بروح التكامل والتناغم والالتزام والتعاون، تخوض وزارات الصحة والسلطات الصحية في بلدان إقليم شرق المتوسط اسوة باقاليم اوربا والامريكيتين إطلاق أول أسبوع للتطعيم يقام في.... إقليم شرق المتوسط وتشارك فية وللمرة الأولى أكثر من مئة دولة من الأقاليم الثلاثة في تنظيم أسبوع للتطعيم في وقت متزامن هذا العام. وهذا الجهد التعاوني غير المسبوق بين الأقاليم الثلاثة يمثل قوة دفع للوصول إلى أسبوع عالمي للتطعيم.ويهيئ أسبوع التطعيم الأول في إقليم شرق المتوسط فرصة فريدة لتعزيز أنشطة التطعيم ورفع مستوى الوعي بين الناس بأهمية التطعيم وذلك من خلال أنشطة التوعية والتثقيف والتواصل. وقد حظيَت هذه المبادرة، إلى الآن، بدعم هائل من خلال إقدام جميع بلدان إقليم شرق المتوسط البالغ عددها 22 بلداًعلى المشاركة في هذه التظاهرة الصحية حيث تقام هذه المبادرة التي تقودها منظمة الصحة العالمية في المدة من 10 الى 16 جمادى الاولى 1431ه الموافق 24 إلى 30 نيسان/أبريل 2010.وسوف يتم تنفيذ مجموعة متنوعة من الأنشطة خلال الأسبوع تتضمن حملات إعلامية وحلقات عمل ودورات تدريبية وأنشطة لتعبئة المجتمع وحلقات نقاش، ومعارض وفعاليات إعلامية وكلها تتناول نطاق واسع من القضايا المتعلقة بالتطعيم. ويشمل الجمهور المستهدف الوالدين ومقدمي الرعاية الصحية والإعلاميين وصناع القرار وكافة الشركاء.وفي ذات السياق أوضح الدكتور حسين الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أن عقوداً من الخبرات تنبؤنا بأن الاستثمار في الصحة أمر عالي المردود، فهو ينقذ الأرواح ويقي من لامرض. ولاشك أن مشاركة كل بلد من بلدان الإقليم في أسبوع التطعيم الإقليمي الأول من شأنها أن تسهم في رفع مستوى الوعي بفوائد اللقاحات المنقذة للحياة ودورها في حفظ صحة سكان الإقليم"التطعيم هو واحد من أنجح التدُّخلات الصحية وأكثرها فعالية. لقد خفَّض هذا التدخُّل معدلات المراضة والوفاة في شتى بقاع العالم، بطريقة آمنة وعالية المردود. ولاشك أن التطعيم استثمار مهم لكافة البلدان. وهو يمثِّل وقاية لكافة الأعمار من الرضَّع إلى كبار السن ضد الأمراض المهلكة وأشكال العجز والوفاة الناجمة عن الأمراض التي يمكن توقِّيها باللقاحات. علاوة على ذلك، فإن مزايا التطعيم تمتد إلى المراهقين والبالغين حيث تمنحهم الوقاية من الأمراض المهدِّدة للحياة التي تصيب البالغين مثل الإنفلونزا والحمى الشوكية وسرطان عنق الرحم.وقد لعبت اللقاحات والتطعيم دوراً هاماً وملحوظاً في وقاية أعداد متزايدة من الناس من الأمراض التي يمكن توقيها بالتطعيم. فقد سجل إقليم شرق المتوسط، من خلال دعم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، نجاحاً كبيراً في تقليص معدلات الوفاة والإصابة بالأمراض. ومن الإنجازات التي تم تحقيقها على الصعيد الإقليمي: استئصال مرض الجدري، وزيادة معدل التغطية بثلاث جرعات من اللقاح المضاد للديفتريا والكزاز الوليدي (التيتانوس) وpertussis (DTP3) من 18% عام 1980 إلى 87% عام 2009؛ وتحقيق هدف خفض وفيات الحصبة بنسبة 90% قبل ثلاث سنوات من الموعد المخطط له، والحفاظ على 20 بلداً خالياً من شلل الأطفال؛ واستخدام برامج التطعيم الوطنية قاعدة لتوفير سائر التدخلات الصحية المنقذة للحياة مثل الإمدادات بفيتامين (ألف)، والناموسيات الواقية من الملاريا والأدوية المضادة للديدان.وعلى الرغم من التقدُّم الجوهري الذي تحقق على طريق تطعيم المزيد من الناس خلال العقدين الماضيين، فإن الإقليم لايزال يواجه تحديات رئيسية. إذ يفقد 5500 رضيع يومياً فرصتهم في الحصول على التطعيمات بشكل كامل. كما أن ما يقدر بأكثر من مليوني طفل لم يتلقوا التطعيم الثلاثي عام 2009. وأكثر من ذلك، فإن عدداً كبيراً من وفيات الأطفال التي تنجم عن الإصابة بمرض المكورات والفيروسات العَجَلية المسببة للإسهال يمكن توقِّيها من خلال التطعيم باللقاحات الجديدة المتاحة.