فجأة ومن دون سابق إنذار، وجدت عشرات الطالبات والمعلمات والإداريات أنفسهن خارج أسوار أحد معاهد التدريب في الطائف، بعد أن أوصدت الإدارة الرئيسة للمعهد الأبواب أمامهن، وقررت إقفال المعهد «بين عشية وضحاها» من دون سابق إنذار، ولم تكتف بذلك بل قررت «حبس» الشهادات عن الخريجات، ورفض صرف مستحقات العاملات اللائي لم يحصلن على شهادة خبرة أو إخلاء طرف على رغم مطالبتهن المستمرة، التي قوبلت بالصمت!. وكشفت مديرة المعهد (تحتفظ «الحياة» باسمه) تهاني بلخي أن المعهد أقفل في يوم وليلة، ومن دون أي مقدمات أو مبررات. وقالت ل«الحياة»: «فوجئت بقرار إقفال المعهد، وإنهاء خدماتي وجملة من الموظفات من دون تسليمنا مستحقاتنا المالية، أو تنفيذ الإجراءات الإدارية النظامية، أو حتى منح الطالبات شهادات تخرجهن، بل أن الغرابة زادت بعد توزيع أرقام هواتفي على أولياء أمور الطالبات اللائي أفهمن أنني مسؤولة عن قرار إغلاقه المفاجئ، ما سبب لي إزعاجات شتى وساق نحوي شتائم عدة». وزادت: «خاطبنا الإدارة للمطالبة بمستحقاتنا المالية أكثر من مرة ولم نجد آذان صاغية، وأرسلنا ولي أمر إحدى الموظفات إلى المقر الرئيس في الرياض وأشبع بجملة من الوعود بصرف المستحقات في أقرب فرصة، وللأسف تجاهلت الإدارة حقوقنا وحقوق بعض المدربات المتعاونات مع المعهد على رغم إرسالنا خطابات كثيرة بهذا الخصوص». وكشفت أنهن تقدمن بشكاوى ضد القائمين على المعهد لدى مكتب العمل والعمال ومؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني، ولم تحرك شكاواهن ساكناً بل بقي وضعهن على حاله من دون أن أي تغيير، قبل أن يقدم مدير أحد فروع المعهد لهن عقداً تتعهد فيه الإدارة بصرف مستحقاتهن على دفعات «شريطة» أن يسحبن شكواهن من جميع الجهات، فوافقن والأمل يحدوهن بتسلم حقوقهن المالية، خصوصاً بعد تسلمهن الدفعة الأولى. إلا أن المعهد «تملص» من الإيفاء بالالتزامات المترتبة عليه وتلاشت وعود القائمين عليه وعادت موظفاته إلى دوامة المطالبة بالحقوق من جديد. وبعبرة خانقة وحزن جلي تحدثت إحدى المدرسات في المعهد عبير العصيمي إلى «الحياة» قائلة: «لم أتضرر وزميلاتي من قرار الفصل المفاجئ فقط، بل أن ضررنا يتوغل إلى فترات سابقة من الزمن، خصوصاً بعد أن دأبت إدارة المعهد على المماطلة في صرف رواتبنا التي اعتدنا أن تتأخر لمدة تصل إلى خمسة أشهر». وكشفت أن إدارة المعهد في الرياض طلبت منهن عدم قبول أي تسجيل جديد أو فتح دورات تدريبية جديدة بحجة اعتزام الإدارة وضع جدولة جديدة لدورات حديثة، «وفي أحد الأيام جاء اثنان من موظفي الإدارة في الرياض إلى مقر المعهد وجردوا محتوياته وفجروا مفاجأة إقفاله التي لم تستوعبها الموظفات». وأضافت: «طلبوا منا الضغط على الفتيات لإكمال المنهج في ظرف أسبوع، وهو أمر يستحيل تنفيذه، خصوصاً أنهن دفعن مبالغ الدورات والبرامج التدريبية التي تبلغ فتراتها الزمنية زهاء عام كامل، فغضوا الطرف عن رأينا وأوصدوا أبواب المعهد وطردنا والطالبات من دون أي مبرر، وللأسف لم نجد من ينصفنا حتى اليوم».