في هذا النص يقدم ابو عثمان عنترة الشاعر العربي القديم ليس على شاعر مولد محدث، او على احد اقرانه من القدامي، بل على الشعراء قاطبة، لكن ليس في الشعر جميعا، بل في معنى بعينه. هذا المعنى الذي حرص الجاحظ على التصريح بعجز الشعراء الذين عرضوا له على تأديته (...)
نستطيع القول إن القرن الثالث الهجري شهد ميلاد منهج جديد في النقد الأدبي عند العرب، يسقط عرش اللغويين في الساحة النقدية، ويعصف بالسلطان المطلق للقديم في الأحوال جميعاً، ويجعل النص الشعري هو الفيصل في أية موازنة أو مفاضلة. منهج حاول الجاحظ أن يربطه (...)
من القضايا النقدية التي نالت حظا وافرا من اهتمامات أبي عثمان الجاحظ، وشغلت حيزا من كتاباته، قضية الموازنة بين نصوص الشعر، والمفاضلة بين مبدعيها، المفضية بالضرورة الى تحديد مراتبهم وطبقاتهم.
وهو ان لم يخص هذه القضية بمؤلف، كما فعل غيره من القدامى (...)