خلصت دراسة حديثة إلى أن تناول أربع فناجين من القهوة يومياً يقي من الإصابة بالسكري بنسبة 25%، وأن كل فنجان يومي إضافي للأربع فناجين يزيد من نسبة الوقاية بنسبة 8% تقريباً، وهي أرقام تتوافق مع نتائج دراساتٍ سابقة كانت قد أكدت على فوائد القهوة في الوقاية من السكري. ونفت الدراسة الحديثة التي شملت على 70 ألف امرأة فرنسية، صحة الفرضيات التي تربط بين الإكثار من القهوة وبين الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية، أو السرطان، أو ارتفاع الضغط الشرياني والسكتات الدماغية، وأكدت أنها لم تتمكن من إيجاد أي أثر سلبي للقهوة على صحة النساء اللواتي شملتهن الدراسة. ولا يعلم الباحثون الآلية الدقيقة التي تقي بها القهوة من الإصابة بالسكري، إلا أن هناك عدة فرضيات بخصوص الأمر، منها ما يقول إن القهوة تزيد من استهلاك الحريرات في الجسد، وتحسن استجابة الجسد لهرمون "الأنسولين" الذي يفرزه الجسد بشكل طبيعي، بآلية شبيهة لما تقوم به العقاقير المستخدمة في علاج السكري، وهو ما تؤكده دراسة يابانية حديثة جرت في مطلع عام 2014. في حين تقول فرضيات أخرى أن الأمر يتعلق بنمط الحياة الذي تفرضه القهوة على عشاقها، بحيث أن عشاق القهوة يفضلون عادة القهوة على أي مشروباتٍ أخرى، وبالتالي فإن استهلاكهم للمشروبات الغنية بالسكر -كالعصائر والصودا وغيرها- يكون أقل بكثير من الأشخاص الذين لا تغريهم طقوس تناول القهوة خلال اليوم. وأشرف على الدراسة باحثون من شركات مختصة بإنتاج القهوة ك"نستلة" و"لافازا"، ويجتمعون ضمن مؤسسة مختصة بدراسة أثر القهوة بشكل علمي نشأت عام 1990 أسمها "معهد المعلومات العلمية عن القهوة"، وجاءت نتائجهم متوافقة مع عشرات الدراسات السابقة، منها دراسة أمريكية كانت قد خرجت بأرقام أكثر تفاؤلاً، ووجدت أن كل فنجان يومي من القهوة يقي من الإصابة بالسكري بنسبة 11% في السنوات الأربع القادمة. وبالمقابل، فإن العديد من الباحثين يعتقدون أن على الناس ألا يبالغوا في كميات القهوة التي يتناولونها يومياً، ويتمسكون بالفرضية التي تقول إن القهوة لا تقي بحد ذاتها من السكري بقدر ما يكون عشاق القهوة أقل استهلاكاً للسكر، ويجادلون بمنطق يقول: يمكن أن يكون عشاق القهوة أكثر استهلاكاً للسجائر بالمقابل، فإذا كان من الصحيح أن نقول إن القهوة تقي من السكري، فإنه من الصحيح أيضاً أن نقول إنها تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة ..!