حين يتردد على مسامعنا أن العبادة أصبحت عادة تطبق في آلية عمل متكررة دون اللجوء إلى طلب العلم و ازدياد المعرفة و الثقافة التي تضمن لكل تخصص حقه . لذلك سوف ننقل صورة حية عن خطيئة يرتكبها بعض الإباء و الأمهات في حق أبنائهم , و هي تكليفهم بما لا يستطاع , و إرهاقهم بواجب لا يتناسب مع أعمارهم و لا مع طبيعتهم لكي نجدهم بعد فترة أو في السن المخصص لهم بالتعليم يهجرون كل شيء , و على سبيل المثال لا الحصر الصلاة . عندما يكلف الطفل الصغير أو الطفلة دون سن الخامسة أو الرابعة بأداء فريضة الصلاة كركوع و سجود , و هو لا يعلم لماذا يقوم بذلك ؟ , و قد يكون ذلك التصرف بحسن نية من الوالدين أو بجهل أو بمفخرة و تباهي ( أنا ولدي يذهب إلى المسجد ) , و في المقابل طبعاً يؤذي المصلين !! هذه الصورة المتذبذبة نتيجة طبيعية لمخالفة السنة النبوية , فلقد كان توجيه رسول صلى الله عليه و سلم واضحاً و صريحاً حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مروا أبناءكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر) إلى متى يتم إرهاقهم فوق طاقاتهم ومداركهم ؟ لقد سئمت أنفسهم و خارت قواهم وهجروها .لماذا يفعلون بهم هذا , و كيف تجرأ البعض على ارتكاب هذه المخالفة الحمقاء ؟! لقد حدد رسول الله صلى الله عليه و سلم المرحلة التمهيدية للتعليم ثم التكليف و التطبيق يليها بعد ذلك العقاب , و لعل العقاب في سن العاشرة لاقترابه من البلوغ . كان من المفترض على هؤلاء الآباء و الأمهات أن يعلموا أبناءهم ما يتناسب مع قدراتهم حيث يصب في عقلية الطفل من سن الثانية مبدأ الحلال و الحرام و مع ازدياد العمر تزداد المعرفة كحفظ بعض سور القران الصغيرة و غرس في نفوسهم حب رسول الله صلى الله و عليه و سلم من خلال المعاملة الحسنة في تفاعل اسري جميل , و تصبح صورة حية تتنقل في أذهانهم و اخبارهم هكذا كان يفعل رسولنا الكريم صلوات الله عليه مع ذكر الحديث لترسيخ ذلك , فليس شرط ان يحفظوا بل ان يستشعروا ويفهموا , فما أن يبلغوا سن السابعة إلا وهم يمتلكون محصلة لا بأس بها من الثقافة الإسلامية نتيجة معايشتهم و تأثرهم بها . هكذا سوف يسيرون في اتجاه واحد و ليس في خطين متوازيين مهمتهما الرئيسة أ لا يلتقيان أبدا