أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، أنه أكمل ترتيبات سفره إلى الولاياتالمتحدة لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، واعتبر أن أمريكا لا تستطيع اعتراضه لأنها لا تملك قانوناً يمنحها حق اتخاذ إجراءات ضده، في وقتٍ طبقت الحكومة السودانية بشكلٍ مفاجئ عشية الأحد زيادةً في أسعار المحروقات والسلع الأساسية. في الوقت نفسه، نفذت السلطات الأمنية السودانية أمس وأمس الأول حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من قيادات المعارضة وبعض الناشطين، كما فرضت السلطات إجراءات أمنية مشددة في شوارع الخرطوم تحسباً لأي مظاهرات عقب تطبيق زيادة أسعار المحروقات والسلع الأساسية. وفي مدينة ود مدني وسط السودان، اندلعت تظاهرات احتجاجاً على ندرة الخبز وارتفاع أسعاره، وأشعل المتظاهرون النار في إطارات السيارات في الطريق الرئيس المؤدي إلى السوق الشعبي، واستمرت موجة الغضب حتى ساعة كتابة هذا التقرير. ورفض المتظاهرون في ود مدني الزيادات الكبيرة على أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية، وأفاد شهود عيان بسقوط قتيلين في المدينة التي تعد عاصمة ولاية الجزيرة. وتحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف وشغب وأحرق المتظاهرون ممتلكاتٍ عامة من بينها مباني مبنى تليفزيون ولاية الجزيرة ومركبتان تتبعان لشرطة الولاية. كما سيطر المتظاهرون بحسب شهود عيان على شوارع رئيسية في المدينة والطريق الرابط بين الخرطوم ومدني بعد فشل الشرطة في التعامل معهم، كما شهدت مدن بورتسودان (شرقاً) والمناقل ورفاعة مظاهرات بدرجة أقل حدة. وفي العاصمة السودانية، خرجت احتجاجات متفرقة أمس في ضاحية الديم وجامعة النيلين لكنها بدت محدودة. وفي القاهرة، نظم العشرات من السودانيين المقيمين في مصر وقفة احتجاجية أمام سفارة الخرطوم حاملين شعارات ولافتات تطالب بإسقاط النظام «الذي أدت سياساته الاقتصادية إلى إفقار المواطن السوداني»، حسب قولهم. بدورها، أصدرت الشرطة تعليمات مشددة بالتعامل مع أي تجمعات بحسم.وفي مؤتمرٍ صحفي ليل الأحد، قال عمر البشير إن «حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة من حقنا». وأضاف «سأذهب إلى أمريكا، ولن يسألني أحد، فليس هناك قانون في الولاياتالمتحدة يعطيها الحق في اتخاذ إجراءات ضدي، فهي ليست عضواً في نظام روما»، وكشف عن حصوله على تصريح عبورٍ إلى المغرب، ومنها عبر الأطلنطي حتى نيويورك، مشيراً إلى أنه أنهى الإجراءات كافة بما فيها مقر الإقامة هناك. وكشف الرئيس عمّا سمّاه «اتفاقاً جاهزاً» بين حزبه وحزب الأمة القومي المعارض عبر لجنة مشتركة برئاسة نائبه الحاج آدم يوسف، توصلت إلى اتفاق بشأن كل الإجراءات الحالية. غير أن القيادية في حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي، سارعت فور نهاية حديث البشير إلى تكذيبه وأكدت عدم وجود أي اتفاق مع المؤتمر الوطني. في سياقٍ متصل، نفذت أجهزة الأمن السودانية عشية الأحد حملة اعتقالات واسعة طالت بعض الكوادر الحزبية، وأبرزها صديق يوسف (الحزب الشيوعي)، محمد عبدالمنعم ومنذر أبوالمعالي (الحزب العربي الناصري الوحدوي)، محمد حسن بوشي (حزب البعث)، وعمر دفع الله (حزب الأمة). بينما شوهدت سيارات تتبع لجهاز الأمن قرب منزل زعيم المعارضة فاروق أبو عيسى، كما نقلت مواقع التواصل الاجتماعي مداهمة منزل القيادي في حزب البعث السوداني محمد ضياء الدين.