ماذا بوسع الشاعر أن يفعل بالقصائد الساذجة؟ وما هو البديل لتحرير شاعر خائف من الغوص في بحور متلاطمة؟ وماذا بمقدوره أن يفعل عندما ينهض من قبره؟ ألا ينبغي للشاعر أن يرثي قصائده؟ أما آن له أن يتحدى جاذبية الأرض وهو معلق على أعمدة المشانق؟ الشاعر لا تهمه المرايا الرابضة عند منعطفات البحيرة الناعسة ولا انعكاساتها النرسيسية فهو ما يزال ولظرف طارئ يتجنب المشي فوق الماء لكنه يصطلي بجمر المنفى ويضرم النار في خرائطه المبللة يقرأ طالعه في شقوق الحيطان ويتبرك بشتلات من لحية شيخ زاهد في الحياة في كل لحظة تأكل القصيدة من قصعته هو اليتيم في محراب الإلهام هكذا أتلف أسنانه في قضم الوعود الكاذبة ولم يهضم سوى مرارة الحنظل