مما أثقل سيرها، فأرادت أن تزيل الحمل عنها..تنفست بعمق سائلة المجتمع: متى ستجد كل وظيفة من يناسبها أم تنتظر حتى نموت. ؟ 1