صورة مؤلمة قدمتها هذه الصحيفة جازان نيوز أثناء تجولها في بعض قرى المنطقة لكتابة تقرير عن معاناة بعض الأسر بقيادة الصحفي المتميز / حسن آل لحمان . لم تكن هذه الصورة إلا شعورٌ بما تعيشه أكثر من ( 300 ) أسرة اختلف عدد أفرادها واتفقوا على رأي ومصير واحد إنه الفقر . إنها صورة مؤلمة لطفلٍ دامع ... لم يكن يبحث عن لعبة تسلّيه أو دميةٍ تحاكيه ولكنه يبكي ليؤكد مقولة علي بن أبي طالب رضي الله عنه : \" لو كان الفقر رجلاً لقتلته \" . اطمئن يا صغيري ووفر السوائل داخل جسمك ولا تدمع ، فدمعتك لن تحرك جفاف عواطفنا فقد سبقتها دمعة امرأةٍ تتمنى ولو لحم حمار لتقدمه لأبنائها وخرجنا بكل عنفواننا لنجرد هذه الأنثى من كل معاني الوطنية ولنعلن عبر إعلامنا أنها مجرد وافدة !! اطمئن أيها الصغير فلم يعد الفقر رجلاً فقط فقد أصبح رجلاً وامرأة في زمن تبدلت فيه المفاهيم فاطمئن وافتح أبواب الأمل فهذا ما يمكن أن نساعدك به . وأعدك بأننا لن نبكي معك حتى لا يجف الماء في عروقنا مما قد يجعلنا عرضةً للإصابة بالجفاف وبالتالي سنخسر صحتنا بعد أن خسرنا أموالنا في عالم الأسهم والاستثمار . صغيري : لم تكن دمعتك سوى ألمٌ على ألم فعندما هوى العوز ب ( 300 ) أسرة هناك في جازان فإن سوق الأسهم السعودي قد هوى بأكثر من ( 3 ) ملايين مواطن فكلهم يألمون كما تألم ، ولكنهم يكابرون ويمنعهم الكبرياء من أن تظهر دموع الرجال !! اطمئن يا بني : فقد أحرجتك براءتك بدمعةٍ حائرةٍ تبحث عن منديل يمسح البلل عن خديك ولتبحث عن بقايا خرقة ممزقة حولك قد تعيد لوجهك نظارته في زمن تلونت فيه الوجوه بكل ألوان الطيف و لم تعد تعرف هذه الوجوه أن هناك لوناً واحداً يجمعها هو اللون الأبيض لون الطهر والنقاء . اطمئن وثق أنه خلال العام الماضي 2009 م لم ينخفض شيءٌ فعلياً على أرض الواقع بل لم نعد نسمع بكلمة ( انخفض ) فكل شيءٍ ارتفع سعره وزاد غلاه مما قد أوصلنا إلى خللٍ اجتماعي انقسم معه المجتمع إلى طبقتين تنحصر بين الرقي والكدح . اطمئن أيها الطفل البريء فقد سمعنا خلال العامين المنصرمين عن أزمة مالية هزت كل أركان العالم الفقير والغني باستثنائنا وكأننا خارج منظومة هذا الكون !! فقد اقتنعنا زمناً بخصوصيتنا بأننا مجتمع ملائكي لا يخطئ أما اليوم فلن نقتنع بأننا بمنأى عن موجات المد والجزر في عالم المال ، فالفرق بين أزمتنا وأزمتهم أن أزمتهم أثرت على المؤسسات والشركات الكبرى في ذات الوقت الذي أثرت فيه أزمتنا على اقتصاد الحلقة الأضعف المواطن ليصبح أسيراً للبنوك المحلية وشركات التقسيط التي تعددت مجالاتها للدرجة التي أصبح فيها صابون التايد ضمن مشاريع الاستثمار لتغسل يدك أننا لن نلتفت إليك !!! صالح بن إسماعيل القيسي الرياض [email protected]