أدخل في نقاش حاد مع ذاتي المتوترة
ولا أراهن
في وضح النهار
أتسلق عمود الانارة
ولا أبالي بمصابيح لا ترتعش في قبضة الريح
ألعن الوقت البطيء
الذي يطل من ساعة في معصم يدي
وكأنه يجر أثقال الدهر
أنقب عن ذاكرتي الهشة
في تبن الحصاد (...)
ضاقت بهن الأرض ذرعاً
رويداً... رويداً
داء العنوسة
يقترب منهن
والإحباط القاتل
يتسلل الى قلوبهن الملتهبة
إنهن العرائس المرشحات
للزواج على الانترنت
بلا مأذون
ولا ولي أو شاهدين
الوطن مزدحم بالعازبين والعازبات
والفتيان (...)
ما أحوجنا الى هواء عذب جديد
وطرق معبّدة تقودنا الى بيوت العناكب
ليس لأحد منا أن ينحني أمام اكتمال القمر
لكي يطل على نجومه العارية
صرنا نتناسل كالفراشات المحمومة
وفي أيدينا شذرات من حلم قديم
نحصد به الفرص الضائعة
فالمصائد ما (...)
سأخون الشعر
وأهجره
ولن أكرس له
ما تبقى من عمري
سأواري كل قصائدي
ومسوداتي
وخربشاتي
في بئر مهجور
تحرسه ذئاب متوحشة
وسأكتب على قميصي
براءتي من الشعر
ثم أقدّم استقالتي
وأتنازل عن قرضه
سأعتذر للصفحات البيضاء
التي (...)
ذات ليلة مقمرة
كتبت رأيي في قصيدة مشفّرة
أغضبت المتطفلين
لكن أشاد بها العقلاء
اما المتطفلون
فهاجموني
بشراسة الأفاعي
فسقطت أقنعتهم
غضبوا وشتموا
يا ليتهم تهذبوا
مثل الناس الطيبين
أما احترام رأي الآخر
فليس من (...)
بمنجل صدئ
أشق أمواج البحر العاتية
وأترك البحر الجريح ينزف
وأحصد رغوة مائه الطري
ثم أطلق سراح السمك المسجون
كي ينضم الى أموات اليابسة
البحر الذي لا نهاية له
تتقلص اليابسة على أطرافه
وتتحرش النوارس بزبده
أطرق باب (...)
نفاوض
ونفاوض
ونفاوض
نفاوض عدواً عنيداً
والعالم كله له مساند
ستة عقود مرت
ونحن ما زلنا نفاوض
بين موافق ومعارض
نفاوض عدواً لدوداً
لا يتخلّى ولو عن شبر واحد
أهو مجرد وهم أم تفاوض؟
على من نراهن
وعلى من نفاوض
على قط (...)
ماذا بوسع الشاعر أن يفعل بالقصائد الساذجة؟
وما هو البديل لتحرير شاعر خائف
من الغوص في بحور متلاطمة؟
وماذا بمقدوره أن يفعل عندما ينهض من قبره؟
ألا ينبغي للشاعر أن يرثي قصائده؟
أما آن له أن يتحدى جاذبية الأرض
وهو معلق على أعمدة (...)
لا أبالي بأي شيء تلفظه الحناجر
فأنا أكتب كما لو كنت مقيداً فوق صفيح بارد
وسأصر على اللعب بألسنة اللهب
ولا يهمني إذا ولجت القطط الضالة باب بيتي الضيق
ليس لدي الوقت لأتأبط ذنوب الشعراء
أحياناً لا أقرأ سوى السطر الأخير من رواية (...)
ساعتنا الحائطية
ساعة قديمة قدم الزمن
في وجهها يتوارى الدهر الضائع
وتنفرط الثواني الثقيلة
سئمت من ضبط الوقت
وملّت الانتظار الرتيب
فهوت مستسلمة الى الأرض
وأطلقت سراح دقائقها
فتوقفت دقات رقاصها
وفجأة صاحت فينا:
من الآن (...)
وأكاد من فرط العطش
أن أحرث سراباً
في نرجسية المطر
وأزرع أنخاباً
لجسد على أعتاب الشيخوخة
ثم أتسلل الى سراديبه المتهالكة
وأندس في طيات الزمن
كلما سرت مع ظلي
يتأفف من وهج الشمس
وسوف أظل هكذا
أجمع الضوء في غربال
الى أن (...)