سادت حالة من عدم الاتزان الخطاب الذي ألقاه مندوب سورية في الأممالمتحدةبشار الجعفري، حالة عدم الاتزان قادت الجعفري خلال حديثه إلى انتقاد الشريعة الإسلامية التي نصت على عقوبة القتل في حق مرتكبي بعض الجرائم. وقال الجعفري " هناك دول تعاقب بعقوبة الإعدام بالقتل بالسيف"، مضيفا " عقوبة تعود إلى ألف سنة، ولا أريد أن أزيد"، في إشارة ضمنية لانتقاده الدين الإسلامي. الجعفري الذي جاء متسلحا بسجلات من تقارير عن حقوق الإنسان تخص دول الخليج العربية، في محاولة للتعريض بها لم يتناول في كلمته الوضع في سورية الذي من أجله انعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بل ركز حديثه على الدول العربية، التي أخذت موقف سلبي من المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين. ولم يشر المندوب السوري خلال استعراضه لملاحظات تقارير حقوق الإنسان إلى موقع النظام السوري منها، خاصة التقارير التي سبقت اندلاع الثورة السورية، حيث أشار تقرير في العام 2009-2010 إلى أن حالة الطوارئ مفروضة في البلاد منذ 50 عاما خنقت حالة التعبير السلمي عن الرأي في مختلف صوره، وكبتت الحريات العامة، إلى جانب وجود أكثر من 17 ألف مفقود في السجون السورية، الذين من غير المعلوم مصيرهم على الرغم أن بعضهم جرى اعتقالهم منذ 30 عاما، كما تضمنت التقارير الحقوقية الإشارة إلى آلاف الممنوعين من السفر، ومطاردة وقتل السوريين المهجرين قسريا في الخارج. ولم يفت التقارير الإشارة إلى حملات الاعتقالات العشوائية التي وصفتها المنظمات الإنسانية والحقوقية ب"الشرسة التي لا هوادة فيها"، مع إشارة إلى أن "السلطة الأمنية في سورية تعتمد عقيدة التعذيب السريع والعنيف للمعتقل لانتزاع أكبر قدر من المعلومات في أسرع وقت ممكن، وهذا ما أكسبها رواجا وتعاونا أمنيا مستمرا مع الأجهزة الاستخبارية الأمريكية التي رحلت إليها معارضين تعرضوا لأقسى صنوف التعذيب، وفي كل عام تضيف السلطات الأمنية السورية مبتكرات جديدة من أدوات ووسائل التعذيب المادية والمعنوية والنفسية لتمارسها على المعتقلين العزل وسجناء الرأي الذين لا يملكون من أمرهم شيئا". أما التقارير الأخيرة عن حقوق الإنسان في سورية بعد الثورة فجاءت مأساوية حسب مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، التي قالت إن الآلاف الأطفال تم اعتقالهم. وأضافت "عنف القوات السورية يشير إلى (جرائم ضد الإنسانيّة) في سورية وهو جزء من هجمات منهجيّة ضد المدنيين (..) هناك تقارير عن استعمال العنف الجنسي والاغتصاب في مراكز الاعتقال وخاصة ضد الأطفال والرجال". وزادت "هناك الكثير من عناصر الجيش السوري قالوا إنهم تسلموا أوامر من المسؤولين عنهم بإطلاق النار على الناس ومنع الناس من سحب جثث أصحابهم". ومن التهجم على الدول العربية حول الجعفري اتجاهه باتجاه موقع (قوقل)، الذي وصفه الجعفري في سابقه هي الأولى من نوعها بأنه "موقع علمي رصين"، وهو وصف لم يطلقه الموقع على نفسه، أو أحد من المشتغلين في مجال الانترنت، حيث أن نشاط الموقع في بدايته تركز في مجال البحث على الانترنت. المندوب السوري شكا من خدمة الخرائط التي تقدمها (قوقل)، وأنها غيرت أسماء الشوارع والأحياء في حمص، عادا ذلك انتهاك للسيادة السورية، متسائلا "ما علاقة ذلك بالدماء السورية".