في النصف الاول من هذا القرن، وحتى في الخمسينات والستينات منه، كان هناك ما يمكن تسميته بالمجلة الثقافية المركزية في الوطن العربي. ويمكن ان نضرب امثلة على ذلك مجلات "الرسالة" و"الاديب" و"الآداب" و"شعر" وعدد آخر من المجلات التي استمرت تصدر لفترة من (...)
تكشف الاستفتاءات التي أجرتها عدد من الصحف والمجلات البريطانية والأميركية حول أهم الكتب والروايات المكتوبة في القرن العشرين عن نزعة غربية مركزية، ان لم نقل نزوع للتقوقع الثقافي داخل اللغة، والتواصل فقط مع ما أنجزه كتاب هذه اللغة.
فعلى أبواب القرن (...)
نحن كائنات منغمسة في السياسة لأسباب شديدة الإلتصاق بواقعنا اليومي وتجربتنا التاريخية المحتدمة بالصراع خلال هذا القرن. ولا يمكن للكتابة في ضوء هذا الإنشغال بالمصير والتغيرات السياسية إلا أن تعيد إنتاج السياسة بصورتها الفنية في الشعر والقصة والرواية (...)
يدور الان سجال حامٍ حول قصيدة النثر بين كتّاب هذه القصائد والمتحمّسين لها من النقّاد والمتذوّقين من جهة والشعراء والنقاد الذين يعتقدون بأن شكل "قصيدة النثر" لا يدخل في النوع الشعري وأنه نثر يستعين ببعض ادوات الشعر. ورغم ان السجال في جزء كبير منه ليس (...)
لم يثر اختيار الكاتب البرتغالي خوزيه ساراماغو لنوبل الآداب هذا العام ما أثاره اختيار المسرحي والمهرج الايطالي داريو فو العام الماضي. فساراماغو، على نقيض عدد كبير ممن منحوا الجائزة خلال السنوات الاخيرة، معروف في اوساط المثقفين والقرّاء في العالم (...)
لم يحظ شاعر بريطاني آخر، منذ ت. س. أليوت، بالشهرة التي حظي بها تيد هيوز الذي رحل عن عالمنا قبل ايام بعد معاناة مع سرطان الكولون دامت ثمانية عشر شهراً. وقد تزامنت هذه المعاناة، التي احتفظ بها تيد هيوز لنفسه وعائلته وناشره، مع تجدد شهرته ومكانته (...)
الكتاب: "العين والإبرة - دراسة في ألف ليلة وليلة"
المؤلف: عبدالفتاح كيليطو
الناشر: دار "شرقيات" - القاهرة 1997
يعكف الناقد والباحث المغربي عبدالفتاح كيليطو منذ ما يقارب عقدين من الزمن على دراسة السرد في التراث العربي مستخدماً في دراسته خلاصة ما (...)
نحن العرب ثقافتنا سمعية كلامية، الأذن هي نافذتنا على العالم، فيما بقية الحواس شبه معطلة لا تستخدم من طاقاتها الا اقل اقليل. ولهذا السبب نحيل كل شيء الى كلام، نترجم الموسيقى واللوحة والصورة في السينما والمشهد على المسرح الى كلام، الى صيغ مفهومية (...)
هل يندرج الهجوم الثقافي الفرنسي عبر وسائط متعددة، من ضمنها التركيز على الانتاج الثقافي بالفرنسية من أبناء الأثنيات الأخرى، ضمن حوار الحضارات أم الصراع بينها كما في نظرية صمويل هنتغتون الأميركية الملامح والسمات؟ وهل تحاول فرنسا اشاعة اللغة الفرنسية (...)
مشكلة الكثيرين من الشعراء العرب انهم يصرون على مواصلة الكتابة بعد نضوب مواهبهم الشعرية ووصولهم الى طريق مسدود. وهكذا فإن دور النشر تستمر في اصدار المجموعة الشعرية تلو المجموعة الشعرية من دون ان يشكل أي منها جديداً على صعيد التجربة الشعرية للشاعر أو (...)
في السنوات العشر الاخيرة تزايد الاهتمام بالشاعر اليوناني الراحل يانيس ريتسوس 1909-1990 الى حد صدور اربعة كتب من مختاراته الشعرية اضافة الى قصائد له نشرت في الصحف والمجلات العربية ومعظم القصائد ترجمت الى العربية من اللغتين الانكليزية والفرنسية. ولم (...)
من بين المشكلات الأساسية التي يواجهها النقد العربي المعاصر عجزه اللافت عن ضبط صيغه المفاهيميه ولغته الاصطلاحية. ما يؤدي، من ثم، الى تقليص علاقة هذه الصيغة المعرفية، المجاورة للعلوم الانسانية، أي النقد، بالقارئ. وقد ازدادت الشقة التي تفصل النقد (...)
لا أدري لما لا يهتمّ الناس كثيراً بفروع جائزة نوبل التي تكافئ العلم، وتسعى إلى تركيز الضوء على التطورات العلمية التي تُساهم في تقدّم الحياة البشريّة والارتقاء بالمعرفة الإنسانية. فنحن نلاحظ أن الاهتمام ينصبّ كلَّ عام على جائزتي نوبل للآداب ونوبل (...)
