ظهر يوم الثلاثاء والسوق مكتظة بزبائنها، من أهالي (أبها) والقادمين من القرى المحيطة يعرضون بضائعهم من فواكه وخضار، والعسل بأنواعه والحطب والفحم، رائحة السوق، تضفي على الناس؛ البهجة وصفاء الأنفس، فجأة وإذا بسحب سوداء ورعد يملأ المدينة بدأ الناس في (...)
ها هو الليل يمتد بطيئاً يطبق على أنفاسي يمنع النوم عن أجفاني المتعبة.
في الظلام تنبثق الأحلام، تملأ أركان الغرفة التي تضم جسدي المنهك، ها هي أمواج الظلام تصدر أصواتها المتكررة، هرب النوم متجهاً لصوت موج الظلام الهادر وتركني أعاني الأرق.
كانت الظنون (...)
في البدء جاء رجل من أقصى قريته الجبلية الملتصقة بالسماء يسعى، قرر في ليلة أن يسكن بجانب البحر، يراقب تغير أمواجه، كأن كل موجة تبوح له بسر رحلتها، الموج سلسلة من الحكايات التي لا تنتهي، البحر هو الوحيد الذي ينتقل من بلدٍ لآخر دون وثيقة سفر، البحر هو (...)
بحث عن عمل، بعد أن تخرج، من الجامعة، لم يجد وظيفة تناسبه، وبحكم التقاليد التي لا تأبه لشيء، قيل له لا بد أن تتزوج، كان خاله هو الذي اقترح تلك الفكرة، قال له: يا خالي لم تتوفر لي وظيفة حتى هذه اللحظة، ولا أملك سكنا، ربما بعد حين تتبدل الأحوال.
قال له (...)
تتمة لهذا المثل (ما مثل بيتي سقى الله لي مساه) إن لم يخب ظني فإن الذي أطلق هذا المثل فإنه بالحتمية الواضحة، إنما يقصد الوطن، هذا الوطن الذي يمنحنا الأمان والدفء والشعور بالأمان، البيت رمز جلي للدفء والمحبة، البيت هو الذي تنطلق منه أفراحنا وأمانينا (...)
حين بدأت كتابة قصة طويلة تتحدث عن أحوال الناس خارج ذلك المشفى الذي يضم مرضى، الله وحده يعلم بشأنهم وهل هم على مستوى واحد من المرض، ومن الذكاء الذي تعدى حدوده للذهن البشري فوصل إلى مرحلة الهذيان وتلك مرحلة ربما تؤثر لدى الطبيب المعالج في قدرته على (...)
لم يكن عبدالله العوهلي باحثاً عن الشهرة، إلا أنه ورفيق دربه محمد القاضي وجدا في الكتاب والحديث منه ضالتهما وقاما بتأسيس مكتبة (دار العلوم) وكان مقرها الأول في شارع (الستين)، ثم انتقلت إلى مبنى العقارية في الشارع نفسه، وتم إضافة قسم للكتب الإنجليزية (...)
وأقصد ذاكرتي انطمست جميع الوجوه التي بالتأكيد قد عايشتها ردحا من الزمن، لا أعرف مدته، بصعوبة بالغة وجدت وجوها معي داخل البيت، كنت ألوذ بصمت مطبق وأسأل في دخيلة نفسي كل يوم: من هؤلاء؟
كنت أتعذب ويأخذ التعب والإرهاق مني كل مأخذ وكنت في جميع الأوقات (...)
لم يخطر ببالي ولو لحظة أن أدرك تلك العلاقة الحسية بيني وبين الدرج الذي أصعده وأهبط منه عشرات المرات، ولذا عرفت قيمة الصعود إلى الأعلى وعرفت أيضا أن الهبوط هو مسألة طبيعية في الحياة ولعبتها التي لا ندرك أننا أحجارها المتنقلة من مربع إلى آخر دون (...)
أن تدخل سوق الثلوث بمفردك، هي المغامرة الاولى في حياتك، لم أكن غريبا عن السوق وضجيج الناس والروائح والأنفاس، كان عمي يمثل لي حماية من أي أَذًى محتمل، ابتسمت وكأن ثقة أمطرت علي فجأة.
تذكرت ذلك الشاب الذي يكبرني بسنين عدة، لا زلت أتذكر سنه المذهب (...)
لا زالت الصور القديمة لشارع (المتنبي) في بغداد الفكر والإبداع، تحز في خاطري ونحن جميعا نشاهد الموت الذي يتجول بديلا للسياب والجواهري ولميعة عباس عمارة. لم نعد نسمع من تاريخ بغداد الغنائي سوى أغنية (البرتقالة) التي تسيء إلى الفن الراقي وأهله.
ثم يمم (...)
آمل من كل قلبي وأقول ذلك صادقًا، ألا يقفز أحدهم بمجرد قراءته لعنوان المقال ليعترض، وهو بذلك يؤكّد فكرة العنوان دون الولوج إلى صلب الموضوع وقراءته بوعي وتأنٍ، (القبائل.. لم تتغير). ليس ذلك طبيعة فكرية تلازمها على مدى الأعوام، والمستغرب أن الأجيال لا (...)