ظهر يوم الثلاثاء والسوق مكتظة بزبائنها، من أهالي (أبها) والقادمين من القرى المحيطة يعرضون بضائعهم من فواكه وخضار، والعسل بأنواعه والحطب والفحم، رائحة السوق، تضفي على الناس؛ البهجة وصفاء الأنفس، فجأة وإذا بسحب سوداء ورعد يملأ المدينة بدأ الناس في (...)
ها هو الليل يمتد بطيئاً يطبق على أنفاسي يمنع النوم عن أجفاني المتعبة.
في الظلام تنبثق الأحلام، تملأ أركان الغرفة التي تضم جسدي المنهك، ها هي أمواج الظلام تصدر أصواتها المتكررة، هرب النوم متجهاً لصوت موج الظلام الهادر وتركني أعاني الأرق.
كانت الظنون (...)
في البدء جاء رجل من أقصى قريته الجبلية الملتصقة بالسماء يسعى، قرر في ليلة أن يسكن بجانب البحر، يراقب تغير أمواجه، كأن كل موجة تبوح له بسر رحلتها، الموج سلسلة من الحكايات التي لا تنتهي، البحر هو الوحيد الذي ينتقل من بلدٍ لآخر دون وثيقة سفر، البحر هو (...)
التغيير سنة الحياة، والمقابل له هو الموت المؤكد، ولكن هذه المسافة الضيقة جدا أربكتني، هنا معنى خاطف للحياة التي نعيشها مع العائلة والأبناء والأصدقاء بالذات.
لعنتي الأبدية حب الأصدقاء والتفاني في خدمتهم إن استطعت لذلك سبيلا، بجهدي المتواضع.. وقدراتي (...)
نعم هناك فرق كبير بين الفنان ناصر القصبي في اسكتشات «طاش ماطاش» الخفيفة والمتكررة، و«العاصوف» الذي غادر الكوميديا الخفيفة إلى العمل التراجيدي، وهو أهل لذلك ولديه القدرة على هذا الفن الصعب، ساعده النص وفتحت له الملفات لينهل منها الحقيقة الرسمية من (...)
لا يذهب خيالك بعيدا، فلن أذهب بك إلى متاهة الدعايات والفراغ الذهني الذي يأخذ بنياط قلوبهن أو لمادة متورمة تصور التراب تبرا، وتتعذب أو يتعذب لتقديم الزائف على الحقيقي. تلك الابتسامات المغتصبة والضحكات المفتعلة لا تصدر إلا من قلبٍ مجروح ووجوهٍ زائفة، (...)
أخوكم لا يفهم في السياسة والاقتصاد ولا كواليس الفن والرياضة، فجميعها متقلبة ولا يمكن أن تعرف مدى صدقها من كذبها حتى الفن الذي تحول من مشاعل من نور هبط ليتبع قبح السياسة ودهاليزها المظلمة وبشاعة تقلباتها التي تودي بالإنسان إلى التهلكة والموت شريطة أن (...)
حين بدأت الرؤية، لم تكن مجرد حلم فقط، بل نهضة جديدة تضيف لما سبق من منجزات وهي كثر ومتعددة، لونا آخر ونمطا يساير العصر. حديثي هنا عن «نموذج المرأة» التي دخلت عنوة إلى معترك الصراع، والذي سرقه منها «الإخوان المسلمون»، ولم يدركوا أن الملك فيصل - رحمه (...)
كان ولا زال نجماً بهدوئه الذي يستفزك، ولكن هذا الهدوء لا يلبث عمراً قصيراً من الزمن، فإذا به يقنعك، والأدهى من ذلك أن تقتنع.
هذه العذوبة لا يمتلكها إلا هذا الشاعر العذب والذي يسمى (علي غرم الله الدميني)، وهو سيد جلسات الحوار الثقافي بلطف ربما تضيق (...)
كنت له جملة مفيدة لي، وإضافة لديه، لأنه حاول أن يقدم نسخة لا تشبهه، بل في حالة من رغبته التي تتجاوزه، وهذا نجاح خارق لا يقوم به إلا الأنقياء ممن قاموا بتعليمنا من أول حرف حتى تخرجنا للعمل وللحياة.
المعلم الأول في هذه الحياة هو الأب، الذي يجلب الصحف (...)
كنا من مدة ليست بالبعيدة نهزأ من فكرة رقم السيارة المميز، أو رقم الهاتف المميز وحتى هذه اللحظة لا أستوعب ذلك، بل لا أجد له المبرر المقنع، لكن الأمور تسير لفترات معينة ثم تخفت هذه الظاهرة التي هي بلا سبب منطقي يدعمها، إلا سبب واحد وهو فكرة (التباهي) (...)
سمعنا هذه الكلمات مرارا وتكرارا، بل إنها دخلت أذهاننا كحقيقة.
لا أعرف من الذي ألصق هذه العبارة السلبية بجدار صامت، لم نسمعه يوما ما يتحدث أو يهمس!
ربما ومنذ زمن بعيد أطلقها رجل فشل في مهمته الأمنية، وألصقها بالجدا.
، في كل البلدان كانت هذه التهمة (...)
ظننت أن السنوات الأخيرة من تقدمنا العلمي تماشت مع الطفرة التقنية التي اختصرت المسافات، وظننت أن الرؤية بتنوعها على كل صعيد تساهم في إلغاء البيروقراطية التي تنبع من فكر وظيفي لا يفكر إلا في الترقية التي تمنحه راتباً، لكنه لم يفكر ولو لوهلة أن يبدع أو (...)
