بعد سبعة عمليات متواصلة خلال سبعة شهور أعاد فريق اطباء مركز مكة الطبي بالعاصمة المقدسة فتحة الشرج لوضعها الطبيعي، لمصاب اسيوي في العقد الخامس من عمره ، كان فقدها بعد تعرضه لاصطدام معدة ثقيلة كبيرة الحجم في منطقة جسر الجمرات وهصرته في جدار ثم سقط مغشيا عليه على اسنة حديدية مدببة في موقع العمل مسببة تهتك كلي بمنطقة العجان بما في ذلك فتحة الشرج وقناة المستقيم ، افقدتها مكانها وأخرجتها عن العمل ، صرح بذلك جمعه الخياط مدير العلاقات العامة والاعلام والمتحدث الاعلامي بإسم مركز مكة الطبي بالعاصمة المقدسة . وأضاف الخياط أنه تم نقل المصاب لطوارئ مركز مكة الطبي من قبل زملائه ، وبعد عمل الاسعافات الأولية للمصاب استعاد وعيه ، وبالفحص الطبي من قبل لجنة طبية تبين أن المصاب لديه تجمع دموى شديد في منطقة الجانب الايمن ، كما انه يعاني من تهتك كّلي بمنطقة العجان بما في ذلك فتحة الشرح وقناة المستقيم . من جهة أخرى قرر الفريق الطبي المشرف علي المصاب برئاسة استشاري الجراحة العامة بمركز مكة الطبي بالعاصمة المقدسة الدكتور نور الدين عبدالرحمن نقل المصاب لغرفة العمليات ، بعد عمل الفحوصات الطبية حيث قد تبين أن أحشاء البطن سليمة ولا يوجد تجمع دموي داخل تجويف البريتون ولكن جرح تهتكي شديد بعضلات الجانب الأيمن من البطن ونتج عنه تجمع دموي كبير الحجم ، لكنه في حالة مستقرة ، ثم تبين أيضا تهتك شديد بعضلات الشرج والمستقيم نتج عنه تمزق جزئي في بعض العضلات وكّلي في البعض الآخر. وقال المشرف على الحالة الدكتور نور عبدالرحمن ، أنه تم اجراء عملية اولى للمريض لتحويل قولوني بطني (أيسر البطن) لمسار البراز حتى يكون بعيدا عن منطقة الشرج ، وتم استكشاف منطقة الشرج فوجد تهتك شديد في منطقة الشرج والعضلات المحيط به والجلد كله من منطقة العصعص وحتى منطقة الخصيتين لدرجة فقدان التوصيف التشريحي تماما لهذه المنطقة ، فتم تنظيف الجرح ولفق الجرح مبدئيا ، وتلقى الأدوية المناسبة ، مع السماح للمريض بتناول الغذاء من الفم بصوره طبيعية . وبعد حوالى اسبوع تم نقل المريض مره آخرى إلى العمليات لمحاولة إغلاق جرح منطقة الحوض بصورة أكثر دقة وذلك بعد أن صارت هذه المنطقة نظيفة تماما بسبب عدم مرور براز فيها . فتم رتق العضلات ببعضها حول قناة المستقيم ورتق جلد الحوض ببعض وزرع فتحة الشرج في مسار هذه الجراح ، ثم بعد عشرة ايام تبين أن هناك جزء من الجرح لم يلتحم وتفتق عن بعض مرة ثانية ، فتم نقل المريض للعمليات وإعادة رتق الجرح مرة ثالثة وبعدها التحم تماما والحمد لله. وفي هذه الآونة لوحظ أن منطقة الجانب الأيمن صار بها فتق جراحي كبير الحجم نتيجة تهتك شديد بعضلات الجانب الأيمن وانشطار العضلات عن عظام الحوض الأيمن ، وفي هذه المرحلة كان الهدف هو غلق تحويلة البراز القولوني البطن حتى نستعيد الصفة التشريحية الطبيعية ، "الصفة الفسيولوجية الوظيفية لمنطقة الشرج للعمل" إلا أنه ليس هناك ما يضمن عودتة على النحو الأمثل فتم إجراء أشعة رنين مغناطيسية على منطقة الحوض والشرج فأفادت بأن الصفة التشريحية للعضلات والمستقيم في حالة طيبة وتكاد تكون طبيعية ، فحاول الفريق عمل رسم لعضلات وأعصاب الحوض عن طريق جهاز (EMG) فلم يتيسر هذا الفحص في أي من مستشفيات القطاع الخاص ، فكان الحل هو محاولة غلق منطقة تحويل البراز القولوني البطني بصورة مؤقتة ، وملاحظة طريق عمل الشرج في هذه المرحلة ، فلوحظ أن المريض عنده قدر كبير من السيطرة على مرور البراز ومرور الغازات ، وهذا شئ رائع بفضل من توفيق الله. فتم التخطيط لقفل فتحة البراز القولوني البطني بصورة نهائية ، وهكذا انتهت مشكلة منطقة الحوض والشرج ومسار البراز ، والذي يعمل حاليا بصورة طبيعية بحمد الله وتوفيقه. بعد ذلك تم التخطيط لتصليح الفتق الجراحي كبير الحجم في الجهة اليمنى من البطن ، والذي تم على مرحلتين نظرا لتهتك عضلات البطن الشديد في هذه الناحية بسبب ما حصل في الحادث فتم في كل مرحلة تصليح الفتق بوضع طبقتين من الشبك الجراحي في كل مرة . طبقة تحت العضلات وطبقة فوقها . وهكذا التحم الفتق الجراحي أيضا وخرج المريض لممارسة حياته الطبيعية بشكل طبيعي. بحمد الله وشكره.