ماحل بطالبات إدارة الأعمال بجامعة جازان , وقبلها تقرير ورد هنا بالصور عن مدرسة الحصمة ,وقبلها مدرسة بنات ,وغيرها يشار بالبنان للمقاول ,ولذلك برأيي ليس العيب في المقاول بل من كثيرٍ من المهندسين ؛الذين يعطون جل اهتمامهم (لبناياتٍ لمواطنين يتولون الإشراف عليها أو أنهم هم المقاولون فعليا )التي يشرفون عليها من ألفها ليائها) لو كان اهتمامهم بتلك المباني المسؤولين عنها ويقبضون رواتبهم وانتداباتهم لأجلها يعادل معشار اهتمامهم بما يختص بعملهم الرسمي ) لما تكررت تلك المهازل, إذيتفقدونها صباحا قبل أن تطأ أقدامهم مكاتبهم ,ومع عودتهم يعاينونها قبل وصولهم لمنازلهم ذلك كونها تدر عليهم مبالغ مالية , ويؤثر هذا الجهد على عطائهم واهتمامهم بعملهم الرئيس. تصوروا مدرسة ابتدائية( الملك فيصل بضمد) من ثلاثة وأربعين عاماوأخرى لها مايقارب خمسة وأربعين عاما( إبن حنبل بالشقيري) ,(والفاروق بأبي عريش )أكثر من ذلك (والشامية بجازان ) مجرد أمثلة حية ؛ فلازالت تلك المباني المدرسية العتيدة صامدة . هذا في زمنِ الضمائر الحية والنفوس القانعة. إذن لماذا يلام المقاولون ؟المفروض أن يلام من لم يتابعهم خطوة خطوة هذا إذا كان المبنى حكوميا. ولماذا لم تتتم معاينات دقيقة وفاحصة للمبنى من الأساسات إلى الديكورات الجبسية إن كان مستأجرا.؟ هذا السائد بكثير من الدول بعالمنا العربي والإسلامي يذكر الجميع زلزالي تركيا ,ومصر فالمباني الحديثة انهارت ,ومبانٍ لها مئات السنين, ومبانٍ لها أكثر من خمسين عاما لم تتعرض لما آلت إليه المباني الحديثة أذكر هذا ليس لمجرد مقارنة تبريرية بل كوننا مسلمين كماكان الأوائل مسلمين ؛الفرق أن الطمع والرشوة ,الكذٍب أصبح للأسف ظاهرة ,ولم يعد مشكلة وإلا لوجدنا لها حلا. أتذكرون عمارة "العقل" بمدينة جدة المكونة من إثني عشر طابقا تمت معاينتها بعد اكتمالها ,وقبل أن تسكن ؛كان هذا قبل أكثر من عقدين من الزمن ,ولما وجدت أنها غير مناسبة وغير آمنة للسكنى تم إزالتها بالديناميت من قبل السلطات المختصة في ثوانٍ معدودة . أليس من عايناه مهندسون تخرجوا بنفس الجامعات التي تخرج بها مهندسو هذا الزمن الذي ابتلي ببعض المهندسين فاقدي الضمائر وعديمي المسؤولية. أيتم التساهل أن مجرد ديكورات جبسية لايعول على خطرها...تساقطت على رؤوس الطالبات . فالنار من مستصغر الشرر. مغ غياب مفهوم اقتران السلوك الإسلامي ,والحس الوطني بعباداتنا الظاهرة ؛هذا من شأنه أن يلصق بنا مخازٍ جمة . إن اقتراف المنكر أصبح مستساغا لدى الكثيرين ,متناسين أن إزهاق أروحٍ بريئة من أعظم الكبائر. الانسمي الهلع ,والرعب والخوف ,الذي يصيب أفرادا ,أو جماعات دون سابق إنذار؛ هو جريمة منكرة , وخيانة كبرى . فما بالك بأطفال المدارس ,وطلاب ,وطالبات الجامعات. وخاصة أن تلك المشاهد ؛تتكرر في مبانٍ حديثة يفترض أن تصمد على الأقل؛ لخمسةٍ ,وعشرين عاما . "حقيقة"مع غياب المحاسبة ستتكرر مآسٍ جمة.