حين انطلقت الرؤية، والتي كان عرابها الأمير محمد بن سلمان، كانت تهدف لجلب الاستثمارات الأجنبية بادئ ذي بدء، وخلق حراك اقتصادي للوطن جميعه دون استثناء. هذا الأمر أو هذه الخطط الطموحة لن تصبح أمرا واقعا في رفة جفن، بل تستغرق زمنا طويلا ودراسات معمقة، تدرس جميع الاحتمالات، بل وتكون على أهبة الاستعداد لتفادي النقص، بل تصل إلى تغيير الخطة بالكامل إذا استدعت ذلك الضرورة، لتفادي النتائج المخيبة للآمال، وهذا يعنى بالأهداف الكبرى والطموحات الأكبر، المجال للفشل غير وارد البتة، ونشعر جميعا بهذا السير الحثيث تجاه تحقيق الأهداف المرسومة. من جانب آخر لم تغفل الخطة في جوانبها المتعددة نسيان أصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة، وأخص بالتنويه على المواطن ومنشأته الصغيرة، والتي تفتح له باب رزق بسيط ومتواضع يقيه العوز، والخطة تحاول انتشال هذه الفئة والطموحة للأخذ بأيديهم إلى مستويات أفضل، بل وتشجعهم على ابتكار منافذ جديدة للبيع، وإيجاد فرص مواتية. ولعلنا شاهدنا على تويتر اثنين من أصحاب هذه المؤسسات متناهية الصغر، والذين يرفعون صوتهم أمام المراقبين، والذين يطبقون الغرامات عاجلا دون إنذار مسبق، ورأيي أن فكرة المبالغ التي تكسر ظهر المستثمر ومنشآته الصغيرة أو متناهية الصغر، ليس لها جدوى، ولو احتسبت نقاطا للموظف للترقية، لكن لها الجدوى على الطرفين.. أنا مع الإنذار لثلاث أو خمس مرات، وأن تكون الغرامات منطقية، وإلا (راحت الغنم في العطية)، مثلما يقول المثل.. محسوبكم لا يملك مؤسسة لا كبيرة ولا متناهية الصغر، لكن الرحمة على المستثمر المبتدئ ستكون له حافزا يغريه بتقديم المزيد من العطاء للوطن، يكفي ما يدفعه للكثير من الجهات الحكومية، وكأنها؛ أي هذه الجهات، لها نصيبها والمُبالغ فيه جدا جدا.. وسلامتكم.