يقدم واسيني الأعرج لروايته الجديدة «سيرة المنتهى» بثلاثة مقبوسات/ ثلاث عتبات، أولها هو «حديث الإسراء» وثانيها لابن عربي من كتابه «الإسراء إلى المقام الأسرى أو كتاب المعراج» وثالثها من «تقرير إلى غريكو» للروائي اليوناني كازنتزاكيس. أما المقبوسان (...)
كل قطرة منه أكبر من حبّة الماوردي، وأدكنُ حمرةً من قطرها، وأغزر.
مطر من دمٍ هو. لا سماء ولا كواكب. لا ليل ولا نهار. شرفات هي من دم. حدائق هي من دم، وأزقة، سررٌ وفُرُش من دم وألسنة وعيون، وهذا الصبي الذي ينبش في الحاوية، وهذه الحاوية التي تنبش في (...)
في الفورة الروائية التي قذف بها الزلزال السوري خلال السنوات الثلاث الماضية، ظهر عدد من الروايات الأولى لكتابها وكاتباتها، ومنها رواية جهينة العوام «تحت سرة القمر» (دار العوام 2014) وهي من النذر الذي صدر في سورية، ومن النزر الذي تسربلت لغته بالشعر، (...)
هذا القتل الذي يجري الآن في سورية، بهذه الأريحية وبهذا الاشتهاء، هل يجري إرضاء لرغبة داخلية في القتل؟ أم إن الضرورة التاريخية جاءت في اللحظة المناسبة، ووضعت في أيدينا سكاكين لنتذابح، مقابل أن تُسلب منا إرادة الاختيار؟ ولكن، إذا كان كل هذا القتل في (...)
منذ تعرفت إلى فواز حداد في روايته «موازييك دمشق 39» التي صدرت عام 1991، وأنا أحتفي به روايةً فرواية، إنْ لحفرياته الروائية في التاريخ، أو لإخلاصه للكلاسيكية التي أخذت تندر في الرواية العربية. ولطالما رددت أن روايات هذا الكاتب هي غالباً من «العيار (...)
تجتمع خلائط شتى في رواية شربل داغر «بدل عن ضائع» (دار الساقي)، ففيها من الرواية البوليسية مقدار، ومقدار من الرواية النفسية، عدا عما اشتهر برواية الحرب. وقد يندغم أو يتفاعل بعض ذلك ببعض، لكن ما يغلب هو أن تتجاور الأمشاج مترجحةً بين دفء الاجتماع (...)
في يوم مقبل، سيجلس سوري مع أولاده من دون دم على التلفاز، وسنخرج، نحن السكان المرعوبين من تحت الطاولات، من الملاجئ المرتجلة، لنرتمي مجدداً في حضن الشام، نرقعها بنظرة عتاب، وتمسح هي رؤوسنا كأم حنون عاقبت أولادها المشاغبين، وندمت لأنها قست عليهم أكثر (...)
من لوحة للفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي، يخرج حنظلة إلى رواية ابتسام ابراهيم تريسي «مدن اليمام» ليصير أحد رواتها، ابتداءً بما يكتبه للكاتبة عن رحلته إلى قلب نهر العاصي، فيسرد قصة الجندي الخضر الذي يعمل في نقطة مراقبة. وإذ يعود من غيبة قصيرة (...)
تُبنَى رواية غازي حسين العلي «ليلة الإمبراطور» من أحلام وكوابيس، تفتح الواحد منها هذه العبارة التراثية الشهيرة: «رأيت فيما يرى النائم». ويأتي الحلم أو الكابوس بتأثير القراءة في كتاب، مسبوقاً أو مذيلاً بما يشبكه بحياة الراوي الحالم سعيد الموظف في (...)
في عامها الرابع والعشرين تتقدم الكاتبة المصرية آية عبد الرحمن بروايتها الأولى «أيام برائحة عطرك» التي فازت بالمرتبة الأولى من جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول). تنادي هذه الرواية صبر القراءة على مدى 720 صفحة في الهيئة الروائية التليدة: (...)
هذا موظف في الإدارة العامة لاستنهاض التراث العربي، انتظر منصب المدير العام حتى أعياه الانتظار، وأعياه شعور المدير القادم المخلص المطيع، والمغمور حتى اللحظة في الظل.
إنه سميع، ذو التسعة والأربعين عاماً، والذي يقاسم صديقه عبد الهادي «بطولة» رواية خليل (...)
تطل من شرفة بيتك على الحديقة التي يتسامق فيها الزنزلخت والصنوبر والجاكاراندا، وتتمرأى في نصفها اليساري ألعاب الأطفال ومقاعدهم التي بدأت أزواج العشاق تحتلها، بعدما احتلّت مقاعد النصف الأيمن من الحديقة، المخصصة للكبار. في الشهور الأولى من الزلزال (...)
