الرواية كما نعرفها هي السرد القصصي الذي يعد حديثاً إذا ما قورن بما قبل العصر الكلاسيكي للقصة، التي أتاحت لها البرجوازية الظهور بعد تنامي اكتساب الفرد الحرية الشخصية، ورغبته في الانطلاق صوب مواضيع بعينها، لا تنحصر فقط ضمن الإطار الغرامي، الاجتماعي، (...)
عادة ما يحرص المحلل والكاتب على الاستماع لشتى وجهات النظر حتى يكون ملماً بأي قضيةٍ من جميع أوجهها، ويعي جيداً مواقف الأطياف منها على اختلافها، وحتى يستطيع أن يكتب بموضوعية ويتحدث بحرفية، ويؤثر على القارئ أو من يستمع له وخصوصا في الحوارات الإخبارية (...)
تعودنا ونحن أطفال حال تعرضنا للوعيد والتهديد من أهالينا إن ارتكبنا خطأً أن نخوف "بالبعبع"، فما كان من الأمر إلا أن نفغِر أفواهنا ويصيبنا الخوف والذعر الممزوج بالبكاء وبسراب وعود الطفولة البريئة بعدم إغضاب الوالدين وارتكاب ما ينهوننا عنه.
ما أثار في (...)
المملكة العربية السعودية علمت واستشعرت أنها مقبلة على اشتباك لتكسير العظام وفرض عضلات تدير رحاها قوى جارة وإقليمية ودولية، وصراع طويل لا تمليه فقط المصالح الاقتصادية، بل باتت تحركه النزعات الدينية المذهبية والقومية، فوعت دروس الماضي البعيد والقريب (...)
ماذا لو تبرعت إحدى الفتيات من ذوات القد المياس والوجه المملوح وقررت أن تعيد تمثيل التجربة الأمريكية والنيوزيلندية في أحد بلداننا العربية، لتستكشف مدى اهتمامنا بالمرأة عدا حقوقها طبعا، وهل يا ترى سنكون كالسادة النيوزيلنديين أقل تحرشاً بها، أم (...)
المجلس العسكري لعشائر الأنبار هو عبارة عن تحالف عسكري لفصائل وقبائل وعشائر عراقية وطنية، لا علاقة لتنظيم دولة العراق والشام فيها أو ما يُسمى «داعش» كما يروج المالكي وتحالفه في كتلة دولة القانون، كما لا علاقة أو وجود للقاعدة وعناصرها معهم.
وتوصيف (...)
«يا فرحة ما تمت» هو ما يمكن قوله بالعامية على فشل تسليم المعارضة السورية مقعد سوريا في الجامعة العربية، فالخلاف العربي الذي قادته العراق والجزائر ولبنان أسهم في تأجيل المطلب المستحق، وأعطى للأسف ورقة التوت للنظام كي يوصل رسالةً للعالم أن الصراع في (...)
لو كل دولة في العالم تواجدت فيها أقلية مختلفة عرقيا ومذهبيا عن الأغلبية من السكان وطالبت بالاستقلال واستقلت لتحول العالم إلى دويلات صغيرة، ولكن هل يستوي الجميع في ذلك!
نظريا، تقول لنا المواثيق الدولية نعم، لكن الوقائع على الأرض مختلفة ولنا في دولة (...)
الفضفضة والتنفيس بالحديث علاج عند من يقدر أن للإنسان طاقة استيعابية ستوشك على النفاذ إن تجاوزت حد الاحتمال عنده بالبقاء متوازناً وبوعيه دون الانفجار. هي وسيلة إنسانية تنافي وتغالط القول الشهير بأن السكوت من ذهب، وهي فن لا يتقنه الثرثار ولا النمام (...)
على الرغم من كل ما قيل وما رأيناه وما شاهده العالم أجمع من وحشية النظام السوري، وعلى الرغم من تقرير منظمة العفو الدولية الأخير، الذي وثق بالصور، الآلاف منها، والمهربة عبر منشقٍ عن النظام، لضحايا التعذيب البربري في السجون السورية ولمعارضي الأسد، وعلى (...)
كثيرون يستخدمون الإسلام ويتذرعون به وينادون, لكن القليل منهم فقط يخدمونه....، وكثيرٌ يرفعون شعارات المقاومة والممانعة والوطنية والقومية لكنهم يحاربونها كحزب الله، ويقفون ضد حرية شعبٍ أعزل يسعى لنيل كرامته التي سلبها منهم حاكم قاتل كبشار الأسد وحزب (...)
إذا أردت أن تقضي على ثورة شعب فحاربها بثوارها أنفسهم، واعمل على شق صفهم بواسطة المتحمسين منهم سطحيي التفكير، فهم أسهل من يمكن اقتيادهم بشعارات دينية ووطنية لتحقيق الأهداف، كما أن توجيههم لن يحتاج لأكثر من خطاب يدغدغ ما يتمنون حدوثه، حينها ستتملكهم (...)
