على أنقاض الأمل يمكن أن يكون للحلم روح تتنفس الصعداء بعناء يتراءى لناظر بزفرات وأنفاس مثقلة كتلك الأنفاس التي يحملها كل مغترب عن أرض الولادة وكل منكوب ومتضرر من جراء الكوّارث كم هو جميل المكان الذي ينعم فيه المرء بأمان ليضمن ويكفل له عيش هنئ وليتفكر المؤمن في نعم الله وكم هو مؤلم أن يكون آخرون يعيشون حياتهم ويزاولون طقوسهم المعتادة دون النظر بعين الرحمة والعطف والتآخي لتلك الفئة التي تعيش البين جراء قدر له حكمة في ذلك سبحانه نعم نحن أبناء تلك العقيدة التي تقول لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه كما كان في عهد الأولين على زمن الحبيب المصطفى وخير دليل إيثارهم على أنفسهم رغم الحاجة التي هم فيها والعوز من أجل الفقراء والمساكين ويقول الموّلى في ذلك (( أشداء على الكفار رحماء بينهم )) فيا ترى أين نكون من هذه الأمثلة التي بعدلها وفي إيثارها مع الحاجة والبذل سطّرن لنا تعاليم ديننا الإسلامي الذي أرحنا لجامه ولنكون أمة يأخذ من بعضنا لبعض بغير وجه حق ولنكون أمة كبيرنا يأكل صغيرنا تحت مسمى التجّار بالأموّال ولنكون أمة المسئول فينا يستغل كل نقطة لتجير نصيبه من حقوق العامة تحت مسمى قرارات عٌليا ولنكون أمة بسلوكيات يتجرد منها الدين وهو براءٌ منها براءة الذئب من دم يعقوب ولتبقى الأمة تنتظر التجديد الذي يعصف بهذا الجيل ليخلق جيل جديد يتخلق بأخلاق الأمة الأولى ولنكون خيرٌ أمة أحرجت لناس حقّا دون فساد ؟