حين يقول الباري عزّ وجلّ: (فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)، فإنه بذلك يدعونا إلى أن نكون منفتحين على الاستماع إلى ما يقال، على أن يكون لدينا أذن ناقدة، تقوم بعملية فرز دقيقة لما نستمع إليه، ثم نختار (...)
تحفُّ كتابةَ السير الذاتية للكُتّاب العرب محاذيرُ عدة، ليس أبسطها المحذور الاجتماعي الذي يخشاه الكاتب، ويمعن في التفكير قبل الكتابة، أو ربما استخدم كوابح عديدة أثناءها، وهو ما يقلِّل من مصداقية كتاباته أو حتى يضعفها إلى حد بعيد.
وعندما بدأ الإنسان (...)
عجيب أمر أولئك الذين يعرفون أهمية القراءة، ويحترمون القرّاء، لكنهم لا يقرؤون. وتجد هذا الصنف من الناس، (أو بعضهم على الأقل)، يحاول ألا يعترف بأنه لا يقرأ قراءة حرة خارج دائرة عمله، أو دراسته، أو ما هو مفروض عليه عمومًا؛ وذلك بأن يسمع موجزًا عن كتاب (...)
رغم انتشار الكتاب المسموع عالميًّا، وبأساليب وطرق متنوعة، فإنه لا يزال يعدّ مكملًا للكتاب الورقي، لا منافسًا.
وحسب موقع https://www.statista.com، فإن حجم السوق العالمية للكتاب المسموع، يقترب من ثمانية مليارات دولار بنهاية عام 2024م، مع توقع وصوله (...)
تنوعت استخدامات الكتاب المسموع منذ بداياته بشكله البدائي عبر شركة فيكتور عام 1931م، حين كان ذلك مقتصرًا على فئات محدودة من الناس ولنوعيات معينة من الكتب. ورغم تطور الكتاب المسموع وتحوله إلى كتاب مسموع رقمي، فإنه يظل محدودًا بنوعيات خاصة من الكتب (...)
لا يكاد من يدخل مكتبة تسوتايا في اليابان، إدراك أنها مكتبة؛ لما تحويه من أمور متنوعة؛ معرفية وترفيهية وتسويقية، وغذائية حتَّى. وقد تمدَّدت هذه المكتبة مُذ بدأت العمل بفرع واحد في عام 1983 حتى أصبح لها اليوم آلاف الفروع في العالم، مثل الصين وتايوان، (...)
توجد مشتركات كثيرة ما بين المكتبات العامة ومتاجر الكتب في جوانب عديدة، منها أن الإثنين يعرضان الكتب؛ الأولى مجانًا، والثانية مقابل مبلغ مالي. كما أن هذين النوعين من المكتبات، يشجعان الإقبال على الكتب وقراءتها، ويشير الإقبال عليهما في أي مجتمع، إلى (...)
تبرز في المكتبات الخاصة، ولا سيما المتضخمة منها، مشكلة مهمة تتمثل في أنها لا يكاد يستخدمها سوى أصحابها. ويعود ذلك إلى تباين الاهتمامات بين الأجيال المختلفة، علاوة على خوف ملاكها من إعارة أي من مقتنياتها للآخرين خشية فقدانها. فبينما كابد أصحابها (...)
لا يكاد يمر يوم دون أن أقرأ مقالًا، أو تدوينة للكاتب العراقي علي حسين. واللافت في كتابات وتغريدات هذا الكاتب العراقي، أنها في غالبها إما حول القراءة، أو استعراض لكتاب قرأه، وأعجب به.
فهذا الكاتب الذي عرفناه عبر كتبه، التي منها (غوايات القراءة) و(في (...)
تستخدم عبارة (مع وقف التنفيذ) في بعض دول العالم، غالبًا في الأحكام القضائية، حين تقضي المحكمة على شخص بالسجن في الحق العام، لكنها توقف تنفيذه بناء على اعتبارات عدة؛ منها: أخلاق المحكوم عليه، أو عمره، أو ماضيه الجيد، أو حتى لظروفه الشخصية، أو منزلته (...)
رغم أنني لا أندفع في قراءة الروايات قبل أن أمحِّصها، وأعرف أهميتها، فإن رواية (ابنة ليليت) شدّتني إليها، كالثقب الأسود، الذي "يحاول أن يجذب الجميع إليه، منهم من يقاوم هذا الفخّ، ومنهم من يضعف أمام طغيانه، فيتورَّط بظلم الفئات المستضعفة".
وقد كانت (...)
حينما تريد أن تقرأ، لا تقارن نفسك بغيرك فتنظر ماذا يقرأ فتفعل مثلما يفعل؛ لأنك شخص مختلف عنه، فما يصلح له قد لا يصلح لك، وما يناسبه قد لا يناسبك أبدًا، فلكلٍّ ما يناسبه من مواد قرائية. تمامًا كما الرياضة البدنية؛ إذ بعضها يناسب شريحة من الناس دون (...)
لو أن أطفالنا وعوا على الدنيا وهم يرون آباءهم وأمهاتهم يمسكون بكتاب أو مجلة فماذا يمكن أن يحصل؟ المتوقع منطقياً أنهم سوف يكونون متعلقين بالكتب أكثر من غيرهم رغم أن عددا كبيرا من كبار القراء والكتاب في العالم لم يورثوا هذه الصفة لأبنائهم.
تقول (...)
يربط الكثيرون بين القهوة والثقافة والكتب لدرجة يصعب الفكاك منها حين يقولون إن كل مثقف معاصر يجب أن يكون محبا للقهوة (المصنعة بالتحديد وليس العربية)، أو أن تكون القهوة عنصرا هاما في روتين حياته اليومية .. وقد كان لعدد من كبار المفكرين والمثقفين (...)
لم يخطر ببال ذلك الراعي الإثيوبي الذي كان أول من اكتشف سحر البن حين لاحظ أثره على الماشية التي زاد نشاطها وبدأت في التقافز بعد أكلها لهذا النبات العجيب، لم يخطر بباله أن هذا النبات سينال من الشهرة والانتشار ما يفوق ربما أي نبات آخر يستخرج منه مشروب (...)
لكي ينهض المجتمع فلا بد له من عدة عوامل تنتشله من حال السكون والتخلف ليس آخرها القراءة. ولا يكفي أن يكون لدينا أفراد قارئون هنا وهناك ينظر إليهم على أنهم حالات شاذة في المجتمع، بل لا بد من أن يكون المجتمع بقضه وقضيضه قارئاً، بل وحاملاً لهم القراءة (...)
يحدث أحياناً لسبب أو آخر أن يندفع أحدنا لقراءة كتاب ثم لا يلبث أن يبدأ الملل والسأم في التسلّل إلى نفسه مكسواً بلباس من النوم أو التثاؤب أو محاولة التشاغل بأمر آخر. كما يمكن أن يكون الملل متصلاً لفترة زمنية طويلة ليس فيها أي رغبة في القراءة.
بادئ ذي (...)
ربما يتصور بعض البعيدين عن عالم القراءة أنه عالم كئيب رتيب يسوده جو من الهدوء وربما السوداوية، كما قد يتخيل بعضهم أن وجوه المدمنين على القراءة والمنكبين على الكتب مكفهرة على الدوام ولا يمشون إلا مقطبي الجبين. لكن للعظماء من القراء رأي آخر.. فهم يرون (...)