ما يحدث الآن في لبنان متزامن مع تزايد وتيرة الحرب في سورية، واشتداد الصراع والاستقطاب الذي لا يمكن أبداً فصله عن تبعات التدخل الرسمي الشيعي سواء من قبل إيران وذراعها في لبنان «حزب الله»، وكذلك الميليشيات الشيعية العراقية وعلى رأسها عصائب أهل (...)
دعونا لا ننسى العراق أكثر مما مضى ولا نهمله ونتغاضى عما يحدث فيه بعد الآن. يكفيه ما جره عليه تعدد طغاة حكامه منذ استقلاله ليعيثوا فيه قلاقل وانقلابات وقتل وفوضى لم يعرف أهلها فيها استقرارا ولا راحة بال، توجت عقب حرب الخليج بحاكم عسكري أمريكي حل (...)
صبر الغرب على هتلر طويلاً قبل أن يعي خطره، ونأت أمريكا عن التدخل في فرنسا قبيل الحرب العالمية الثانية، فاستشعر ديغول الخطر وأسس فرقاً وألوية حربية مختلفة بدون خطوط حمر جعلت من صحف أوروبا تتهم بعضها بالإرهابية، لكنه لم يلق لها بالاً.. وقد أصاب فيما (...)
هل أستبشر خيراً ببداية صحوةٍ أراها في الأنبار، وهل نشهد بداية انتفاضةٍ لسنة العراق المظلومين المقهورين على يد ديكتاتوري العراق المالكي ومن والاه من الأطياف السياسية المذهبية العراقية اسماً والإيرانية هدفاً وأجندة. لم تأخرت صحوتهم وانتفاضتهم، حتى (...)
بت كثيراً ما أقارن بين تصريحات المسؤولين الإيرانيين مؤخراً وما اعتاد آباؤنا على التندر به عند تذكرهم لحروب ثورة 1967م مع الكيان الإسرائيلي، حين كان يطل عليهم أحمد سعيد بفخامة صوته الإذاعي ويبث على مسامعهم أخبار انهزام العدو وانتصار القوات المسلحة (...)
أسوأ ما في الانفتاح الإعلامي العربي المُستجد هو أنه جلب لنا منظرين بمسمى خبراء ومحللين ومتخصصين، وفي الواقع عديد منهم ليسوا أكثر من جهلة أميين، لكنهم تكلموا بما يوافق هوى مستضيفيهم، فمُنحوا الفرصة والمادة، لينتجوا لنا الغث من الفكر، الذي لن يقدم بل (...)
الصراع على شبكات التواصل الاجتماعي بين التيار الليبرالي والمحافظ أصبح عقيما ومملا ومخزيا في ظل حالة الشتم والسب والعقم الأخلاقي الذي يعيشه الطرفان، ويفتقد بعضهم فيه إلى أساسيات الحوار وتبادل الرأي والاختلاف.
حواراتهم المتبادلة ليست إلا مزيجا من (...)
منحت شبكات التواصل الاجتماعي ومنها «تويتر»، المرأة العربية وخصوصاً الخليجية فرصةً لم تتح لها سابقاً في التعبير عن نفسها، والخروج للعلن بما أخفته في صدرها لعقود، وحجره عليها مجتمعها، الذي أراد لصورتها النمطية أن تكون زوجة «سي السيد» أو ست البيت التي (...)
تأخذني مشاهد الاحتجاجات المتكررة في الربيع الثائر إلى أن أعيد حساباتي الفكرية فيما ظننته ربيعاً ثورياً، تمنيته أن يكون استئصالياً لا مركزياً تنهض بعده الدول لتكون مختلفة عن ماضيها الأليم. لكن الثورة تحوَّلت فيها لغنيمةٍ تسارعت الأطراف لتقاسمها دون (...)
تسعى الأمم دوما لبناء ذاتها عبر سواعد أبنائها ولكن بعد إعدادهم جيدا ليكونوا مؤهلين لدخول سوق العمل بقدرة ومعرفة وتخصص. فبعد أن تزرع فيهم ثقافة العمل، تؤهلهم ميدانيا عبر تخصيصهم لحاجات السوق ومتطلباته، وتمنحهم الرخص المناسبة لممارسة المهنة، لتقنن (...)
منذ أن أسقط الشاه أوائل العام 1979 بدأت تظهر للحكماء فقط في الداخل الإيراني ملامح تكوين ديكتاتوريةٍ دينية بدلاً من نظيرتها الملكية المعزولة، فقد رأت بعض قوى اليسار السياسي والليبراليين نيةً مُسبقة للتيار الديني الصاعد للاستئثار بالسلطة عبر قيامه (...)
على مدار السنوات وحتى هذه اللحظة كانت وما زالت التنمية في المنطقة الشرقية شأنها شأن باقي مناطق المملكة سياسةً حكوميةً ثابتة، بل إن الفترة الأخيرة شهدت تركيزاً أكثر على المناطق الجنوبية والشرقية والشمالية من المملكة، لإعطائها نفس النصيب والحصة من (...)