وأكاد من فرط العطش أن أحرث سراباً في نرجسية المطر وأزرع أنخاباً لجسد على أعتاب الشيخوخة ثم أتسلل الى سراديبه المتهالكة وأندس في طيات الزمن كلما سرت مع ظلي يتأفف من وهج الشمس وسوف أظل هكذا أجمع الضوء في غربال الى أن أمسك العصا من منتصفها وأنبش بها في دهاليز الذاكرة لكني ما زلت كالمعتوه أتسكع في دروب الوحل فلم يعد بوسعي أن أقبض على الجمر وليست لي القدرة على هز جذع أي شجرة طالما ثمارها فقدت جاذبيتها اكتهلت قبل موسم القطاف هكذا تغدو بي الأيام والأعوام شاعر متورط الى أقصى حد وأيامي على مرمى حجر أنام وأصحو على عواء الذئاب وحين تنعب الغربان تكبت أجراس المدينة في منتصف الليل رغم أنني لا أملك غير انكسارات السنين العجاف أحمل غبار التيه على ظهري لا أبالي بالهزائم التي لا تشبهني ولست ممن يذبح شتات الأيام على خرائطه أنظر ملياً الى خطوط كفي التي أصابها العطب وأتشبث بالخواء حتى أدماني في منفاي لم أكن أرى سوى أعشاشٍ متناثرة من آن لآخر أغير تضاريسه انه وطني الذي رأيته في أحلام الآخرين فذهبت أبحث عنه على ظهر بغل أليف فوجدته سجيناً في أحداق المشردين