في كل مرة يعرض الرسام كريم سيفو من مواليد 1955 رسومه يستأنف من جديد ولعه التجريبي. وإذا كان نصيب مغامرته الشكلية من التجريب اكبر بكثير من نصيب مغامرته الفكرية فان اشكاله المتغيرة كانت تجلب معها افقاً فكرياً مختلفاً، من غير ان يكون للرسام يد في ذلك (...)
3/2/1998
إذا جن الخطأ. صاحبنا الذي نتذرع بصبره. ما الذي سنفعله؟ لن يكون السؤال هذا ضرورياً دائماً. فحين يُرمى المرء كحصاة في قاع نهر صاخب، لن يسمعه أحد وهو يصرخ: لست من اخطأ، أو يساق بعنف كعشبة يابسة وسط ريح، تتفتت كلماته كما لو أنها صنعت من الرمل. (...)
غالباً ما يجيء كلام الرسامين العرب على صلتهم بالتراث او تقييمهم له وكأنه محاولة لحذف اتهام ما، اتهام يتضمنه السؤال وإن بشكل خفي. حتى ان عدداً كبيراً منهم جعل من هذه الصلة الملتبسة، لا على مستوى الاداء الشكلي فحسب، بل وعلى مستوى التفاعل المفاهيمي (...)
صدر في بغداد كتابان جديدان، تجمع ما بينهما الغربة والغرابة : "من معجم ابي حيان التوحيدي" لمؤلفه نعمة رحيم العزاوي، و"الاسلوب العالمي في العمارة بين المحافظة والتجديد" لشيرين احسان شيرزاد. هناك دعابة سوداء تختصر المسافة بين نسيجين، هذه المسافة ليست (...)
كل شيء، هنا، يجب قراءته بالمقلوب. بدءاً بالتراتبية الطبقية وانتهاء بالاعلانات التي تبثها قناتا التلفزيون الرسميتان. ذلك لأن التقاط الحقائق مثلما هي في بلد محروم من ايسر نِعم ثورة الاتصالات الحديثة كالعراق هو من اكثر المهمات عسراً. خاصة وان الحقائق (...)
على رغم ان الفنان التشكيلي عاصم عبدالامير انهى دراسته الفنية في بغداد عام 1979 وصار الرسم يشغل الحيز الاعظم من حياته. غير انه لم يسع الى اقامة معرض شخصي الا في كانون الأول ديسمبر 1997 في قاعة "اثر". غير ان مشاركاته المستمرة، سواء في المعارض السنوية (...)
غالباً ما تكون للغزاة فرصة للكتابة، يُحرم منها المقهورون. فكأن هذه الفرصة واحدة من أهم غنائم الغزو، لا لأنها وسيلة لنشر ثقافة الغازي بحقائقها المضللة، بل لأنها تصنع للغزو ثقافة، الأمر الذي يجعلها أداة لاطالة الشعور بلذة فعل الغزو ونشوته. قبل ستة عشر (...)
يقام حالياً في غاليري «تيت مودرن» - لندن معرض استعادي لأعمال النحات الأميركي ألكسندر كالدر الذي ارتبط اسمه بالنحت الحركي. كالدر لم يغب يوماً عن المدن الأوروبية. لا يحتاج استحضاره إلى إقامة معارض لأعماله.
هناك مدن عدة كانت اقتنت أعمالاً منه لتزين بها (...)
في ديوانه الجديد «وطن يتهجى المطر» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) يكتب الشاعر العراقي علي جعفر العلاق في محاولة منه لالتقاط تفاصيل كانت قد أسرته من غير أن يتمكن من بعثها حية بعد أن انضمت إلى خزانة ذاكرته باعتبارها نوعاً من النفائس الغامضة. صحيح (...)
ميدل ايست أونلاين
"ايران الفستق هي نفسها ايران ولاية الفقيه وهي نفسها التي ترغب في تصدير الجهل والامية والخراب والذل إلى كل جزء يقيم فيه الشيعة من العالم العربي."
كان بعض رجال الدين قد أفتى بعدم جواز أكل الجبن وحده. فذلك من وجهة نظرهم فعل غير مستحب، (...)
لن يكون في إمكان الفنان ضياء العزاوي ألا يلتفت إلى أعماله التي ينجزها بشغف العاشق المتمرد من أجل عمل واحد، يبدو فيه قد ارتقى واحدة من القمم التي اعتاد في كل مرحلة من مراحل تطوره الاسلوبي أن يصل إليها. غير أنه غالباً ما كان يفعل ذلك مضطراً، وإن (...)
هل علينا تفادي النظر إلى نسائه اللواتي يقمن في اللوحات بعيون شبقة، رغم معرفتنا بتخليهن عن صفاتهن الواقعية؟ قد ينصحنا طارق بطيحي في معرضه الجديد (قاعة 56 - بيروت) بذلك، من أجل أن ننصف قدرته على أن ينحرف بتلك الأجساد من حسيتها الفائضة إلى فضاء جمالي (...)
كما لو أنه كان رسول عصر لم يعشه أحد سواه. مساء يوم ما من سنة تسعينية مبكرة تنتمي إلى القرن الماضي، «مثله تماماً» لم نكن نفكر في هذه الطريقة حين كنا نجلس متلهفين في انتظار مقدم الأسطورة في نادي اتحاد الأدباء ببغداد. كنا مسكونين ببيته الشهير «أجمل (...)
