تعتبر الحساسية الموسمية ردة فعل جهاز المناعة المكتسبة بالجسم لمواد طبيعية منتشرة في البيئة تحدث خلال فترة معينة من السنة. وتتزامن الحساسية عادة مع حلول فصلي الخريف والربيع، بدلاً من اللجوء الى الأدوية، التي لا تخلو في أغلب الأحيان من آثار جانبية مزعجة، يمكننا اللجوء الى ما هو أكثر فاعلية منها. على سبيل المثال، يمكن استعمال منتجات "بروبيوتيك"، التي تحتوي على بكتيريا "صديقة"، قبل أسبوعين من وصول موجات الحساسية الى أقصى درجاتها، هذا الشهر أم في شهر سبتمبر(أيلول) من كل عام. ان البكتيريا الصديقة قادرة على تغيير تركيبة السائل المعوي الذي تستوطنه البكتيريا بغزارة(نجد عشرة آلاف بكتيريا في كل مليلتر في السائل المعوي). هكذا، يتمكن السائل البكتيري، الذي يسجل له صلة وصل قوية مع إثارة الحساسيات، من التداخل في عملية إنتاج نوعين من الأمينيو غلوبولين المناعي (IgE) و(IgG). ويشير الباحثون الإيطاليون في قسم دراسة الحساسيات في مستشفى "سان رافاييلي" بمدينة ميلانو الى أن البكتيريا البروبيوتية المسماة "لكتوبسيلوس كازي" (Lactobacillus casei)، لدى حقنها بالجسم في فترة تتراوح بين أسبوعين الى خمسة شهور قبل وصول موجة الحساسية الموسمية(ينبغي للمصابين بالحساسية تعاطي المنتجات البكتيرية البروبيوتية مرتين كل سنة)، كان مفعولها جيد جداً. وعن طريق أخذ عينات دم، لدى فريق من المتطوعين المصابين بشتى أنواع هذه الحساسية، وفي أوقات مختلفة، اتضح للباحثين الإيطاليين أن أنواع البكتيريا البروبيوتية تمكنت من قطع إنتاج الأمينيو غلوبولين المناعي (IgE)، المسؤول عن معظم أعراض الحساسية، من جهة، وزادت إنتاج الأمينيو غلوبولين المناعي (IgG) أي الأجسام المضادة القادرة على كبح عوارض الحساسية، من جهة أخرى