تزامنت الحرب العالمية الأولى مع الولادة الطويلة للرواية العربية، والتي ترامت ما بين منتصف القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين. ولعل ذلك وحده يفسر ندرة الأصداء الروائية العربية لتلك الحرب، كما أن تنائي الزمن عن تلك الحرب، والحرب العالمية الثانية (...)
بعد روايته الأولى «أيام في بابا عمرو»، تأتي رواية الكاتب السوري عبدالله مكسور الجديدة «عائد إلى حلب» وفيها يتابع الراوي نفسه سرديته للحرب في سورية، وقد تركزت في الرواية الأولى في حمص وريف حماة، بينما تتركز في الثانية في حلب وريف حماة أيضاً، عدا عن (...)
كتبت نمنوما:
قبل أن أنام أزحت الستارة عن النافذة. عرّيتها لتتدفأ بهذا الثلج. على الرغم من العتمة الحارقة كنت أرى الثلج. غفوت على بياضه وسواد الليل. صحوت على بياضه. أين ذهب الليل إذن؟
بهذه الأغنية سنبدأ بالاحتفال:
«قد تقضي حياتك وأنت تبني من لا شيء، (...)
في 1/10/1967 نزلت للمرة الأولى في مدينة الرقة التي ذاع صيتها منذ أكثر من سنة، ليس لأنها كانت مصيف الخليفة العباسي هارون الرشيد، ولا لأنها مدينة المبدع الكبير الراحل عبد السلام العجيلي، بل لأنها المدينة والمحافظة الأولى التي ما عاد للنظام عليها (...)
«ما يحدث كان فتح بوابة القفص أمام أجيال مكثت فيه ما يزيد على أربعة عقود، سنوات ورثها الأبناء عن آباء متَّهمين ومشكَّك بأبنائهم». تلك هي سورية في رواية السوري نبيل ملحم «بنسيون مريم» في واحد من مفاصلها، وهو ما سيتعزز في مفاصل كثيرة، يجملها قول (...)
"ما يحدث كان فتح بوابة القفص أمام أجيال مكثت فيه ما يزيد على أربعة عقود، سنوات ورثها الأبناء عن آباء متَّهمين ومشكَّك بأبنائهم". تلك هي سورية في رواية السوري نبيل ملحم"بنسيون مريم"في واحد من مفاصلها، وهو ما سيتعزز في مفاصل كثيرة، يجملها قول (...)
أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، أنه أكمل ترتيبات سفره إلى الولايات المتحدة لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، واعتبر أن أمريكا لا تستطيع اعتراضه لأنها لا تملك قانوناً يمنحها حق اتخاذ إجراءات (...)
يصل رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الثلاثاء، على رأس وفد رفيع المستوى، تلبية لدعوة الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وسط توقعات بفشل الرئيسين في التوصل لاتفاق حول مجمل القضايا العالقة بين السودانين. لكن الخرطوم (...)
يصدّر الكاتب السوري نبيل الملحم في روايته «سرير بقلاوة الحزين» بما يُعيّن ثورتين في سورية، تمتد ذاكرة الأولى من 24/6/2002 إلى 24/7/2002، والثانية تبدأ الرواية كتابتها مساء 29/6/2011 وتمتد إلى المساء ذاته. وإذا كان الكاتب أهدى الثورة الأولى إلى «فارس (...)
يصدّر الكاتب السوري نبيل الملحم في روايته"سرير بقلاوة الحزين"بما يُعيّن ثورتين في سورية، تمتد ذاكرة الأولى من 24/6/2002 إلى 24/7/2002، والثانية تبدأ الرواية كتابتها مساء 29/6/2011 وتمتد إلى المساء ذاته. وإذا كان الكاتب أهدى الثورة الأولى إلى"فارس (...)
لعل حي بابا عمرو - مدينة حمص - قد حفر اسمه في وجدان كل من بلغه نبأ الزلزال السوري. وهذا الحي واحد من العشوائيات التي تزنّر حمص، وقد تطور من قرية صغيرة إلى حي كثيف يعود أصله البدوي إلى عشيرة «المشاهدة» من «العقيدات». وقد حلّ تهريب المازوت في السنوات (...)
لعل حي بابا عمرو - مدينة حمص - قد حفر اسمه في وجدان كل من بلغه نبأ الزلزال السوري. وهذا الحي واحد من العشوائيات التي تزنّر حمص، وقد تطور من قرية صغيرة إلى حي كثيف يعود أصله البدوي إلى عشيرة"المشاهدة"من"العقيدات". وقد حلّ تهريب المازوت في السنوات (...)
تخرج سوسن جميل حسن في روايتها «النباشون» (دار الآداب، 2012) عن الغالب في الحفريات الروائية العربية، إذ توقف روايتها الجديدة على القاع الاجتماعي السوري، كما هو في مدينة اللاذقية، حيث تتدافر أحياء السكنتوري والغراف والرمل الفلسطيني وعين التمرة وبستان (...)