مع اتساع دائرة المنضمين من المثقفين والأكاديميين والفنانين لحملة مقاطعة إسرائيل ثقافيًا وأكاديميًًا، في بريطانيا وأميركا بصورة أساسية، وعدد كبير من الدول الغربية كذلك، تأتي الرسالة المفتوحة التي وجهتها الكاتبة البريطانية الأشهر و»الأغنى»، صاحبة (...)
«لكني قفزت عن الجدار لكي أرى
ماذا سيحدث لو رآني الغيب أقطف
من حدائقه المعلقة البنفسج باحترام
ربما ألقى السلام، وقال لي
عد سالماً
وقفزت عن هذا الجدار لكي أرى
ما لا يرى
وأقيسَ عمق الهاوية» (محمود درويش: لا تعتذر عما فعلت)
ما إن يسقط جدار في مكان ما من (...)
بعد رحيل راشد حسين وتوفيق زياد ومحمود درويش وسالم جبران، والآن سميح القاسم (1939- 2014)، تكون كوكبة شعراء المقاومة الفلسطينية، الذين تكرست ظاهرتهم في العالم العربي منتصف ستينات القرن الماضي، قد غادرتنا. صحيحٌ أن تلك الظاهرة الشعرية، التي انضوى (...)
تجربة سميح القاسم الشعرية لم تبق أسيرةً لهذا البعد، المباشر والحماسيّ، بل الشعاريّ أحياناً، لظاهرة شعر المقاومة الفلسطينية، بل رادت بحقّ أقاليم جديدة في الكتابة الشعرية يغلب عليها التجريب والتنويع على عدد من الأشكال الشعرية والتيارات والأساليب (...)
في قصيدته «الخروج إلى ساحل المتوسط» التي كتبها في النصف الأول من سبعينات القرن الماضي يقول محمود درويش:
«وغزة لا تصلي حين تشتعل الجراح على مآذنها
وينتقل الصباح إلى موانئها، ويكتمل الردى فيها
وغزة لا تبيع البرتقال لأنه دمها المعلب
كنت أهرب من (...)
على خلاف كثيرين من الكتاب البيض في جنوب إفريقيا، انخرطت الكاتبة الراحلة نادين غورديمر التي رحلت اخيراً (1923 – 2014) في الحركة المناهضة للتمييز العنصري، وأصبحت عضواً بارزاً في المؤتمر الوطني الإفريقي الذي كان يرأسه المناضل والرئيس الجنوب إفريقي (...)
هناك كتب تستقرّ في الذاكرة على رغم أنها تبدو نخبويّة موَجّهةً إلى نوع محدد من القراء، أو لكونها شديدة التخصص تحتاج تركيزاً شديداً من قارئها. ولعلها لهذين السببين تُنسى، أو يشحبُ أثرها بمرور الزمن. لكن نفض غبار الزمن عنها سرعان ما ينبّهنا إلى الأهمية (...)
في كتاب «محمود درويش: الغريب يقع على نفسه» (رياض الريس، 2006)، يرد الشاعر الفلسطيني عن سؤال طرحه عليه الزميل عبده وازن قائلا: «الشعراء يولدون في طريقتين: بعضهم يولد دفعة واحدة، ولدينا أمثلة كثيرة على ذلك. ففي التراث العربي مثلاً عندنا طرفة بن العبد (...)
في مقالة كتبها، قبل ربع قرن تقريباً، شبّه الروائي والناقد البريطاني ديفيد لودج، صاحب كتاب «لغة الرواية» (1966)، علاقتنا بالإنجاز الأدبي للعصور السابقة بالزقّورة البابليّة (أو الهرم البابليّ) الذي يتكوّن في أسفله من غرفة واسعة عريضة تعلوها غرفة أصغر، (...)
لا نعثر في تاريخ الصحافة المختصة في القرن العشرين على مقالة أثارت من ردود الفعل المؤيدة والمناهضة ما أثارته مقالة المنظّر والأكاديمي الأميركي صمويل هنتنغتون (1927 - 2008) «صدام الحضارات»The Clash of Civilizations التي نشرتها مجلة فورين أفيرز (...)
لا نعثر في تاريخ الصحافة المختصة في القرن العشرين على مقالة أثارت من ردود الفعل المؤيدة والمناهضة ما أثارته مقالة المنظّر والأكاديمي الأميركي صمويل هنتنغتون 1927 - 2008"صدام الحضارات"The Clash of Civilizations التي نشرتها مجلة فورين أفيرز الأميركية (...)
ينتسب يوسف أبو لوز، أو أنه يُنسَب، إلى جيل السبعينات في الشعر العربي المعاصر. وعلى رغم أن مجموعته الشعريّة الأولى «صباح الكاتيوشا أيها المخيم» نُشرت عام 1983، ليُتبعها بمجموعته الثانية «فاطمة تذهب مبكراً إلى حقول البامياء» في السنة نفسها، إلا أن (...)