كل ما ظننا أن الفكر الرياضي على مستوى التعاطي الإعلامي وتعامل الكثير من المنظومة ارتقى ووصل إلى مؤشر يمنح البعض التمييز وقبل ذلك الحياء والخجل، والشعور أن المتلقي ليس ساذجاً، وكل ما توقعنا أننا تقدمنا خطوات نكتشف وجودنا في المربع الأول ولم ندرك بعد خطورة ما نفعله على أنفسنا ضد المتلقي الذكي الذي أصبح لا يضع لبعض الإعلاميين وزناً، أقرب مثال وهذا يتكرر منذ عشرات الأعوام محاولات أسلوب التأثير قبل المباريات المهمة من بعض الإعلاميين والمشجعين بل بعض المسؤولين في الأندية ليقينهم أننا في عصر ما قبل التعاطي مع مواقع التواصل وأن الطفل الذي لم يتجاوز عمره ثمانية أعوام لديه معلومات وفكر أفضل منهم. أتذكر أن هناك مباراة مهمة بين فريقين كبيرين قبل أعوام، وكان هناك لاعب مهم في أحدهما فأراد أحد ما -يسمى إعلامياً- التأثير على معسكر فريق اللاعب فلم يجد أفضل من أن مدرب منتخب بلاده أبعده عن القائمة في نهائيات كأس العالم 2014، هنا ضج «تويتر» وتصدى لهذه الكذبة بأن منتخب هذا اللاعب لم يتأهل وأنه غير موجود في النهائيات الماضية ولكن يبدو أنه «تبلد» بعد هذه الكذبة أكثر فصار ينشر قصصاً وأخباراً مضحكة حتى تحول إلى محل التندر و»الطقطقة» كل الوقت. بالأمس تابعنا قبل لقاء الأهلي والهلال، الترويج لبعض المعلومات والأخبار عن بعض لاعبي الفريقين، وكأن من نسجها يتحدث بعقلية المشجع ما قبل 40 عاماً عندما كانت الفبركات تجدي وتثير الشوشرة وتؤثر على معنويات اللاعبين والمشجعين والمدربين ومعسكر الفريق، في زمن التواصل السريع وغزارة المعلومات والتحليل الدقيق من قبل المشجعين والمتلقين بشكل عام لا تنقع «الشوشرة» ولا تجدي الأكاذيب حتى لو كانت على وزن كذبة أحدهم عندما قال إن والدة أحد اللاعبين كلمته، بينما هي -رحمها الله- ترقد تحت الأرض. هذا النماذج شوهت صورة الإعلام وصارت أي معلومة ينقلها بعض الإعلاميين حتى لو كان مرموقاً وثقةً محل تشكيك وتساؤل لأن الغث شوه سمعة السمين، وقبل يومين تابعت بعض المقاطع التي نقلها بعض المشجعين في «تويتر» أو «الواتس» عن لاعبين في الأهلي والهلال فوجدت أن الفكر لم يتغير وأن «كذبة» ما قبل أعوام عديدة عن لاعب معين من الممكن أن تتكرر تجاه زميله الآخر باسلوب ولغة أخرى. السؤال الذي نكرره دائماً، هل هؤلاء لا يخجلون أم أن ذلك يطلب منهم بمقابل، كذبة، كذبتان، ثلاث.. أربع من الممكن أن يتجاوزها عنها المتلقي كل الوقت، لكن تكرارها، فهذا تخلف لدى الإعلامي إن كان هذا فكره ونهجه، وكارثة إن كان هناك من يستغله ك»الأمعة» فتضيع مصداقية الإعلام، وتسقط هيبة الصحفي، ويصل إلى واقع مزرٍ يحتاج من خلاله إلى عشرات الأعوام وإلى جيل جديد حتى تتغير اللغة والطرح والتعاطي مع الأحداث.