بحث عن عمل، بعد أن تخرج، من الجامعة، لم يجد وظيفة تناسبه، وبحكم التقاليد التي لا تأبه لشيء، قيل له لا بد أن تتزوج، كان خاله هو الذي اقترح تلك الفكرة، قال له: يا خالي لم تتوفر لي وظيفة حتى هذه اللحظة، ولا أملك سكنا، ربما بعد حين تتبدل الأحوال.
قال له (...)
حين انطلقت الرؤية، والتي كان عرابها الأمير محمد بن سلمان، كانت تهدف لجلب الاستثمارات الأجنبية بادئ ذي بدء، وخلق حراك اقتصادي للوطن جميعه دون استثناء.
هذا الأمر أو هذه الخطط الطموحة لن تصبح أمرا واقعا في رفة جفن، بل تستغرق زمنا طويلا ودراسات معمقة، (...)
تتمة لهذا المثل (ما مثل بيتي سقى الله لي مساه) إن لم يخب ظني فإن الذي أطلق هذا المثل فإنه بالحتمية الواضحة، إنما يقصد الوطن، هذا الوطن الذي يمنحنا الأمان والدفء والشعور بالأمان، البيت رمز جلي للدفء والمحبة، البيت هو الذي تنطلق منه أفراحنا وأمانينا (...)
حين بدأت كتابة قصة طويلة تتحدث عن أحوال الناس خارج ذلك المشفى الذي يضم مرضى، الله وحده يعلم بشأنهم وهل هم على مستوى واحد من المرض، ومن الذكاء الذي تعدى حدوده للذهن البشري فوصل إلى مرحلة الهذيان وتلك مرحلة ربما تؤثر لدى الطبيب المعالج في قدرته على (...)
لم يكن عبدالله العوهلي باحثاً عن الشهرة، إلا أنه ورفيق دربه محمد القاضي وجدا في الكتاب والحديث منه ضالتهما وقاما بتأسيس مكتبة (دار العلوم) وكان مقرها الأول في شارع (الستين)، ثم انتقلت إلى مبنى العقارية في الشارع نفسه، وتم إضافة قسم للكتب الإنجليزية (...)
كنت أتابعها وهي تنشر الغسيل على مجموعة الحبال ببلكونة المنزل، رغم أنه عمل معتاد، لكن تلك الوهلة الأولى التي أراقبها وهي تردد مقاطع من أغنيات أعرفها، وشعرت بها، وبنشوة أداء تلك المهمة التي من المؤكد أنها يومية، وقررت أن أختلس بعض الوقت لأراقبها. في (...)
وأقصد ذاكرتي انطمست جميع الوجوه التي بالتأكيد قد عايشتها ردحا من الزمن، لا أعرف مدته، بصعوبة بالغة وجدت وجوها معي داخل البيت، كنت ألوذ بصمت مطبق وأسأل في دخيلة نفسي كل يوم: من هؤلاء؟
كنت أتعذب ويأخذ التعب والإرهاق مني كل مأخذ وكنت في جميع الأوقات (...)
تلك قوانين الحياة المرتبطة بالنهايات المحتومة، أو هو قانون الحياة الذي لا يستثني أحداً ( كبر أو صغر ) لم أستطع الكتابة ، بشكل يليق بهذا الإنسان العذب والذي أسماه والده : فهد، وحين شاء القدر أن أكتب في جريدة الرياض حيث رأس تحريرها بعد تجربته في مجلة (...)
بكت جدتي دون أن نسمع لها صوتا أو نشيجاً لكن الدمع الذي انهمر كان دلالة فاضحة، لم يجرؤ أحدنا أن يعرف مصدر هذا البكاء الصامت وسببه،كانت التجاعيد التي ألفنا محبتها مليئة بماء العينين الصافي، بطرف (شيلتها) المضمخة بالطيب والكادي وعطر ليالي باريس الذي (...)
لم يخطر ببالي ولو لحظة أن أدرك تلك العلاقة الحسية بيني وبين الدرج الذي أصعده وأهبط منه عشرات المرات، ولذا عرفت قيمة الصعود إلى الأعلى وعرفت أيضا أن الهبوط هو مسألة طبيعية في الحياة ولعبتها التي لا ندرك أننا أحجارها المتنقلة من مربع إلى آخر دون (...)
(إنما العاجز من لا يستبد)
(إنما العاجز من لا يستبد)
(إنما العاجز من لا يستبد)
أعادها مرة تلو الأخرى، وكأن معجم كلماته قد خلى من سواها.
ضرب بيده مسند عرشه بقوة، فاهتزت مقتنياته الثمينة على رفوفه.
فقال مخاطباً نفسه: كيف لي ألا أستبد وأنا من أنا؟ كيف (...)
قبل شروق الشمس كنت أسمع صوته، وقبل الغروب كان يتلو قصائد الأصوات، أصبحت أنتظر موعده مع الشروق والمغيب، في بداية الأمر لم أحمّل معنى التوقيت أكثر مما يحتمل، ولكن عادة بدأت تنمو لدي دون أن أدرك وقوعي في شركها اليومي، الشجر في حديقة المنزل طويل بفعل (...)