كان عليه أن ينصت قبل سنوات لنصيحة صديقه الأديب إدمون عمران المليح ويتوقف عن الرسم. ثقته بعمق رؤية صديقه دفعته إلى اتخاذ قرار مصيري طبع حياته بصبغته أكثر من عشر سنوات. لقد تفرغ الرسام المغربي حسان بورقية (1956) يومها للكتابة والترجمة. غير أن عينه (...)
تأخرت شيرين نشأت علينا وتأخرنا عليها حتى صارت جزءاً من الماضي وصرنا لا نرى في صورها إلا نوعاً من الإعلانات القديمة. لعبتها المتخيلة لم تعد جديدة. هناك اليوم الكثير من شبيهاتها وأشباهها. مَن قلدها ومَن تفوق عليها ومَن يُذكر بها من غير أن يكون نسخة (...)
للمرة الثانية خلال سنتين يقيم الخطاط السوري منير الشعراني معرضاً شخصياً في قاعة (آرت أون 56) في بيروت. وكما يبدو فان معرضه الجديد لا يأتي رغبة منه في عرض جديده، بل هو محاولة من قبله لاستدراك ما فاته في العرض الأول.
هذا فنان يتغير وقد لا تكمن أهمية (...)
تنتظر الرسامة ماجدة نصر الدين (لبنانية مقيمة في دولة الإمارات) أن تسعفها رسومها بإمكانية النظر إلى ما لا يمكن استحضاره بصرياً من الأشكال. وهي أشكال تتم استعادتها مجزأة من غير أن تكون معنية بماضيها. فالرسامة تنقب في طبقات السطح التصويري كما لو أنها (...)
يحتفل تيت غاليري في لندن هذه الأيام بالذكرى الثلاثين للإعلان عن جائزة تيرنر للفنون. وهي كما تُقدم في الإعلام والمحافل الفنية أرقى جائزة تمنح لفنان في عالمنا الراهن. قيمتها المادية (40 الف جنيه استرليني، يذهب منها 25 الفاً إلى الفائز الأول فيما يمنح (...)
قبل سنتين غادر مصطفى الياسين وهو فنان سوري من حمص الاراضي الفنلندية بعدما اقام هناك أكثر من عشرين سنة. كما لو أنه اراد بهذه الخطوة ان يتشبه بإخوته وأخواته الذين نزحوا من حمص في اتجاه الشتات داخل سورية وخارجها. كانت بلاد ادفارد مونخ وجهته حيث استجاب (...)
هل تستدرك فريال الاعظمي وهي ابنة عائلة بغدادية عُرفت بشغفها بالفن خطأ قديماً بما يشبه الخطأ، لكي تفسر تجريدياتها الحروفية بما يعيد الحظوة الى الشعر، باعتباره مصدر الهام بصري؟
كانت الفنانة العراقية المقيمة في البحرين قد اقامت قبل سنتين أو ثلاث معرضاً (...)
سوق أم معرض؟
يقع الكثيرون في سوء الفهم حين يظنون أن حدثاً مثل «بيروت آرت» انما يمثل اطلالة شاسعة على المشهد التشكيلي في لبنان وجزء من العالم، هو ذلك الجزء الذي قدمت منه صالات عرض فنية لكي تعرض بضاعتها في بيروت باعتبارها عاصمة افتراضية للفنون، على (...)
أن تدخل قاعة العرض فتجدها فارغة من غير أن يكون في إمكانك أن ترى شيئاً: هذا حدث مفزع، ستخشى بسببه أن يتهمك الآخرون بالعمى وتتذكر حكاية أندرسن عن الملك العاري. لكنّ الأمور ليست بمثل هذا التبسيط في قاعة تانيت - بيروت حيث أقام ستة فنانين معرضاً مشتركاً، (...)
تضحك ريم يسوف بخفر حين تسألها عن رسومها المكتظة بالأطفال، مبهمي الملامح. تشبه ضحكتها مزاج أطفالها المحلق. ما يكفي من ذلك المزاج لكي يسود الهدوء أرجاء قاعة العرض. هل تكفي ضحكة كائن ارضي لاستدعاء كائنات تقيم وراء حُجب براءتها في عصر يسوده الخبث؟ ثم ما (...)
«تراتيل بابلية» هو عنوان المعرض الفني العراقي الذي رعته اخيراً مؤسسة العويس في دبي ببراءة لا يمكن سوى الثناء عليها. بالنسبة إلى المؤسسة الراعية كانت هوية المعرض العراقية دافعاً رئيساً لما قامت به من احتضان وحنو. فالبلد الذي يوصف بمهد الحضارات يقف (...)
فارق رسام المائيات العراقي عبد الأمير علوان الحياة في تكساس قبل أيام. كان المغتربون العراقيون يحرصون على اقتناء أعماله لأنها تحيي في أعماقهم عاطفة كان علوان قابضاً على جوهر غصّتها، إلى أن مات هو الآخر غريباً.
قلت له ذات يوم ممازحاً «أنت بعيد يا (...)